مقالات

لا حروب بدون موارد / محمد الشيخ ولد سيد محمد

تجتاح أوروبا الجديدة منذ خمسة أسابيع ، موجة من حراك مظاهرات السترات الصفراء، بسبب الغلاء في جباية الضرائب وأسعار البنزين .
أظهرت نتائج التمدد أنه لا حروب دون موارد ، ولا موارد مع الحروب.
لا استقرار اذا اعتمد على الجباية من موارد الفقراء ومحاباة الأثرياء
لا حكامة اذا أسند الأمر إلى من ليس لهم قيم وتجارب أخلاق
إعلام الهواة أصبح يحكم الشارع ومؤشرات البرص والسياسة أكثر من اعلام السلطة وأجهزتها
الجبهة الداخلية أولا قبل أية أحلاف خارجية
اذا اشتعل الداخل لا حلفاء في الخارج
…………
وتظهر بموريتانيا بجلاء منذ سنة وعدة أشهر، بيئة سباسية ملوثة، تحتضن تغافلا أو تكتيكا ،( بغض النظر عن تاريخها وتنوع اتجاهاتها واختلافات أحزابها) ، من يروج لخطاب الكراهية والعنصرية، ومن يبرر احتضان شذاذ الاستهزاء ولفق زيغ العلمانية ، و هوس الاغتراب الفكري.
وتدركون بأنه لاموارد لدينا بشرية تخصص للحروب فنحن أربعة ملايين بالكاد..
وليست لدينا أرصدة ندخرها للفوضى الخلاقة
لا وقت لدينا لاستيراد تجارب الانفلات من أي نوع كان
حربنا في هذا البلد، وفي هذه القارة السمراء ، مع الفقر والمرض ،والجهل، أولا ، ثم أولا، ثم أولا….

لهؤلاءالأوروبيين ولأبناء جلدتنا، يجب أن ينبعث روح الوفاق ، ويشع نور الحوار مشكلان اليوم اجماعا وطنيا ، ودوليا ، وقاريا هذا العام.

فبغير صفاء روح تقبل الآخر ، يكون الحراك السياسي والمطلبي ، مدمرا وحارقا للأوطان.
وبغبر نور الحكمة، يكون التنابز بالألقاب ، ربيعا قانيا بدماء الأبرياء ، أو صيفا عاصفا بأرض الشهداء من بدر إلى تبوك، ومن غرناطة إلى اليرموك.
تزدركوم أننا نعيش كوكبا وبشرية جربا ،كل ألوان جنازات الحروب، ومآلات نزاعات الهويات الغبية ؛ و تنازع البقاء الذى ذهب هباء بكل المصالح الفردية والجماعية لمئات القرون وعبر كل الأجيال.

ألا يحتاج بقية المتحاربين من سكان هذا الكوكب، الموبوء بالحروب العبثية ، والبالغ سكانه هذه السنة زهاء7,6مليار نسمة، إلى مساحة وفاق، والى رجال للم الشمل، لحماية لوشائح ولصلة الأرحام ، و لحفظ ما بقي من القبم الانسانية المشتركة؟

دون أدنى شك لقد أفلت نخب التطبيل والفساد من كل الاتجاهات اليسارية واليمينية

ولقد ذهب بهاء زمار الحروب وتجارها ومحتنكوها.
لم تعد أحزاب تمتهن التملق و تنشر الكراهية محل وفاق.
ولم تعد منتديات ترفض الوفاق الوطني مركز جذب او مجالا للابداع و للاهتمام.

العالم يتغير وقيمه تتجدد

ولذلك فنحن عربا ومسلمين
نحتاج في مراكز التفكير إلى عقل يجمع ولا يفرق كعقل 《 ابن تاشفين》، وبيت حكمة كبيت ( هارون الرشيد) ، وعلم اجتماع كعلم ( ابن خلدون)؛ ونخوة كنجدة (المعتصم)،وعالمية كتجديد ( ابن بيه)، وخشية كعدل ( عمر بن عبد العزيز )، واقدام كعبور (طارق بن زياد )،ويقين كصلاح 《صلاح الدين》،
وحسن خاتمة كحظ شاعر بني عبد الأشهل ( الأصيرم).

هل الحياة إلا نية خالصة تنجي من مصارع السوء ، وتهذيب يحول قوة الشهوة إلى العفة،وتزكية تحول غضب النفس الأمارة بالسوء إلى مدارك الحكمة ومدارج الجدال بالتي هي أحسن؟
سبق بذلك الصديق ابن قحافة ، ودفين مكسم بن عامر قرب القدية.
سلام على الصديقين
سلام على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
بقلم/محمد الشيخ ولد سيد محمد استاذ وكاتب صحفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى