“فضل ذكر الله والحث عليه” موضوع محاضرة للشيخ علي الرضى ولد محمد ناجي رئيس المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في ندوة بعنوان نصرة الله ورسوله نظمها المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرية التيسير شمال العاصمة نواكشوط 8 شعبان 1437 الموافق 15 مايو 2016
سكينة وخضوع وخشوع حناجر تصدح بكتاب الله وألسن تلهج بذكر الله في هذه الأجواء المليئة إيمانا انطلقت الندوة بدعاء خاشع شامل من الشيخ العلامة الشريف الشيخ بن حم المفتي العام للمنتدى وبكلمة مختصرة فيها شهادات بما يعلمه من صلاح وزهد وورع واستقامة في الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي بحكم معايشته له من صغره إذ تربي بين يديه وعايشه يقول الشيخ بن حم -وهو إمام محظرة تخرج على يديه الكثير من الطلاب – أقول هذه الشهادة والشيخ الرضى ليس على علم بأني سأقولها ولا يحب أن أقولها ولكنها شهادة حق وصدق رأيت أن أبينها للناس.
وأنشد الشيخ بن حم أبياتا له في تقريظ كتاب الشيخ تحقيق العبودية لله رب العالمين يقول فيها
لقد زان نور العلم أفئدة الورى وولى ظلام الجهل عنها وأدبرا
وبان الهدى لا لبس فيه ولا عمى وللحق نور عن محياه أسفرا
بتأليف ذاك المرتضى شيخنا الرضى علي الرضى من في المعالي تصدرا
وقد حفظ القرآن قبل بــلوغه وسارع في درس النصوص وشمرا
وفاجأه في عنفوان شبابه من الله فتح فاض فيضا فأكثرا
وأخذ الكلام بعده الشريف الأمين العام للمنتدى محمد محمود ولد بدي الذي قدم نيابة عن الشيخ الرضى محاضرة في فضل ذكر الله جاء فيها: الحمد لله المتفرد بالعزة والجلال، الواحد الفرد الصمد الكبير المتعال، له النعمة العظمى، والكلمات التامات الحسنى، والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين، المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد فهذه كلمة عن فضل ذكر الله سبحانه وتعالى وما أعد الله للذاكرين والذاكرات من عظيم الثواب.
قال الله تبارك وتعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُون ﴾
وقال الله تبارك وتعالى:﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
وقال الله تبارك وتعالى ﴿فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾
وقال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾
وقال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَـــــٰــــوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ءَلاَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْــــبَـــٰـــبِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ﴾
وقال الله تبارك وتعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّــلَوٰةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ﴾
وقال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَاذْكُر ربَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالاَصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَــٰـفِلِينَ ﴾
وقال الله تبارك وتعالى ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَــٰــــتُهُ زَادَتْهُمْ إِيـــــمَــــٰــــنًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾
وقال الله تبارك تعالى: ﴿ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
وقال الله تبارك و تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَوٰةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَـــوٰةِ﴾
وقال تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّــٰـــلِحَــــٰــتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ﴾
وقال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾
وقال تعالى: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾
إلى أن قال وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله. قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ” ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا. فقال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة). رواه مسلم.
وفي صحيح مسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ».
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَنْبِئْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، فَقَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ».
وَخَرَّجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي ” صَحِيحِهِ ” مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قَالَ: «اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّاحَاتِ قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: التَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّهْلِيلُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
إلى أن قال الشيخ في كلامه عازيا لابن رجب الحنبلي: وَأَمَّا الذِّكْرُ بِاللِّسَانِ، فَمَشْرُوعٌ فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ، وَيَتَأَكَّدُ فِي بَعْضِهَا. فَمِمَّا يَتَأَكَّدُ فِيهِ الذِّكْرُ عَقِيبَ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ، وَأَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ عَقِيبَ كُلِّ صَلَاةٍ مِنْهَا مِائَةَ مَرَّةٍ مَا بَيْنَ تَسْبِيحٍ وَتَحْمِيدٍ وَتَكْبِيرٍ وَتَهْلِيلٍ. وَيُسْتَحَبُّ – أَيْضًا – الذِّكْرُ بَعْدَ الصَّلَاتَيْنِ اللَّتَيْنِ لَا تَطَوُّعَ بَعْدَهُمَا، وَهُمَا: الْفَجْرُ وَالْعَصْرُ، فَيُشْرَعُ الذِّكْرُ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَهَذَانِ الْوَقْتَانِ – أَعْنِي وَقْتَ الْفَجْرِ وَوَقْتَ الْعَصْرِ – هُمَا أَفْضَلُ أَوْقَاتِ النَّهَارِ لِلذِّكْرِ، وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِذِكْرِهِ فِيهِمَا فِي مَوَاضِعَ مِنَ الْقُرْآنِ كَقَوْلِهِ: وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، وَقَوْلِهِ: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا وَقَوْلِهِ: وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ وَقَوْلِهِ: فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ، وَقَوْلِهِ: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَقَوْلِهِ: وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ، وَقَوْلِهِ: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَقَوْلِهِ: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَقَوْلِهِ: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ.
وقد كانت محاضرة شاملة محيطة بحثت موضوع الذكر وما يتعلق به من جميع الجوانب، وبنهايتها كانت نهاية الندوة بتلاوة آيات من القرآن الكريم مع الرضى ولد سيد المختار، وكان الربط مع العالم الشاعر محمد سالم ولد النيه أمين المديح النبوي في المنتدى.
إيجاز صحفي من: المكتب الإعلامي للشيخ علي الرضى بن محمد ناجي الصعيدي.