مقالات

مدير الحروف يكتب: عطفا على مقالي .. إنصافا لمدير ديوان رئيس الجمهورية ..

فور كتابتي لمقالي ( انصافا لمدير ديوان رئيس الجمهورية ) انهالت علي بعض الرسائل على الخاص من بعض المعارف و الاصدقاء تباينت في تقييمها للمقال بين مخالف يبدوا منصفا يتلمس الحقيقة في مشهد إعلامي طافح بالاختلاط .. و آخر مشاكس متحامل شرير يركب الفظاظة و الترهيب و يمتطي الدجل و البهتان لسحل المعادي و عقر الظافر الأمين ..

لا مشكلة لدي مع الفريق الأول طالما أنه التزم معي ضوابط النقاش و تقيد بآدابه .. فأنا متيم بحب الحقيقة ساخن في الذود عنها .. ديمقراطي بطبعي في ذلك السبيل .. اقبل النقد و التوجيه و التصويب .. و ارحب بالرأي المخالف ..و افرح بتعدد الآراء .. و لا ادعي احتكار الحقيقة فرأيي تأسيا بالامام الشافعي رحمه الله صواب يحتمل الخطأ .. ، و عليه فإن رأيي المعلن بحرية و استقلالية في مقالي عن معالي مدير الديوان لا يزال قائما رغم استعدادي لقبول نقاش عكسه اذا ما تعزز بمثبت و عضده دليل .. أما إذا تجرد التحامل و تعرت حجة التأثيم و انكشف زعم العيب و السوء .. فإنه لا وجود لأي اساس جدي للنقاش .. اذ لا يخرج الامر عن سياق ما نوهت عنه في مقالي من تنظيم تلك الحملة الظالمة من جهة معلومة حشدت لها جندا مأجورين من حسالة الدهماء التي لا تفهم و لا تبين .. و أنى لأمثالهم من السوقة الاسافل ان يمحوا من ذاكرة الأمة صورة ذلك الإداري الصلب الذي لا تنكسر إرادته و لا تنهزم توجهاته أمام صولات الباطل ..و لا ان يكتبوا بذلك نصرا لاسيادهم .

اما بالنسبة للفريق الآخر الذي تنكبت رسائله جادة الموضوعية الشكلية.. و آثر افراده سلقي و البغي على شخصي المتواضع متشبثين بالواهن الرديئ فإن طبعي و عنادي لا يعرفان الانكسار و لا الهزيمة و الهوان .. ، و لولا استمتاعي بسياحتي الجميلة بين أكوام المجد الخالد في ربوع الأندلس هذه الأيام .. و تتبعي لآثار عبد الرحمن الداخل .. و للمعتمد بن عباد في اشبيلية و شعره الرقيق ..و لبني الافطس .. و بني هود .. و تقصي ليالي الأنس و الجواري و حركة الابداع .. ، و ما تم في هذه الأرض من علو و سناء .. و انقلاب حالهم الى الاذعان و السفول .. ، لولا ان حكايات القوم و تاريخهم تملكني و استهواني لملأت الكون كتابة لتفنيد تلك السخافات التي لا تستقيم و لا يقيم لها أحد وزنا .. فقرطاسي و قلمي و شجاعتي و انحيازي للحقيقة اعاصير قوة تمدني بالشدة و البسالة الزاجرة لمقارعة الضير و منازلة الأذى .

لكنني لن أنازل تافها حقيرا .. و لن أفسد متعتي بنتنه المتعفن و لا بسوءاته الكريهة .. و سأكتفي في الحين بهمسة في آذان هؤلاء ان كانت تصيخ و تعي ” سلاما ” .. “سلاما ” .. ” سلاما ” .. و سأتصامم عن الأهبل الأنوك إلى حين .. و ان عاد عدت حاملا جراب الصبر منسلخا من شهوتي و كبريائي لاجتثاث كل مأفون في العالم الافتراضي .. و لمحق الإنمال و فضح المتاجرة في كونه الازرق .. فأنا ماهر بالعزف بالأقلام و القراطيس .. و متى ما ارقص بهما و اشدوا بالكلمات و أترنم بالحروف تعرفوني .. فجملي زلزال قوي و سيل جارف .. و غارات كلماتي
سعير لا يخبوا .. و هاجرة لهيبها شواظ يضرم القراء و يشعل أمعاء المتعلمين .. فاحذروا ايها الاصدقاء اختبار صبري و انشغالي .. و ارحموا انفسكم من لجة بحري .. فأنا حر في رأيي .. و انتقدوا تقديري و قراءاتي بشكل علمي موزون .

الشيخ التيجاني عبود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى