منتدى المعارضة يعبر عن استعداده للحوار مع النظام

علن منتدى الديمقراطية والوحدة، الذي يضم أحزاباً معارضة وهيئات من المجتمع المدني، استعداده للدخول في “حوار جدي ومسؤول”، يفضي إلى انتخابات رئاسية توافقية.

ودعا المنتدى في بيان أصدره اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي عقده بنواكشوط، إلى ضرورة الحصول على ضمانات تضمن شفافية الانتخابات الرئاسية المقبلة.
نص البيان:

لقد ظلت بلادنا منذ انطلاق المسار الديمقراطي حبيسة التكيف الشكلي مع الديمقراطية مع بقاء جوهر النظام الأحادي الذي يستمد شرعيته من القوة وصولا للسلطة وبقاء فيها، ولم يفلح القوس المحدود 2007 / 2008 أن يغير من هذه الصورة التي يراد لموريتانيا أن تظل أسيرة لها وقد أصبحت الانتخابات في أغلب الأحيان وسيلة لتكريس النظام الحاكم الذي لا يفتأ يوظف نفس الأساليب ضغطا على الناس ومنعا لحرية الاختيار وخرقا لقواعد الشفافية و ممارسة لكل أنواع المخالفات فضلا عن توظيف الدولة و قوتها و هيبتها و إمكانياتها.

و لقد أكدت الانتخابات الأخيرة و التي شهدت من الخروقات الكثير في تحضيرها و تنظيمها و نتائجها أن الحاجة ماسة و ملحة لتوفير ضمانات جدية قبل أي استحقاقات أخرى خصوصا إذا كانت رئاسية و هذا ما أعطاه المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة ما يستحق من بحث و تحضير حتى خرج بعريضة واضحة مقنعة تتناول الإشراف السياسي المحايد و المؤسسات القائمة على الانتخابات و حياد الإدارة و متعلقات الجانب الفني و قد أوضحت هذه العريضة أن الحكومة التوافقية ذات الصلاحيات الواسعة القادرة على منع تجيير المصالح و الخدمات العمومية في المنافسة تظل الخيار الأمثل بناء على كل التجارب السابقة و بينت حاجة المجلس الدستوري و الإدارة العامة للسجل السكاني و الوثائق المؤمنة و اللجنة المستقلة للانتخابات و الإدارات ذات الصلة إلى إعادة التشكيل حتى يحظى القائمون عليها بثقة الجميع كما فصلت العريضة في حياد الإدارة و ما هو مطلوب فيه من قوانين ضابطة و إبعادا عن الاستغلال السياسي و تحريرا للقوات المسلحة و قوات الأمن و الصفقات العمومية من التحكم و التوظيف و جعلا لوسائل الإعلام العمومية في وضع مهني و ديمقراطي يسع الجميع و ختمت العريضة بمتطلبات التحضير المادي و الفني مراجعة للنصوص و إكمالا للإحصاء في السجل السكاني و دقة و شفافية في الملف الانتخابي و إشراكا للجميع في إعداد اللائحة الانتخابية .

إن المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة و هو يقدم هذه العريضة ليعلن استعداده لحوار جدي و مسؤول يؤدي إلى انتخابات توافقية تخرج البلاد من أزمتها الواضحة و الناتجة عن التسيير الأحادي و العقلية الاستبدادية ، و يهمه و هو يؤكد هذا الموقف أن يوضح أنه عازم على القيام بسلسلة من الفعاليات و الأنشطة النضالية على مختلف المستويات و ذلك حتى يتحقق مبتغاه في موريتانيا موحدة و ديمقراطية و متصالحة مع نفسها و محيطها .

إن المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة ليس منتدى لموضوع الديمقراطية و التداول على السلطة و ما ينبغي في الانتخابات المؤدية لذلك فقط بل هو منتدى للوحدة و التلاحم الوطني و لذلك كان من مخرجات اجتماعاته العامة تناول شامل للقضايا الوطنية الكبرى التي تشغل بال كل موريتاني ، و هكذا أعلن المنتدى تشبثه بالدين الإسلامي الحنيف و رفضه لأي مساس بالمقدسات و دفاعه عن الوحدة الوطنية التي تجد فيها كافة المكونات حقوقها كاملة ضمن مواطنة حقيقية تقضي على كل مظاهر التهميش و التمييز و عمله للقضاء على كل ممارسات الاسترقاق و مخلفاته و دعوته لتسوية عادلة و حقيقية لماضي انتهاكات حقوق الإنسان و انشغاله بمخاطر انعدام الأمن الغذائي و الظروف المعيشية المزرية للفقراء و آثار التدني في الخدمات و القطاعات الحيوية و خصوصا العدل و التعليم و الصحة .

إن المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة الذي التأمت فيه أحزاب سياسية معتبرة و شخصيات مستقلة وازنة و مركزيات نقابية جادة و منظمات مدنية فاعلة ليتقدم اليوم للشعب الموريتاني يحدوه الأمل في هذه اللحظة الحساسة من تاريخ البلد و في محيط لا مستقبل فيه إلا لمن يتشبث بالوحدة و يوفر العدالة و الديمقراطية أن يسهم في إخراج الوطن من وضعيته الحالية نحو آفاق أرحب من الحرية و التقدم و الاستقرار .

اللجنة الإعلامية

نواكشوط 25 مارس 2014

Exit mobile version