مقالات

استفتاء أغسطس: المبتدأ، والشرط، والفعلان.

أثبت الموريتانيون قدرتهم على امتصاص الأزمات التي تحيط بهم، فقد أنهوا عهودا من تزوير الوثائق بيد عصابات الجريمة المنظمة، وتأمين سفر المهاجرين غير الشرعيين، وادخال وتأمين الارهابين والمهربين.
و ها هم ينتصرون لنداءات (ثوار أغسطس)، ويطوون خلفهم صفحة من المماحكات، قطعوا فيها ألسنة من قال (لا) لمخرجات الحوار السياسي (المتمدن).
أظهر استفتاء 5 أغسطس، الذي زكى المجلس الدستوري نتائجه اليوم، أن أغلب المتحزبين و مهندسي “الفوضى والأزمات ” ، الذين يجيدون مهارة في “صنع حروب الوكالة” التي يرسمونها وينفذونها، ليست لديهم قواعد شعبية ، ولا رؤى استشرافية ، ولا تمثيلا محليا، ولا حتى هيبة “أخلاقية”…
وحتى لو أنفقت عليهم كل (أدوات الدعاية) بحللها ، وأعطيتهم (أبواق التحريض والويتساب) بمفاتيحها، وكان “المال السياسي” أغلالا بأيديهم النحسة ، فقد “لووا ألسنتهم”، ودقت أعناقهم، و فروا يوم الزحف، ليس فيهم (مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ) ،أو ( مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ)، نكص “ناكصهم” على عقبيه، و”بال الشيطان” في أذنيه.، وأرخي عليه “عقدا” ملأت ودجيه؟
**
لقد أزفت لحظة المكاشفة، وانتهى عهد التلاعب بعقول الموريتانيين باسم” الأسماء المستعارة “، و”الوجوه المستعرة” التي تمرست في إقصاء غالبية الشعب من الحكم، وحرمان الشباب من أن تكون لهم كلمة في مستقبل بلادهم، والاستهزاء بقيم الشهداء، والمقاومين، والتدين الخالص من شوائب (الابتداع والتزلف)، وركوب موجة باسم (الحزب الواحد الأوحد)، أو بدعاوى (المعارضة الناصحة أو المقاطعة)، أو بكهنة:( كانتونات اللون، والعرق، والقبيلة، والجهة).
**
المحافظة على الدولة الوطنية، والعقد الاجتماعي، والمشروع الوطني الجامع ، هي معالم موريتانيا المستقبل، التي يضع فيها الموريتانيون باعتزاز بصمتهم على علمهم، ودستورهم ، وقوانينهم، وثقافتهم، وتراثهم، وشكل عمرانهم، ونوع استقرارهم السياسي ، ونمط ازدهارهم الاقتصادي. وبرلمانهم، ومجالسهم المحلية والجهوية، وهيئاتهم الدستورية، وتتسع حواراتهم، وانتخاباتهم لتشمل كل الموريتانيين، لا تستثني أحدا، ولكنها لا تخنع لمقاربات:
“مكس” الغزاة، ولا لمن يروج: “لفكر” الغلاة، ولا تتخابر مع
” حصان طروادة”، (قارون)، رأس شلة من المفسدين، يبحثون عن وضع يدهم على السلطة والثروة، لهم تجربة واسعة في تهريب الأموال والبضائع، وتفليس البنوك والمؤسسات، وشراء ذمم الغلمان والغانيات، والمكر بالصالحين والصالحات، والتسكع على أبواب السفارات. و”البارونات”.، وهم أئمة (منعا ، وهات).
**
انها موريتانيا الجديدة، المتصالحة، مع شعبها، ونخبها، ودينها، وهويتها، وثقافتها، وأمنها واستقرارها، والمحافظة على ديمقراطيتها وحرياتها، وأمنها واستقراراها. والمنفتحة على أعماقها، وكفاءاتها،
وجهاتها.
الرئيس تكلم، والشعب أجاب، والمجلس الدستوري زكى.
قلناها ونكررها، تجاربنا مع هذا الأحمد العزيز، أكدت لكم، ولغيركم، وستريكم دائما أهم الدروس التي اذا أعربت، بدأت بمبتدأ ، متبوعا بشرط، وشفعه أفعال، هذا الدرس هو: الرئيس، إذا، قال، فعل.

بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/ أستاذ وكاتب صحفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى