الأخبار

الإعتماد المتبادل.. رسالة مفتوحة موجهة إلى رئيس الجمهورية ومحافظ البنك المركزي

بسم الله الرحمن الرحيم

*الإعتماد المتبادل*
رسالة مفتوحة موجهة
إلى
السيد رئيس الجمهورية
وإلى السيد
محافظ البنك المركزي
وإلى السادة
الزبناء

بادئ ذي بدء ، إننا نتقدم بالشكر لقيادة تستمع وتقدر جميع الآراء والمقترحات البناءة و تقم بتجسيدها واقعًا خدمةً للوطن والمواطن ، وذلك ما شجع الخييرين في هذا الوطن لإبداء الآراء والمقترحات التي تخدم البلد في هذه الظرفية الحرجة التي ما يزال العالم خانعًا في طور وإرهاصات صدمتها جراء إنتشار هذا الوباء الذي لم يتصور أحد إمكانية حدوثه وسرعة أنتشاره بحيث عم الكورة الأرضية في غضون أيام معدودة معطلاً بذالك جميع شرايين الأقتصادات الكبرى ومهددًا بتلاشي وأندثار الاقتصادات الناشئة أو من هي في طور البناء وإعادتها إلى المربع الأول وسيكون لذلك ما له من تبعات في المستقبل القريب.
وبما أننا أبناء أشهرٍ معدودة بعد الجائحة الإقتصادية للعشرية التي أتت على الأخضر واليابس فإن إصلاح ما أفسدته يجب أن يكون من أولويات هذه الظرفية ومن ذلك أخذ الحيطة والحذر في كل ما من شأنه المساس بالركائز الأساسية الثلاثة للإقتصاد التي هي :
١) الدولة ممثلة في العملة
٢) النظام المصرفي والمالي
٣) المؤسسات والمستهلكين
ففي الاقتصاد أن العملة هي الوجه الثاني للقروض وبما أن العملة والبنك المركزي مسؤلية مباشرة لرئيس الجمهورية ، وكما يقال قديما أن العملة هي ظل المُلك فإن طالت طالَ وفاء ذلك المُلك وإن تقلصت العملة تقلص معها ظل ذلك الملُك، وبالتالي فإن البنوك التجارية مطالبة اليوم أكثر من ذي قبل بالتنسيق والتعاون مع البنك المركزي في أية خطوة تخطوها حتى وإن كانت تلك الخطوة تحدث في حالة نفسية معينة أملتها الظرفية الحالية ولا يجب القبول بإتخاذ أية مبادرة فردية من أية بنك لأن نتائجها ستكون سلبية على باقي البنوك وعلى الزبائن على حد سواء مما سينعكس سلبا على البنك المركزي وعلى العملة وصعودًا حتى رأس الهرم :الدولة.
لذلك وجب التنبيه إلى ضرورة مركزية القرار من أجل الإنضباط في التوجه لما يخدم الوطن دون خلق مزيد من الشروخ في الهيكل المتهالك أصلا جراء ما مر به من معاول الهدم .
وليكن في علم الجميع أننا لسنا في حملة رئاسية ولا برلمانية ولا حتى تنافسية فردية فالمتضرر من هكذا حالة سيكون الضلع الثالث للإقتصاد : المؤسسات و المستهلكين ولكننا نقدر عاليا مساهمة الكل ولكن بالقدر الذي يخدم الظرفية الحالية في تطلع لما هو آت في أفق الوضعية الحالية .
حفظ الله وطننا من كل وباء وبلاء

.

قدمت هذه المساهمة بمناسبة جائحة فيروس كورونا في إطار تعاون بيننا والمعهد الدولي للبحوث والدراسات الاستيراتيجية الذي يرأسه الخبير الاستيراتيجي الدكتور محمد ولد محمد الحسن

الشيخ الحسين طوير الجنة
نواكشوط في
27مارس2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى