مقالات

هل سقطت قدسية الجيش حضرة الوزير المحترم؟ زهرة شنقيط

شن وزير العلاقات مع البرلمان وزير الاتصال افتراضيا ازدبيه ولد محمد محمود هجوما عنيفا علي عدد من المواقع الإعلامية والقوي السياسية قبل أسابيع، متهما مجمل الأطراف المناوئة للرئيس بخرق قدسية الجيش والمس من مقامه، ضمن نوبة جذبة تنتاب بعض أعضاء الحكومة الجدد من وقت لآخر.

غير أن حادثة الجيش التي وقعت اليوم الجمعة 20-2-2015 كشفت زيف الشعارات التي يتدثر بها البعض، وهشاشة النخب المحكوم بها، وضعف الوعي لدي القائمين علي بعض المنابر الاعلامية شبه الرسمية بموريتانيا، وانفراط عقد الدولة الناظم من خلال نمو “أجسام غريبة” داخل الجهاز التنفيذي يخضع كل جسم منها لرغبة المدير المكلف به، بعيدا عن مصالح البلد، وهموم الشعب، وسياسة الرئيس.

خمسة عشر شهيدا من نخبة الجيش، وعشرات الأسر المكلومة في أعز ماتمتلك، ورأي عام حائر بفعل هولة الصدمة، ووزير يفترض فيه “النطق” باسم الحكومة غارق في أحلامه الوردية، متواري عن الأنظار مع رفاقه الخلص، منشغل بتحضير “ونكالة” الأسبوعية، ومدراء اعلام آخر شغلهم هو الاهتمام بالجيش الذين يتعاملون معه كخطوط وهمية، “حمراء” في الوقت الذي يحبون، داكنة اللون أو مفقودة في الوقت الذي يخلدون فيه للراحة، ومعافسة الأهل والأموال.

خمسة عشر شهيدا من خيرة أبناء البلد، ولكنهم في تقدير مدير الإذاعة “الوطنية” مجرد خبر تافه، محله “العنصر الخامس” من نشرة المساء، بعد سرد أخبار تجديد الرخص، واستقبالات الرئيس للوزراء المغاربة، والخوض في تفاصيل رياض الأطفال في الريف، وأخبار “الشريط” المعد من طرف وزارة البيئة، وكأن أرواح الجنود البسطاء مجرد مهزلة تخرج بفعل الإهمال دون تحقيق، وتكتفي وسائل الإعلام الرسمية بذكرها ، والتفاخر بأن الجيش وفر طائرة لنقل جثث الجنود إلي مقابر قريبة من ذويهم، وأن الوحدة التي قضي معظم أفرادها تنتمي للهندسة العسكرية!.

فضيحة بكل المقاييس، ولؤم لايستحقه أبناء بلد كاتبوا من أجل حمايته، والدفاع عن حوزته الأرضية، وماتوا اليوم دفعة واحدة في “حاويات الموت” ، وهم عائدون من تشييد أهم منشآته العسكرية (مطار صلاح الدين) بعد أن تحولت الهندسة العسكرية من احدي كتائب الجيش الحيوية إلي جزء من حركة المال والأعمال داخل المؤسسة، ومنافس جدي للشركات الوطنية العاملة في الأشغال، والصفقات العمومية الموجهة للطرق أو البناء أو شق الطرق داخل البلاد.

نعم الجيش خط أحمر سعادة الوزير، وهو درع البلاد الحامي، ولكن هل يعي العاملون معك أو إلي جانبك أو الذين تربطك بهم علاقة الوصاية معني أن تكون الخطوط حمراء؟

تذكر أن قطاعك فشل في مواكبة أكبر حدث عاشته البلاد اليوم، وأن دماء الناس الغالية ماكان يجب أن يتم التعامل معها بالشكل الذي شاهدناه هذا المساء، أو سمعناه هذا المساء، أو قرأناه هذا المساء ، في مجمل الوسائط المتواضعة التابعة لكم سعادة الوزير.

زهرة شنقيط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى