مقالات

هل يوجد ضوء فى آخر النفق للقضاء على عملية تزوير الدواء ؟

من يستورد الدواء المزور ومن يبيعه للمواطنين ومن يعين المستورد المزوِّر على استيراد هذه السموم ومن يتستَّر علي الفاعلين كلهم سواسية مجرمون.
واخطر منهم اجراما من له سلطة متابعتهم وتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم ويتقاعس عن واجبه محاباة اوممالأة اولأى سبب كان.
فعلى السلطات المعنية بالسهر على سلامة المواطنين بعد ان كشفت هذه الطبيبة الوطنية ( مريم بنت حيدى ) ماتقوم به هذه المافيا الإجرامية اجراء تحقيق شامل يقود الى الوصول الى الرؤوس الكبيرة التى تقف وراء ارسال هؤلاء السماسرة بغية تجفيف منابع هذه المافيا التى لم ولن ترعى فى هذا الشعب إلاًّ ولاذمة مع ضرورة تقديم المتورِّطين الى العدالة لينالوا القصاص العادل .
ومع ان هذه هى امنيتنا ونعتقد جازمين انها تمثل فى حدِّها الأدنى مطالب الشعب ، إلا أننا نشك كثيرا فى اجراء تحقيق يؤدى الى كشف الحقيقة التى ربما ستسفر عن تفجير مفاجآت من العيار الثقيل قد لايحبذ النظام فى الوقت الحالى تفجيرها.
فالنظام يزعم ويعلن منذ مايزيد على سنة انه يحارب الفساد والمفسدين بصفة عامة وتجار الأدوية الفاسدة المزورة والمنتهية الصلاحية بصفة خاصة ، ومع ذلك لايزال الفساد مستشريا فى مفاصل الدولة ولايزال المفسدون انفسهم يتم تدويرهم فى مراكز التحكم والسيطرة الأمر الذى يستحيل معه إجراء عملية تحقيق تقود الى كشف المتورطين ، لأن من يفترض انهم سيقومون بالتحقيق
إما أنهم متورطون فى عملية الفساد وإما ان لديهم مصالح مشتركة مع المفسدين
وبالتالى فلا يرجى من فاسد ان يكشف فساده على الملأ.
ومن لم يكن ضالعا فى فساد قطاع الصحة لايمكن ان يذهب بعيدا فى كشف فساد هذا المرفق ومفسديه لأنه بدوره لابد وأن له ضلوعا فى فساد مرفق آخر يمنعه من الذهاب بعيدا فى كشف الحقيقة التى يريدها المواطن.
وهكذا ستظل الأمور كما هى فساد ومفسدون الى ان تتغير العقلية الحاكمة وتتأكد من وجود كفاءات وطنية لم تتلطخ اياديها بالفساد وتستطيع أن تخرج هذا المجتمع من مستنقع الفساد والمفسدين إن هى اشركت فى تسيير سياسة البلد بعيدا عن الطغمة المسيطرة الآن والتى يبدو ان رأس النظام لايرى فى الوقت الراهن من هو اصلح منها للحكم.
فى الوقت الذى لايرى فيه المواطن العادى ناهيك عن الإطار المثقف من هو افسد منها واخطر على مستقبل بلده.
الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى