الأخبار

ضريبة التميز ….. في تأبين المرحوم كابر هاشم

ضريبة التميز :

هذا هو عنوان الكلمة التي ألقيتها في تأبين المرحوم كابر هاشم
وخلاصة ما قلته أنه لا يسعني – في ظل هذا الضجيج الإعلامي المشحون بالعنف اللفظي والغيبة المحرمة والتنابز بالألقاب الذي نهى الله تعالى عنه – إلا أن أبين أن العناوين الكبيرة التي تجمع الناس وإن اختلفوا فيما بينهم، كالدولة ومؤسساتها والقبيلة وفصائلها والطريقة وأتباعها .. من الأمور التي يجب توقيرها واحترامها ولا يجوز النيل منها ولا المساس بها …
فالنيل من هذه العناوين الجامعة منكر يرفضه الشرع القويم ويعافه الطبع السليم
وإن من أبشع ما سمعناه في هذا الصدد من منكر القول وزوره، وفحش اللفظ وفجوره، تطاول بعض الأشخاص على قبيلة العلويين تزلفا لنظام فاسد، أو تشبثا بفكر بائد …
والواقع أن قبيلة إدوعلي هي التي يرجع إليها الفضل في تأسيس كل العناوين التي تمثل هويتنا قديما وحديثا .
فهم مؤسسوا أول مدينة أصبحت فيما بعد عنوانا لنا جميعا ( مدينة شنقيط العريقة )
وهم بناة أول عاصمة ثقافية في هذا المنكب البرزخي ( مدينة تجكجة الجميلة ) ولم تتوقف عندهم مسيرة البناء والإعمار منذ تأسيس شنقيط إلى أن أصبحوا اليوم غالبية سكان أهم مناطق العاصمة انواكشوط
فالناس يبدأون من حيث انتهى العلويون ويبدأ العلويون من حيث انتهى الناس .
وبذلك حافظ العلويون على كل قديم سديد وسبقوا إلى كل جديد مفيد والناس في ذلك كله لهم تبع وسوف يظلون كذلك إن شاء الله تعالى .
أيها الإخوة الكرام إن التضايق من ظاهرة التميز العلوي ذريعة ابتدعها المستعمر بسبب خوفه من الزّعيم حرمة ببانه .
ومنذ ذلك التاريخ والأنظمة الاستبدادية ومؤيدوها بالباطل وكل المعقدين الذين يحسبون كل صيحة عليهم يتواطئون على هذه السنة السيئة التي سنها المستعمر في إقصاء العلويين ومهاجمتهم وتلك ضريبة التميز :
“حسدو الفتى إذ لم ينالوا شأوه *** فالكل أعداء له وخصوم”
“كضرائر الحسناء قلنا لوهها ***حسدا وبغضا إنه لدميم”
ورغم ذلك كله استمر للعلويين عطاؤهم المشهود وتفوقهم المعهود ولم تجد الأمة الموريتانية أفضل منهم في بناء الدولة ومؤسساتها ، والمساهمة في تفعيل دور معارضة الأنظمة وموالاتها، فلو خرجوا من الموالاة لانهار ائتلافها، ولو تخلو عن المعارضة لأصبحنا أمة لا معنى لوجودها
هذا بالإضافة إلى محافظتهم على القيم الحميدة وحراستها
ولا يخفى علي أن كل قبائل الساحل والصراء قد أنجبت علماء وشعراء ، لكن القبيلة التي أنجبت العلامة المجدد سيد عبد الله بن الحاج ابراهيم والفقيه الشاعر حرمة بن عبد الجليل والمفتي الطالب محمد بلعمش .. هي نفس القبيلة الَتِي ما زالت تنجب من هو على مستواهم وما هو بدونهم مثل العلامة لمرابط اباه أطال الله بقاءه فما اطلاع الرعيل الأول من كبار علماء الشناقطة بأكثر من اطلاعه ولا طلابهم بأفضل من طلابه …
هذا فيما يتعلق بالتقيد بمنهج المحظرة الشنقيطية وإتقان مقرراراتها .
أما في مجال الشعر والأدب فإن القبيلة التي أنجبت ابن رازكه وابن محمدي ما زالت أيضا تنجب أمثال الشاعر الخلوق كابر هاشم الذي ودعناه بالأمس وهو يقول :
“حملوني من نبع يثرب ذكرى ***من عبير تفوح عطرا جميلا”
“طبت فرعا وموطنا وفصيلا *** وقبيلا ومنبتا ومسيلا ”
“طبت حيا وخالد وسعيدا *** وصريعا وميتا وقتيلا”
وبهذه المناسبة الأليمة أثني عنان قلمي لأتقدم بخالص الود والمحبة والمواساة والعزاء باسم قبيلة تجكانت عامة وأسرة أهل بون خاصة وباسمي شخصيا إلى الشعب الموريتاني عامة وإلى كافة روابط الكتاب والأدباء والخبراء والمهندسين والأطباء والأئمة والدعاة والعلماء والأولياء والزعماء والعظماء .. وإلى قبيلة إدوعلي التي أنجبت كل هؤلاء
وفي الختام أود أن أقول لأولئك الذين يريدون جرنا إلى صراع بالنيابة عنهم أن يبحثوا عن غيرنا ليقوم بذلك الدور لهم سواء بالصراع مع العلويين أو الصراع مع غيرهم
والسلام عليكم ورحمة الله
أخوكم أحمدو حبيب الله ولد أحمد مزيد ولد بون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى