مقالات

صحفي كبير… نحن مرتزقة لكن جلكم أيها المسؤولون لصوص

أصبح شتم الصحفيين ونعتهم بأسوإالنعوت عادة وأسلوبا متبعا
من طرف جل المسؤولين الموريتانيين
و قد سمعت اليوم من أحد موظفي الدولة البارزين مالا يسع السكوت عليه مما أعتبره تجاوز فيه الحد في شتم الصحافة
فقررت أن أذكر المسؤولين الذين يشتمون الصحافة الحرة ببعض الحقائق فأقول وعلى الله أتكل
وأعول
إن الصحافة سميت مهنة المتاعب لأن ممارستها تقتضي تتبع عورات ومحاسن جميع قطاعات الدولة فالصحفي يجب أن يتابع جميع مفردات الحياة في الدولة لذا يلزمه أن يكون على دراية تامة بكل القطاعات والمرافق الرسمية وغير الرسمية فهو على الدوام عين يقظة فاحصة وأذن متلقية وقلم جاهز للكتابة
ولهذا فهو معني بكل الممارسات التي يقوم بها الأفراد في نطاق تكليفكم بالمهام المتعلقة بتسييرهم للشأن العام
الصحفي أيضا معني بكل المضاعفات السلبية والإيجابية
الناتجة عن تسيير القطاع الخاص ودور الصحفي في كل هذا هو دور تنوير ي حيث يزود الرأي العام بالأخبارلتتمكن الجهات المعنية من تقويم المعوج من السياسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إضافة إلى جهده التثقيفي
في دولة القانون يحصل الصحفي على المعلومات بيسر وشفافية وليتمكن الصحفي من أداء مهمته يجب أن يكون في ظروف تضمن له العيش الكريم الذي يغنيه عن التطفل على ما ئدة المسؤول ليتمكن من أداء مهمته بحرية واستقلالية تامة
في الحالة الطبيعية يجب على المسؤول أن يتعامل مع الصحفي بشفافية ووضوح ويسهل له الوصول لمصادر المعلومات كما بينا سابقا
هذه الترتيبات غير متوفرة في بلادنا فقد وضع نظام ولد الطايع
أسسا فاسدة للصحافة
أسس من الواضح أنها تهدف إلى تمييع الصحافة وتتفيهها إن صحت العبارة وهو ما تحقق بالفعل
وليتحقق الهدف الخبيث القاضي بتمييع الحقل اعتمد نظام ولد الطايع السياسة التالية :
أولا فتح باب التراخيص لكل من هب ودب فأصبح عدد الصحف بالمئآت وأصبح جل من يمارس مهنة صاحبة الجلالة لا علاقة له بها
ثانيا حجبت مصادر الأخبار عن الصحفيين وأصبح الولوج لها مستحيلا ولم يبق متوفرا غير هامش من الشائعات فأي صحفي اليوم طلب وثيقة خاصة أو معلومات من قطاع من قطاعات الدولة ضمن تحقيق مهني يريد القيام به لن يحقق مبتغاه
ثالثا أصبح تلميع الشخص عبر وسائل الإعلام بديلا عن كفاءآته
كل هذه الأشياء أكمة كبيرة يختفي وراءها الهدف الذي سعى نظام ولد الطايع لتحقيقه وهو تجويع الصحفي بحرمانه من نظام إعلامي مهني يدعم المهنة ويدعم الصحفي من خلال توفير الشروط المناسبة وبعد تحويل الصحفي إلى إنسان بائس جائع أصبح من السهل جعله شريكا في
منظومة الفساد
هذا الواقع السيئ لم تصله يد الإصلاح بعد لذلك فإننا نرجو من الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن ينقذ حقل الإعلام ويبادر إلى إصلاحه
وبالعودة إلى الصحفي المسكين الذي يصفه البعض بالمرتزق فقد
يفرض عليه شظف العيش أن يدخل هذا المستنقع ليسد الرمق ويعيل الدردق الجياع ولسان حاله يقول تكسبوا ولو الشبهات و لا يخفى على ذي عقل أن الصحفي الذي يفرض عليه الواقع أن يأخذ رشاوى من هذا الوزير وذلك المدير لا يستطيع أن يفضح ممارساتهما
هذا الوضع ملخصه أننا نحن الصحفيين الموريتانين إن كنا مرتزقة فإنكم أيها المسؤولين لصوص
فلماذا يتسلط اللص السارق على المرتزق ويجعل شتمه هواية وممارسة لا يقلع عنها ؟
وأيهما أسوأ موقعا وأكثر ضررا على المجتمع الصحفي المرتزق إم المسؤول اللص ؟
أعتقد ولو كنت متهما أن المسؤول اللص ضرر كله ولا خير فيه فهو يخون الأمانة ويدمر اقتصاد الأمة ويسرق قوت عباد الله بل إن عباداته وقرباته لا تفيد ه لأن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا ومن كان دخله من الغل هلك ودمر ودعك من مظهره الجميل وسيارته الفخمة ومنزله الجميل فهي كلها شواهد على كسبه الحرام وستكون وبالا عليه
يوم الحساب
أما الصحفي المرتزق فهو يمارس فعلا قبيحا وسلوكا مبتذلا حيث يذل نفسه أمام المسؤول
ويتسكع أمام بابه ويساهم في ترسيخ الفساد والتستر على على ما يرتكب المسؤولون من سرقات وفضائح ويميع مهنة الصحافة
أما ما يهب المسؤول للصحفي من المال فليس من ماله الخاص ولكنه من بقايا ما سرق وتحكم تلك الهبات عوامل منها طمع المسؤول في تحسين صورته ومنها ماهو مداراة تدفع عنه شر الاتهام بالسرقة ومنها ما يبرر به سرقته وقد يكون المسؤول رغم سوء تسيير ه وقلة ورعه كريما بطبعه وفي بعض الحالات يكون الصحفي مرهوب الجانب لموقعه في الدولة العميقة أو لمكانته الاجتماعية عند المسؤول
إن الصحافة الحرة التي يشتم جل المسؤولين ويبالغون في احتقارها هي السبب في مئآت المليارات والتسهيلات التي يقدم المانحون والشركاء الغربيون لموريتانيا وهي الشعار الذي يفخر به حكامنا ويحصلون به على الدعم من هؤلاء المانحين
وهي الرافعة التي تحصلون أنتم
أيها اللصوص من خلالها على الوظائف التي لا تستحقون
واعلموا أيها المسؤولون الفاسدون أن الدولة لو وفرت لنا مصادر الخبر وأسرار التسيير لكانت فرائصكم ترتعد خوفا منا وطمعا في رضانا ولكنا وإياكم في وضع غير الذي نحن فيه الآن
غير أن الزمن دوار وأيام الدنيا دول
محمد الأمجد ولد محمد الأمين السالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى