مقالات

احترموا عقولنا ايها المصفقون / الشيخ التيجاني عبود

يتملكني العجب من شجاعة اقوام كانوا في اقصى المعارضة يدبجون المديح و الثناء .. و يصرخون علنا بالتضامن مع وزير لم يفعل لحد الساعة أي شيئ لصالح المواطن .. ، فتحديد المسافة بين كل صيدليتين مقرر أصلا لفائدة الصيدلية المفتوحة اولا حتى لا تتضرر من منافسة اللاحقة بها ، و لا علاقة له البتة بجوهر الإشكالات التي يعاني منها قطاع الصحة كانتشار الأدوية المزورة و تردي خدماتها و انتشار حالات الاهمال الاخطاء الطبية .
بالله عليكم ما الذي فعله الوزير ، هل أغلق الصيدليات و صادر الترخيصات لأنها باعت الأدوية الفاسدة ؟ .. و هل أصدر عقوبات إدارية في حق بارونات الاهمال الطبي الذين يتعذب المواطنون على أسرة مستشفياتهم لحد الموت ؟ ، و هل عمم النقاط الصحية في الأودية و على الجبال و في الوهاد ؟ و هل التزم نيابة عن الدولة بمجانية الاستطباب ؟
ان وزير الصحة لم يطلق رصاصة في حربنا .. و لم يهيئ بندقيته و لم يلبس لأمة الحرب .. انه كباقي زملائه الوزراء هناك في مكتبه الوثير .. او في سيارته الرباعية الفارهة .. يقضي أوقاتا استعراضية .. لا تسمن المريض و لا تغني الصحة .. ، يدافع عن مصالح بعض الصيدليات بتطبيق القانون الذي يستلزم ابعاد الأخريات عنها حتى لا يضايقنها في البيع و التوزيع ..
لا اعرف السر وراء هذا الحراك الذي لا مبرر له في الواقع .. ، و لن نقف في كنهه على سبب وجيه .. ، و خشيتي كبيرة من أن تكون للامر علاقة باستغفال بعض المدونين لبعضهم .. ، و أن يكون اتساع نطاق المقاولات قد شمل هذا المجال ، و أن وزير الصحة قد سلك سبل الدعاية و استقطاب التأييد و الاستخدام الشعبوي بأساليب نفعية و مصلحية ضيقة تعفف عنها نظراؤه و تورعوا عنها .. و على كل حال فإن الأمر غير مفهوم في سياقه الظاهر .
فسعي وزير الصحة إلى تطبيق شرط المسافات بين الصيدليات .. لقي من الترحيب ما رفض المدونون منحه لوزيرة الإسكان حين استخدمت الآليات و دمرت منازل poche 10 لاحترام القانون ، و لم يجده وزير التعليم العالي حين طبق قانون السن في التسجيل في الجامعات ، فاحترام القانون هو ذاته احترام القانون سواء تعلق بمجال المسافات بين الصيدليات او بمجال منح الأراضي او بولوج الجامعات..، و هو متعين على القائمين على الشأن العام و لا شكر على واجب ..

الشيخ التيجاني عبود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى