مقالات

لمن يرفض أي حوار مع السلطة القائمة؟ / محمد الامين ولد الفاظل (تدوينة)

نحن لا نريد منك إلا أن تقدم لنا بديلا مقنعا عن الحوار لكي نتبناه، ونروج له.. هناك من يطالب برفض أي حوار مع السلطة، وبمواصلة النضال حتى يسقط نظام عزيز..هذا كلام رائع، ويستحق التصفيق، ولكن، وبالله عليكم، أخبرونا عن الطريقة التي يمكننا أن نتبعها لإسقاط نظام عزيز؟

فهل تفكرون مثلا في انقلاب؟ لقد مللنا من الانقلابات، ولقد خُدعنا في كل الانقلابات التي حدثت في هذه البلاد. أم تفكرون في ثورة عارمة لا تبقي ولا تذر؟ هذه لا نتحكم فيها، ولا يمكننا أن نبرمجها، ثم إنه علينا أن نعلم بأنه قد تم “تفخيخ” لحمة المجتمع الموريتاني، وبأنه عندما تحدث ثورة في موريتانيا فإنه قد لا يكون بإمكاننا السيطرة على الأوضاع، وقد تنفلت الأمور من بين أيدينا، وتدخل البلاد في فتن لا يمكن إيقافها …هناك مجتمعات كانت أكثر منا لحمة وتماسكا، ولكنها مع ذلك لم تستطع أن تسيطر على الأمور بعد الثورات التي عرفتها.

بإمكاننا أن نرفض أي حوار مع النظام القائم، وبإمكاننا أن نضغط عليه حتى يسقط، ولكن علينا أن نفكر في احتمال وارد قد يحدث، وهو أن موريتانيا كدولة قد تسقط من قبل أن يسقط النظام القائم ..

هذا لا يعني بأن إسقاط النظام قد يحتاج لوقت طويل من النضال، وإنما يعني بأن الطريقة الغريبة التي يدير بها النظام القائم شؤون البلاد قد تؤدي إلى تفكك موريتانيا بسرعة رهيبة، لا قدر الله، إذا ما تركناه يواصل إنفراده بتسيير شؤون البلاد. الشيء الذي علينا أن نركز عليه كل الجهود هو أن نفرض على السلطة حوارا جديا يمكن أن يكون فاتحة لتغيير سلمي وآمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى