الأخبار

وزير التهذيب يوجه خطابا بمناسبة الافتتاح الدراسي

وجه وزير التهذيب الوطني السيد إسلمو ولد سيدي المختار ولد حبيب، اليوم الأحد، خطابا بمناسبة انطلاق السنة الدراسية 2017/2018 ، استعرض فيه الإنجازات التي تحققت في مجال التمدرس وتحسين أداء المنظومة التربوية، وفيما يلي النص الكامل للخطاب :

” الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة ومعلما للأمم.

أيتها الأسرة التربوية الكريمة

شعوري كبير بالسعادة والسرور بإطلالة أول يوم من أيام السنة الدراسية 2017 – 2018، وتجدد فرصة من فرص التحصيل العلمي ومواصلة السير على درب التقدم والتنمية المؤسسة على القيم العلمية والأخلاقية التي تسعى منظومتنا التربوية إلى ترسيخها وجعلها مقوما رئيسا ومميزا لأجيالنا من خلال الرفع من أداء القطاع تناغما مع البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز واهتماماته التي تعتبر التعليم الجيد أساس كل رقي وسر كل تنمية مستديمة شاملة.

وفي هذا السياق فقد عملت حكومة معالي الوزير الأول المهندس يحيى ولد حدمين على رسم السياسة القطاعية 2011 – 2020 بغية الرفع من النوعية التربوية وتوسيع العرض المدرسي وتحسين قيادة النظام وتسييره ضمانا لتوفير مناخ تربوي ملائم لتزويد التلميذ بالمعارف والمهارات اللازمة ليتمكن بجدارة من مسايرة ما يشهده العالم من تطور علمي وتكنولوجي، سالكا سبيلا سويا يجنبه متاهات العولمة وإغراءات الحداثة، عاضا بالنواجذ على خلاصة القيم السمحة الوسطية، آخذا قسطا كبيرا من العلوم والتقنيات حتى يكون مواطنا صالحا للمساهمة الإيجابية في عملية التنمية والارتقاء بالبلد والأمة إلى مصاف البلدان والأمم المتقدمة.

وبناء على ذلك، واستكمالا للخطة العشرية الآنفة الذكر، فقد تمكن القطاع من القيام بعدة نشاطات تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية وتحسين الولوج والنوعية التربوية وعقلنة وإحكام تسيير القطاع، مما مكن خلال السنة الماضية من إحراز حصيلة معتبرة نذكر منها:

ـ مواصلة تنفيذ برنامج دعم تحسين نوعية التعليم PAAQE الممول كليا من موارد الدولة. حيث تم بناء واستلام 26 مدرسة و17 إعدادية و9 ثانويات و مدرستين لتكوين المعلمين، ولا تزال الأشغال جارية في 10 مؤسسات.

ـ إطلاق برنامج PAAQE التكميلي لترميم البنى التحتية المدرسية وسيمكن من ترميم 60 مدرسة وبناء 4 مدارس و 53 حجرة دراسية.

ـ تنظيم جائزة رئيس الجمهورية للعلوم من خلال مسابقة الأوليمبياد والرالي العلمي التي شارك فيها آلاف التلاميذ وساهمت في ترسيخ ثقافة التنافس العلمي والشغف بالمطالعة والبحث والتميز واكتشاف المواهب الفتية، كما ساهمت في رفع نسبة النجاح في الامتحانات الوطنية؛

ـ إنشاء صندوق دعم النشر المدرسي وتطبيق سياسة البيع الرمزي للكتب من خلال فتح 80 كشكا، وإعادة تفعيل المعاهد التربوية الجهوية وتوزيع 782.000 كتاب في جميع المواد منها 247.000 كتاب وزعت بالمجان على تلاميذ الأسر الأكثر فقرا، إضافة إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الكفيلة بضمان ترشيد استخدام المناهج التربوية والتسيير الأفضل لمقتنيات المستقبل؛

ـ توسعة الطاقة الاستيعابية في مؤسسات الامتياز بفتح 3 مدارس ابتدائية جديدة في انواكشوط، و3 ثانويات امتياز في انواكشوط الجنوبية، كيديماغا ولبراكنه ؛

ـ مراجعة برامج مدارس تكوين المعلمين؛

ـ مراجعة وتحيين شبكات المتابعة وإعداد تقارير التفتيش وبعثاته في التعليم الأساسي؛

ـ مراجعة وإعادة كتابة البرامج، وتنظيم ورشات لقراءتها والمصادقة عليها؛

ـ إنتاج دروس نموذجية تم بثها عبر قناة الموريتانية في إطار مشروع التلفزة المدرسية. وقد ساعدت هذه الدروس في تحسين مكتسبات المترشحين للامتحانات الوطنية؛

ـ إعداد السياسة الوطنية للتغذية المدرسية والمصادقة عليها؛

ـ تكوين 300 مسير كفالة حول التسيير والصحة في الوسط المدرسي؛

ـ دعم الحكامة الرشيدة في القطاع من خلال تقوية الجهاز الإداري وتنشيط هياكل التسيير في الإدارات المركزية؛

ـ بدء تنفيذ النظام المعلوماتي لتسيير التعليم SIGE ؛

ـ تقوية قدرات طاقم الوزارة في المجالين الإداري والتربوي؛

ـ تحسين التأطير عن قرب؛

ـ تنظيم بعثات تفتيش تربوي وإداري في مؤسسات التعليم الخاص؛

ـ تنظيم إحصاء مدرسي شامل على مستوى التراب الوطني؛

ـ تنظيم الامتحانات الوطنية في ظروف ممتازة واكبتها إجراءات صارمة لسيادة السكينة والهدوء في مراكز الامتحان ومحاربة أصناف الغش والتحايل ضمانا لمصداقية شهاداتنا وجدارة حملتها في الداخل والخارج؛

ـ مواكبة القطاع للتطور الحاصل في مؤشرات التمدرس وتزايد أعداد التلاميذ والمؤسسات المدرسية بتوفير الدعامات التربوية واستخدام الموارد البشرية بصورة معقلنة تتأتى معها التغطية التربوية اللازمة، مما كان له بالغ الأثر في زيادة نسب النجاح والرفع من المردودية التربوية؛

أيتها الأسرة التربوية الكريمة

لقطف ثمار هذه الجهود يانعة لا بد من مواصلة السير على نهج الإصلاح وتكثيف الجهود للوصول إلى أهداف العشرية الكبرى، ولذا سيكون أفق السنة الدراسية 2017-2018 حافلا بالبرامج والخطط والأنشطة الرامية إلى إحداث تحول نوعي في منظومتنا التربوية لتصبح أكثر نجاعة واستجابة لمتطلبات التنمية من خلال إدخال إصلاحات على الخريطة المدرسية وتسيير المدارس وإعداد استراتيجية لتنمية القدرات المهنية للمكونين والمدرسين وترقية تدريس العلوم لإرساء دعائم تعليم علمي وتكنولوجي فعال خدمة لتنمية البلد وحاجاته من الكفاءات العلمية للرفع من مستوى الجودة التربوية والتحكم في النظام التربوي كما وكيفا ومحو الفوارق الجغرافية والتفاوت الاقتصادي وتوفير مناخ مدرسي موات لتكافؤ الفرص بين الجنسين، وزيادة على ذلك سنعمل على:

ـ اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بضمان افتتاح دراسي فعلي وناجح؛

ـ مكافحة التغيب ووضع آليات لتحفيز الإنتاجية والمردودية؛

ـ تحسين العرض التربوي بتوسعة المباني المدرسية وبناء المنشآت الجديدة وتجهيز المدارس؛

ـ الاستمرار في تحيين قاعدة بيانات الأشخاص لمتابعة مسار الموظفين المهني والصرامة في احترام معايير التحويل وشفافية ترقية المدرسين والمؤطرين ؛

ـ توفير الوسائل الكافية للقيام بعدة إصلاحات على الخريطة المدرسية وتسيير المدارس بالتعاون مع الشركاء ليستجيب العرض المدرسي للطلب، وتطبيق معايير تجميع المدارس تلافيا لعشوائية وفوضوية استغلال الموارد البشرية والمادية؛

ـ اعتماد وثيقة الرؤية الجديدة في ترقية تدريس العلوم الهادفة إلى تفعيل التعليم التجريبي وتحقيق مقاصده؛

ـ تكوين المديرين والمدرسين والمؤطرين في المؤسسات التجريبية؛

ـ دعم التأطير عن قرب؛

ـ تحسين العرض التربوي من خلال فتح 15 إعدادية في الوسط الريفي والحضري؛

ـ اقتناء الأدوات اللازمة لتجديد المطبعة المدرسية ومتابعة تزويد المكتبات المدرسية بالكتب؛

ـ توسعة الأكشاك وتبني سياسة جديدة تضمن توفر الكتاب المدرسي والدعامات التربوية؛

ـ التكفل بنقل 1920 بنتا يوميا في 12 مؤسسة ثانوية لرفع نسبة تمدرس البنات في أربع ولايات داخلية؛

ـ إتباع منهج جديد في التكوين الأولي لسد النقص الحاصل، واستباقا للنقص الطارئ في المدرسين؛

ـ إنشاء لجان محلية للتسيير المدرسي لتحسيس الفاعلين المحليين حول أهمية التربية وإشراكهم في صياغة وتنفيذ خطط عمل المؤسسات وجعلها مكانا ملائما للتعلم؛.

ـ تعزيز المؤسسات التربوية بعناصر للحراسة؛

ـ اعتماد السياسة الوطنية للصيانة؛

ـ إنشاء فضاءات للحدائق المدرسية؛

ـ محاربة المخدرات في الوسط المدرسي بالتعاون مع رابطة العمد الموريتانيين.

أفراد الأسرة التربوية الكريمة

تلكم على سبيل المثال لا الحصر باقة من المشاريع والخطط التي نعتزم تنفيذها آملين أن نحظى بمؤازرتكم وأن تشدوا عضدنا وأن تكونوا لنا سندا قويا في العملية التربوية التشاركية.

زملائي في هيئات التدريس والتأطير

إن ما نصبو إليه من تفوق وتميز يظل أحلاماً لا تتحول إلى حقائق إلا إذا نفختم فيها من روحكم العلمية وتعهدتموها بالمثابرة والإخلاص النابعين من إحساس عميق بمستوى المسؤولية وما تتطلبه من زلال معرفي صاف سيشكل مراكب نجاح ناشئتنا التي تأخذون أزمتها إلى النجاح بالتنظيم المحكم للعملية التعليمية وانتقاء أحدث المعلومات وانتهاج أنجع وأنفع السبل التربوية لتوصيلها واتباع مناهج التقويم الموضوعية الدقيقة، وبذا تصبح جهودكم الجبارة دانية الثمار ومضمونة النتائج.

أبنائي التلاميذ

إن سعادتكم مرهونة بنجاحكم في مساركم الدراسي الذي لا يحتاج أكثر من الاهتمام بالنجاح والرغبة في تحقيقه، وهو أمر غير مستحيل بل سهل المنال، لاسيما في عصر توفرت فيه وسائل الوصول إلى المعرفة العلمية إن استغلت تلك الوسائل ولم يهدر الوقت فيما لا يخدم التحصيل العلمي والسلوك القويم.

أيها الآباء الكرام

لقد أخذنا على أنفسنا ميثاقا غليظا بتربية أجيالنا وتنشئتهم تنشئة صحيحة معولين على جهودكم في توفير المناخ الأسري المشجع على الابتكار والاختراع، جاعلين من حياتهم في المنزل واستخدامهم لمختلف حيثياته وسيلة لترسيخ مكارم الأخلاق وأداة لنقل العلم والمعرفة.

ولست بحاجة لأن أخاطب ما فيكم من شفقة وحنان وعطف أرجو أن تكتسي بعدا تربويا يجنب ناشئتنا الانجراف في غيابات الانحراف والاستعاذة بالشوارع وأزقة الجنوح والشذوذ وولوج عالم الجريمة الذي لا تحمد عواقبه، مستحضرين دائما قول الشاعر:

قد ينفع الأدب الأحداث في مهل

وليس ينفع بعد الكبرة الأدب

إن الغصون إذا قومتها اعتدلت

ولن تلين إذا قومتها الخشب

أيها السادة والسيدات شركاء القطاع من نقابات ومجتمع مدني ومنظمات…

إن قطاعنا فخور بمستوى التعاون معكم وبالدور الريادي الذي تلعبونه من أجل أن تبقى المدرسة الموريتانية صرحا شامخا من صروح العلم والمعرفة، كما نشيد بجهودكم واستعدادكم لمواكبتنا في تنفيذ المشروع المجتمعي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي يرى أن المنظومة التربوية المتكاملة والتعليم الجيد أساس بناء الأمم ووسيلة استقرارها.

وأملي وطيد في أن يتعزز التعاون وتلتحم أواصر الشراكة التربوية البناءة حتى نتمكن – بعون الله – من تحقيق الأهداف النبيلة التي نصبو إليها جميعا.

وأعلن على بركة الله افتتاح السنة الدراسية 2017 – 2018.

عاشت موريتانيا سائرة بثبات على درب التقدم والأمن والاستقرار.

عاشت المدرسة الموريتانية رمزا للعلم والمعرفة والأخلاق النبيلة.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”

وما

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى