بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
.
هذا ملخص مأخوذ من تحقيق معمق وشامل ودقيق تناولنا فيه با لأدلة والبراهين القاطعة نسب صنهاجة .. .
وقد توصلنا من خلاله الى ان نسبهما يعود لحمير بن سبأ…وقد جئنا هنا بما صرح به العلماء واسماء بعض المراجع دون ذكر الصفحات …واحيانا اخفينا اسماء بعض المراجع حفاظا على معلوماتنا من السطو والسرقة.
وعلى العموم ما سنقدمه ، فيه من الأدلة ما يكفى حتى يصدر الجزء الخاص بصنهاجة.
وهنا اقول لكافة المدونين ان هذه المعلومات هى جزء من كتاب لنا كل من يريد نشرها او إعادة نشرها عبر وسائل التواصل عليه ان يضيفها الينا…ومن يريد نشرها فى كتاب عليه ان ينسق معنا لأخذ موافقتنا وإلا فعليه تحمل النتائج المترتبة على سرقة بحثنا وإضافته إليه او لغيره.
الأصول التا ريخية لنسب صنهاجة الحميرى القحطانى العربي :
بعد الكثير من البحث والتحقيق والمقارنة والتدقيق اتضح لنا بما لا يدع مجالا للشك ان القبائل الصنهاجية قبائل عربية حميرية قحطانية خرجت من اليمن السعيد على مايبدو بعيد الإنهيار الأول لسد مأرب سنة 450 م ( د ، فليب حتى تاريخ العرب ، ص…) واتجهت شمالا واستوطنت فترة من الزمن بلاد الشام ومنها انتقلت الى مصر وعبرت البحر الأحمر الى بلاد المغرب وجاورت قبيلة زناتة اكبر القبائل البربرية فى المغرب وتحالفت معها فى بادئ الأمر واصهرت اليها واختلطت معها اجتماعيا قبل ان تنافسها على زعامة البربر مما تسبب فى حروب طاحنة دارت بين القبيلتين جيشت خلالها قبيلة زناتة سائر البربر ضد صنهاجة مما اضطرها الى الإنسحاب جنوبا الى البحر المظلم.
(الشريف الإدريسى نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق ، ص ….)
ونظرا لقلة الأعداد الصنهاجية الحميرية القادمة على المنطقة مقارنة بالأعداد الزناتية التى تغص بها الصحارى المغاربية وتلولها فقد اثر الزناتيون ومن انضاف اليهم من سائر البربر على الصنهاجيين تأثيرا واضحا بسبب النمو الديمغرافى الذى يميل لصالحهم ، فاكتسب الصنهاجيون العديد من عادات الز ناتيين وتقاليدهم فتبربر لسانهم وزيهم وكادوا يحاكونهم فى كل شيء ، وهم فى ذلك معذورين .
فنحن إذا سلمنا بأن القوم هاجروا من مواطنهم بجنوب الجزيرة العربية فى التاريخ المبين اعلاه ، وتصورنا وصولهم الى الصحارى المغاربية فى عجز القرن الخامس الميلادى ، وعرفنا كذلك ان الحميرية ليست سوى لهجة عربية غير فصيحة من لغتى سبأ ومعين اللتين ورثت حضارتهما الدولة الحميرية مما يفقدها التأثير الفعال فى غيرها من اللهجات واللغات الأخرى.
( فليب حتى المرجع السابق ص … )
واذا تصورنا بالإضافة الى ماتقدم أن طلائع الفتحات الإسلامية العربية التى يتصور ان تنحاز اليها هذه الشريحة العربية لم يتأكد وصولها لديار صنهاجة الا فى الثلث الأول من القرن الثانى الهجرى النصف الأول من القرن الثامن الميلادى اي بعد مايزيد على قرنين من الإندماج والإختلاط مع زناتة وسائر قبائل البربر…(الخليل النحوى بلاد شنقيط . ص… والنانى ولد الحسين وغيره. ..موريتانيا الثقافة و… ص…)…وان صنهاجة التى كانت فى بداية عهدها قليلة العدد بالنسبة لزناتة لم تستقل بشؤونها عن هذه الأخيرة الافى القرن الثالث الهجرى التاسع الميلادى على يد الز عيم اللمتونى تيولوتان ( ابن خلدون ، العبر ، ج ، 6 ،ص.. .وصلاح الدين خليل بن ايبك الصفدى ، الوافى بالوفيات ، ص…. ).وانها كانت تدين بالمجوسية شأنها فى ذلك شأن برابرة المغرب الذين اقتفت أثرهم فى كل شيء وانها لم تعتنق الإسلام الابعد فتح الاندلس ، لا تضح لنا بجلاء قوة العوامل والظروف الضاغطة التى فرضت على الصنهاجيين تقليد الز ناتيين فى كل شيء . ( ابن خلدون ، كتاب العبر ، الجزء ..6 ..ص…).
فإذا اضفنا الى ماتقدم من تحديات واكراهات ماذكره ابن خلدون من ان البربر كانوا يعظمون ابناء بناتهم ويورثونهم ملك اجدادهم من امهاتهم
وان العرب اكتشفوا هذه العادة واسرفوا فى الزواج ببنات ملوك ومشايخ البربر طمعا فى ارث ملكهم مماَّ ادَّى الى انصهار العديد منهم فى الشعوب البربرية مكتسبا عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم وناطقا بلهجاتهم متخليا مع مرور الوقت عن لغته وقيمه وعاداته وتقاليده العربية التى جاء بها من الجزيرة العربية (ابن خلدون ،ج ، 6، ص…)….لأدركنا حجم الظروف والتحديات التى كانت تفرض على المجموعة العربية الصنهاجية بعد دخولها بلاد البربر الإنصهار فيهم ، حيث تبربر لسانها واقتبس ابناؤها مع مرور الوقت العديد من العادات والتقاليد البربرية .
ومنذ ذلك التاريخ الذى تمكنت فيه صنهاجة الر مال اهل العز والجاه بزعامة لمتونه من تكوين دولة اسلامية ، هى الدولة المرابطية وهى تؤكد اصلها العربي الحميرى القحطانى ولا يزال ابناؤها فى بلدان المغرب العربى يؤكدون هذا النسب العربي القح ويتمسكون به ولم ينتحلوا اي نسب آخر غيره بينما انتحل زعماء الدول التى قامت على انقاض دولتهم النسب الهاشمى القرشى الذين هم منه براء.
ولم يغب عن بال أمراء لمتونه وعلمائها المنزلة التى يتمتع بها الهاشمي القرشي عند المسلمين عامة والعرب منهم خاصة لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولوكانوا منتحلين نسبا غير نسبهم الحقيقي لتخيروا فى الأنساب وفى الراجح الرائج منها عند العرب والمسلمين ، وهو النسب الهاشمى القرشى وانتحلوه ، ولا شي ء يمنعهم من ذلك فى ذلك الوقت لوا ارادوا ، فهم اصحاب الجاه والسلطان والملك وكل من فى المغرب والأندلس من عالم وشاعر ومؤرخ تابع لهم ويتودد اليهم ويسعى الى كسب ودِّهم والتقرب منهم ولن يمانع أى شاعر من أولئك الشعراء ولا أى كاتب او مؤرخ ولا حتى عالم من خلع لقب الأشراف عليهم ان هم اشاروا عليه بالبنان….كما فعل الكثير منهم مع كل من امراء الموحدين والمرينيين وقارقوش فى عز ايامهم .( عبد الرحمن بن خلدون ، المقدمة ، ص…).
والسبب الذى منع امراء وعلماء لمتونة من انتحال النسب الهاشمي القرشى رغم ادراكهم لمكانته فى نفوس العامة والخاصة يعود فى اعتقادنا الى تمسكهم بأصلهم الحميري القحطاني من جهة وورعهم وخوفهم من ان يلحقهم الأذى من دعوته صلى الله عليه وسلم “(لعن الله الداخل فينا بلانسب والخارج منا بلا سبب ) من جهة اخرى.
وهكذ نستخلص مما تقدم ان صنهاجة وبخاصة لمتونة منها هي قبيلة وافرة من اوفر القبائل العربية فى المغرب العربي قبل الهجرة الهلالية السليمية المعقلية ، وهي تنتمى الى الفصيلة الحميرية القحطانية نزحت من جنوب الجزيرة العربية طبقا لما صرح به الد كتور فليب حتى بعيد سيل العرم وانهيار سد مأرب التاريخى وذلك قبل ظهور الدعوة المحمدية بها بما يقارب قرنين الاقليلا وانها استقرت فى صحارى المغرب وانساحت فى سهوله وتلوله التى كانت تعج بالبربر سكانه الاصليين الذين اثروا فيها سياسيا واجتماعيا وثقافيا اكثر من تأثيرها فيهم نظرا للفارق الديمغرافي الذى يميل لصالح البربر من جهة ومن جهة اخرى ضعف البضاعة التى جاءت بها هذه الشريحة العربية وعدم من افستها و كذا تأثيرها حضاريا وثقافيا ودينيا على حضارة البربر وثقافتهم وديانتهم المجوسية.
وقبل انتقالنا الى الأدلة التى اعتمدناها فى عروبة صنهاجة والتى تطلبت منا العديد من البحث والتدقيق والمقارنة نود الإشارة الى ان علماء النسب ليسوا مجمعين على عروبة صنهاجة ، لكن الغالبية العظمى منهم ومن اشهرهم تتفق على انهم عرب اقحاح يمنيون حميريون قحطانيون .
ولعل القلة الباقية منهم لبَّس عليها لسان صنهاجة وزيها المتبربرين كما قدمنا …او العداوة التى كانت مستحكمة بين علماء صنهاجة المالكيين وبعض هؤلاء العلماء كما هو حال الفقيه الظاهرى محمد بن حزم الأندلسي او محاولة ادراك ثأر مضى عليه الدهر وأكل كما هو حال عبد الرحمن بن خلدون الذى ينحدر من اسرة اندلسية اشبيلية عاشت وترعرعت فى كنف آل عباد الذين انتهى الامر بآخر امرائهم المعتمد بن عباد الى السجن فى مدينة آغمات فى عهد امير المسلمين يوسف بن تاشفين اللمتوني الصنهاجي الحميري …( د/ احمد الطويلى عبدالرحمن بن خلدون ، دراسة ومنتخبات ص…انظركتاب التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا لابن خلدون نفسه ص 71دار الكتاب اللبنانية ).
والأدلة التى اعتمدنا عليها فى عروبة صنهاجة هى المأخوذة من كتابات العلماء والفقهاء والمحدثين الذين اعتنوا عناية فائقة بمختلف العلوم وبخاصة علم الأنساب الذى بلغوا فى تحقيقه وتنقيحه شأوا عظيما شأنهم فى ذلك شأن تحريرهم للأحكام الشرعية التى كان الجميع يخضع لمنطوقها ويلتزم بها حرفيا لثقته فى علمهم وفى ورعهم ، وهو ماجعل العامة والخاصة تقلدهم فى نسبها بعد ان قلدتهم فى امر دينها لما تميَّزوا به من سعة المعرفة والورع وحسن الخلق والانضباط.
وهؤلاء العلماء الذين اجمعوا على عروبة صنهاجة هم : ابن سلام ، وابن الكلبى ، والإمام الطبرى ، وهو واحد من كبار المفسرين ومن اقدمهم ، والهمذانى ، وابن بكار ، وابن الأثير ، والسمعانى ، والجرجانى ، والسلطان الأشرف عمر بن يوسف بن رسول، وابن خلكان ، وابن جزى الكلبي صاحب القوانين الفقهية ، وابن الخطيب ، والزبير بن بكار، والفيروز أبادى، والعلامة الحافظ ابن كثير صاحب التفسير، وابن حجر التميمي ، والمعسكرى، واليعقوبي، والرشاطي، والعلامه الإمام الحافظ جلال الدين السيوطى، وصاحب الحلل الموشية ، وعبد الغنى الإشبيلي ، والعلامه عبد الحق المالكى، وابن ابى دينار، وابو الفداء، وابن القاضى، وابن الوردى، وابن النويري، والقرمانى، واحمد بن على بن احمد بن عبدالله القلقشندى، وعبد الحي بن عمار الحنبلى ، ومحمد بن محمد بن عبدالله بن ادريس الحمودى الحسنى المعروف بالشريف الإدريسى، والملزوزي، ويوسف مقلد الكاتب والمؤرخ اللبنانى ، وعمر رضا كحاله، وابن الزقاق الشاعر، وأبى بكر بن العربي العلامة المالكى، وابن دحيه، وابن سعيد ، وابن عذارى، وابن ابى زرع، وابي محمد بن حامد الكاتب، والزيني دحلان، والعلامه صاحب عمود النسب احمد البدوى المجلسي الشنقيطى المو ريتاني ، والعلامه احمد بن حبت القلاوى البكرى، والعلامه المجدد سيدى عبد الله بن الحاج ابراهيم العلوى، والعلامه الفقيه محمد امبارك اللمتونى الحميرى ، والعلامه قاضى القضاة المرابط محمد الأمين بن احمد زيدان ، عروبة صنهاجة، والدكتور ابراهيم القادرى بوتشيش…وغيرهم .
قال الإمام الحافظ ابو الحسن علي بن ابى الكرم محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيبانى عز الدين بن الأثيرالمعروف بابن الأثير المولود 550 هجرية المتوفى 630 هجريه فى كتابه اللباب فى تهذيب الانساب: (الصنهاجي…..يتبع فى الحلقة القادمة ان شاء الله يوم غد..).
.محمد محمد المهدي