مقالات

فرقة الجوقة .. والرقصة الأخيرة / عبد الله الراعي

إن الذين يصفون أنفسهم بدعاة الحرية والديمقراطية ويعلقون على صدورهم نياشين وهمية ما هم في الحقيقة سوى أقلام وحناجر مأجورة تريد لهذا الوطن الارتهان لأجندات خارجية بعدما أعجزتهم كل الشعارات التي تحركوا تحتها طيلة السنوات الماضية .

لقد اختاروا شعارا خاسرا مرة أخرى حين أطلقوا العنان لحناجرهم المبحوحة وأقلامهم المأجورة تقدم الوطن على “أطباق الخيانة ” لمجوعة من مفترسي الغاب الراقصين على موسيقى تفكيك النسيج الاجتماعي وضرب الوحدة الوطنية معلقين أطماعهم الصغيرة في ذلك على أيادي هي أضعف من أن تنال من وحدة هذا الشعب العظيم .

في الحقيقة لا يوجد تفسير منطقي لعودة “فرقة الجوقة” لرقصتها القديمة سوى انزعاجها من الالتفاف الشعبي العارم الذي يحظى به فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ، إذ برهن الشعب على تعلقه بالمشروع التنموي الإصلاحي الذي يقوده بكل قوة وحزم ، وقد عكست زياراته الميدانية واتصالاته المباشرة بالمواطنين حجم الدعم اللامحدود الذي تحظى به الرؤية التنموية الثاقبة لفخامته وحتى لا يكون كلامنا نثرا نقدم للرأي العام الوطني بعض الأرقام والإنجازات التي لا يمكن حجبها بغربال فرقة الجوقة وراقصيها المحترفين .

لقد تمكن صاحب الفخامة محمد ولد عبد العزيز خلال السنوات القلية التي قاد فيها البلاد من تحقيق إنجازات عظيمة نورد منها أمثلة فقط لا حصرا ، حيث بلغ معدل نمو الاقتصاد الوطني 6.7% بعدما كان سالبا سنة 2008 وتم حصر معدل التضخم في حدود 5% وبلغت الميزانية الموجهة للاستثمار خلال هذه السنة 255 مليار أوقية واحتياطات الصرف الأجنبي مليار دولار ، وتم ترشيد الثروات الوطنية في مجال الصيد والطاقة والمعادن حتى تُحفظ حقوق الأجيال في الثروات الوطنية ، ووضعت الحكومة سياسة وطنية طموحة للنهوض بقطاع التنمية الحيوانية وكذا القطاع الزراعي ، كما تمت إعادة هيكلة مختلف القطاعات الاقتصادية بشكل يضمن انسجامها مع متطلبات الحياة والظروف المعيشية للمواطنين ، كل هذا تم تحقيقه في ظرفية يشهد فيها العالم من حولنا وضعية استثنائية وتطحنه الحروب وتمزقه الصراعات ،وفي ظل تلك الظرفية التي يعيشها العالم منذ أكثر من خمس سنوات تمكنت الدولة الموريتانية من بناء ثقة الشركاء الدوليين وإقامة علاقات دبلوماسية مع دول الجوار ومختلف دول العالم تحكمها الندية والاحترام المتبادل واستقلالية القرار الوطني ورفض الوصاية من أي كائن مهما كان .

حتما هذه النجاحات الباهرة أصابت البعض في داخل البلد وخارجه بالأرق الشديد وجعلتهم يهيمون على وجوههم ويتحينوا كل فرصة ليفرغوا ما في صدورهم المريضة من الكذب والزيف والتملق ..!

وفي ظل هذا المنطق الوبائي الذي تعانيه عقول مهربي العمل السياسي في بلدنا يجب على الشعب الموريتاني أن يكون على حذر شديد في تعامله مع صراخ أصحاب تلك العقول التي يسيطر عليها منطق الكسب والمصالح الضيقة وعلى الشعب أيضا أن يقوم وبكل حزم بتصفية تلك القرب المملوءة بالهواء حتى نتمكن من تنقية ديمقراطيتنا من تلك الأورام السرطانية .

إنه لا شيء يثير الصدمة أكثر من ارتباط قادة الرأي من صحفيين وسياسيين بأجندات خارجية ضاق عليها فضاؤها ونقصت حريتها وتريد أن تجعل من موريتانيا حديقة خلفية لنشر غسيلها ..!

وإذا كان العالم يطبعه تداخل المصالح وتلاشي الحدود القومية بالمعني التقليدي فإنه يلزمنا العمل بكل جهد للحيلولة دون تسرب التأثيرات السلبية الهاربة من بلدان مازالت تنقصها الحرية والديمقراطية وترى في بلدنا وجهة لمن يريد التنفس في هواء نقي..

إننا اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة لوقفة لإطالة التفكير وإعمال العقل، وقفة نتأمل فيها دون أن نتعطل ونراجع دون نتخندق ضد مصالح الوطن لأن الانتصار لغير موريتانيا جريمة والاستمرار فيه يسوق أصحابه نحو الكارثة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى