مقالات

الطبقة الأستقراطية فى موريتانيا

من دواعي سخرية القدر أن نجلس في مجالسهم ونأكل من مأدبهم قد يكون شكل واحد وتفكير قد يختلف في أسلوبه، فمن يفكر كيف يدبر قوت يومه ليس بمن يفكر كيف يرضي سلطانه.
عجيب هي طبقة الأستقراطية في موريتانيا. فمن المعروف في أوروبا أن طبقة الأستقراطية تمتلك مأسسات ومصانع تشغل الألاف من البشر المهمشين فهم مثقفين أساتذة ودكاترة ولهم مألفاتهم في جميع الفنون مشكلتهم الوحيدة أنهم خير المواطنين. وهم خواص ناس والأعيان وصلوا إلي مراتبهم ودورهم فى المجتمع عن طريق الوراثة يصنعون عالمهم الخاص علي رغبتهم فلامجال للتضحية وروح ثورية عندهم.
فهم أقلية الممتازة وسياسة عندهم منافع.
أما عندنا فهي أناس يجمعهم طمع والخوف من الحاكم سواء عسكري أم مدني المهم أن تربطهم به علاقة فمجالسهم مجرد إشاعات وكلام صالونات إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم. فهم خليط من أثرياء جمعوا ثروتهم من مناصب كانوا فيها أو عمليات فساد أو تجارة مع الأنظمة الحاكمة أو مدراء أو سفراء عملوا في سلك الدوبلماسي. تجدهم يسخرون من كل ماهو ضعيف في نظرهم عامي، كل معارض لم يطبل للأنظمة كل مثقف منهك في عمله.
هم طبقة تسكن في الأحياء راقية ونفوسهم ليست راقية هم من يعطل التنمية فى هذا بلد. يطبلون لكل ديكتاتور ويدافعون عنه وعندما يسقط هم أول من يهرب عنه. يوزعون المناصب حسب هواهم تربطهم علاقة الخبث والمكر لا يلمعون إلا من دخل معهم في سياستهم القذره.
هذه طبقة تارة تجدهم في المعارضة وتارة في الأغلبية عندما تجالسهم تظن أن البلد أنشطر إلي قسمين إما عامي فقير ضعيف لا يصلح لشئ أو متكبر مارد ماكر يحكم بقبضة من حديد.
هذه بلاد لن تنهض إلا إذا حاربنا هذه الطبقة.

مصطفي يحي بابه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى