حزبنا حزب الاتحاد من أجل الجمهورية كان نورا فأصبح نارا

في الحقيقة يجب أن نقول أن الشعب الموريتاني تفاءل وراهن عل مستقبل موريتاني من يوم 6 أغشت 2008 وتأكد هذا التفاؤل لما أخذ زمام الأمور وسدة الحكم محمد ولد عبد العزيز الذي أحز النجاح الباهر والاعتراف الدولي بالنتائج الانتخابية فتم تنصيبه رسميا يوم 5 أغسطس 2009 في الملعب الأولمبي.
ومن ذلك ظل نظام هذا الرئيس يحقق الكثير من المزايا مما عجزت عنه الأنظمة السابقة من تقدم وازدهار للدولة والشعب الموريتانيين فكان الفقراء عنوان المرحلة. كما نجح نظام ولد عبد العزيز على المستوى الدولي كذلك ، فكانت الدبلوماسية الموريتانية من أمثل وانجح الدبلوماسيات ، وخاصة على مستوى القارة ، ولقد تجاوب نظام ولد عبد العزيز مع كل التحديات التي واجهته ، سواء على مستوى الإرهاب أو الجريمة المنظمة أو غير ذلك حيث حققت القوات المسلحة الانتصارات المتوالية على فلول عصابات الجريمة المنظمة وأحبطت كل العمليات التي امتدت لها يد المجرمين، وحمت الوطن في كل بوابة وثغر من ثغوره ، وضيقت الخناق على كل من تسول له نفسه المساس بأمنه وحفظه فكان رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز هو فارس ميدان ذلك كله.
لقد كانت سياسته موفقة وإرادته قوية وعمله مثمر، وبالتالي نحن نعترف بما تحقق لموريتانيا في ظله من إنجاز يثلج الصدر ويعترف به القاصي والداني ، ويشرف أهل موريتانيا عموما.
ولقد سار حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي أنشئ 30 مارس 2009 على هذا النهج فكان أغلب الموريتانيين يلتف حول مشروعه الذي يجسد إرادة القائد.
وفي الأيام الأخيرة هاهي موريتانيا تعيش أفراح ما جاء في خطاب النعمة من بشائر تؤكد إرادة هذا الرجل القائد وتصميمه على خدمة موريتانيا ، فقد كانت كل كلمة من خطابه بمثابة علاج ودواء ناجع للمواطنين الموريتانيين ، باعتبار كل كلمة تمثل ضمانا أكيدا على السير على النهج القويم من أجل بناء موريتانيا ونمائها وأمنها بعيدا عن تفسير المعارضة لهذه الكلمات والمفردات فو الله لم تكن عنصرية كما زعم ولد اماتي وفسرها بها ولم تكن تعني شريحة دون شريحة ولا جهة دون جهة بل كانت تعني كل موريتاني على هذه الأرض الكريمة هنا لا يفوتني أن أطالب بحاكمة من قال أن هذا الخطاب تشم منه رائحة عنصرية أو جهوية أو غير ذلك كان خطاب رئيس جمهورية رشيد حكيم شجاع ، أعطى فيه ضمانات فيه كفيلة بتحقيق المزيد من الإنجاز البناء المنشود على أكمل وجه ، وقد عبر عن ذلك بما يليق بالكلمة المناسبة من مصلح لا يرجو فيها ولا منها إلا الاصلاح ما استطع ولا يمكن أن يفسر هذا الخطاب إلا بالنقاط التالية :
1- شمولية الخطاب والتركيز فيه على رسم إستراتيجية اقتصادية ذات أبعاد متعددة تقضي على ظواهر مختلفة كانت معاشة وأصبحت لا تليق بالوطن وبالمواطنين ، خاصة في الولايات التي تشكل ثقل الوطن وقطب رحى اقتصاده
2- وضوح الأهداف والصراحة وطمأنة المواطن على الظروف الاقتصادية والمالية للدولة والتي أكد أنها على أحسن ما يكون ، فكان هذا محل طمأنة وتفاؤل لدى المواطنين عامة .
3- تأكيده على مستوى الأمن الوطني وأن القوات المسلحة والأمنية لم تسجل أي خرقات أمنية على أي صعيد.
4- إلغاؤه غرفة مجلس الشيوخ ، هذه الغرفة التي هي بمثابة نون النسوة أو واو عمرو لا محل لها من الإعراب وطالما كان ذلك مطلبا لدى الجماهير العريضة
5- حرص رئيس الجهورية على أن يتطرق لجميع الهموم الوطنية وهذا ما حسدته عليه المعارضة فبدل أن تعترف له بالمضوعية راحت تعزف على وتيرة أخرى
6- طمأن السيد الرئيس في خطاب النعمة الأخير شريحة الشباب على رص الصفوف من أجل المحافظة على مستقبل بلدهم وبنائه ، وأعطاهم الضمانات على أنه سيتم تسهيل ولوجهم إلى ذلك مهما كلف من مشقة .
إن الشباب الموريتاني وخاصة في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية يشكو من الطبقة السياسية(طبقة صابغي الرؤوس) المتنفذة الجاثمة على صدورهم ، فلقد ولى عهد نسيان الشباب والتلاعب على عواطفه وتهميشه وإقصائه مضى مع الأنظمة الماضية والذي لم يزل يحتفظ بذلك الزمن عليه أن يمضي مع تلك الأنظمة ويختفي مثل ما مضت واختفت
أنشئ الاتحاد من أجل الجمهورية يوم : 30 مارس 2009 وكان هذا الحدث بمثابة نقطة التحول الإيجابي وفاتحة الفرج على هذا الشعب ، وقد التف حوله أغلب الموريتانيين إن لم نقل كافتهم ، وكان هذا المشروع يجسد حركة 6 أغشت 2008 التي نال السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز أغلبية أصوات الشعب من خلال انتخابه رئيسا للجمهورية يوم : 18 يوليو 2009
وفي أول جمعية عامة لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية انتخب مكتبا تنفيذيا مؤقتا مكونا من 59 عضوا مكلفا بتسيير شؤون الحزب إلى حين انعقاد المؤتمر الأول العادي الذي سينتخب قيادة تمثله ، ومن ذلك اليوم ظل هذا الحزب يعمل بوحدة وانسجام على أرضية صلبة نسجتها العقيدة الواحدة والتاريخ المشترك والثقافة التكاملية التكافلية لمنتسبيه ، وظلت قيادته تتقاسم في السراء والضراء والوعي المستنير مع هؤلاء المنتسبين كل الأمور ، دون الاستثارة والمكابرة والاستعلاء
فبنت أساس خطابها على ذلك وربطت مبررات وجودها بالعزف على تلك الوتيرة، فكسبت احترام الكل ، مستحضرة كل الدلالات الأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية كواجبات لا يمكن أن تسير دونها ، آخذة توجيهات رئيس الجمهورية مأخذ الجد وتعهداته الواردة في برنامجه الانتخابي محل تقدير ، خاصة تلك الرامية إلى استئصال شأفة الفساد والمفسدين وإلى إضفاء المسحة الأخلاقية على تسيير الشأن العام ، محاربة كل المظاهر والمسلكيات والممارسات التي تكرس ثقافة الفساد والرشوة والاختلاس ، مهما كان نوعها وجهتها ومصدرها ومرتكبوها ، مواصلة تطوير وتفعيل الآليات المؤسسية والقضائية والرقابية لمحاربة كل أنواع الفساد ، داعية كل الفاعلين السياسيين في الموالاة وغيرها والأجهزة التشريعية وكذا القضائية والتنفيذية للدولة وكذا الصحافة والمجتمع المدني وكل الموريتانيين للتفاعل الإيجابي الصادق مع هذا التوجه ، مؤكدة أن هذا الخيار هو خيار رئيس الجمهورية الذي ينبذ العقليات والممارسات التي كانت سائدة ، وكانت مجالا لتشجيع انتشار الفساد والمفسدين ، إلا أن هذا الخيار سيعمل بدلا من السابق ، سيعمل على تثبيت المكتسبات والإنجازات التي تحقق القضاء على محاربة هذه الظواهر المشبوهة ، كما أن هذا النظام وهذا الخيار يجعل من تسخير الإمكانات المادية والمعنوية للأوساط الاجتماعية الأكثر ضعفا ميدانا له فيجعلها المستهدف الأول والأخير من هذه المكتسبات.
إن الإرادة السياسية الواضحة والخيارات التي ينتهجها رئيس الجمهورية ظلت مصدر إلهام لقيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وكل الفاعلين وأصحاب المسؤوليات في الحزب وكل من يتتبع سياسية الحزب في ذلك العهد وفي ظل تلك القيادات السابقة يجد ذلك صادقا لذلك نحن نفتخر ولا شك بما قام به هؤلاء ونهيب بمنجزاتهم على كل الأصعدة خدمة للحزب فما من يوم إلا وكان لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية فيه تظاهرة أو مناسبة أو نشاط أو عمل أو بيان أو اقتراح سياسي ، سواء كان ذلك على مستوى جدول الأعمال واتخاذ القرارات والإجراءات والتوصيات التي تتعلق بعمل الحكومة ، أو كان مطلبا سياسيا يفرضه الواقع
كل ذلك من أجل استمرار المكاسب التي يحققها النظام ورفع التحديات التي يمكن أن تقوم في سبيل أي عمل، فبأي حق يتراجع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية اليوم ، عما كان عليه بالأمس ، حيث كانت الجماهير تلتف حول هذا الحزب وكانت العواصم والمدن تتزين باللافتات والشعارات التي تملأ آفاقها بتظاهراته وخطاباته التنويرية تقديرا منه للمسؤولية ووعيا منه بمتطلبات الظروف.
لقد رفع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الهامة السياسية الموريتانية في العهود الماضية ما قبل ولد محم ورفع وأزال الكثير من التضحيات ، هذا مع إنكار هذه القيادات لذواتها وبعيدا عن المناكفات والتجاذبات التي كانت فوق كل مستوى هابط ، بعيدا عن ذلك كانت تعمل بروح وطنية عالية ورؤية جدية ثاقبة ، وفي ظروف كانت أكثر صعوبة سجلت هذه القيادات مواقف لا تنسى تشرف الوطن والمواطن.

أما واليوم فإن حزب الاتحاد أصبح نارا لا تطاق ، فكل من بهذا الحزب سواء عضوا أو منتخبا أو موظفا أو منتسبا أو من تربطه به صلة قريبة يجد نفسه في صورة لا يمكن تصديقها ، حيث كان الجميع محل احترام وتقديس وقرب ، كل حسب ما يريد لنفسه وذلك بكل ارتياح وطمأنة على وضعه ومستقبله وكل ما يدور حوله وذلك منذ الخطوة الأولى لتأسيس الحزب وحتى المرحلة الأخيرة يوم تولى ولد محمم إدارة شأن الحزب.
إن المتتبع لسياسة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية يجدها كانت على أحسن ما تكون فكان الكل محل إجلال وإكبار، وكان لدى الكل كلمة ورأي وبكل حرية فكل كان معنى بطرح ما يمكن أن يساهم في بناء هذا الوطن وكانت كل المجالات رحبة داخل هيئات الحزب ومنابره الثقافية والسياسية والمدنية ، سواء بأي أمانة للحزب كانت ، كان العنوان الحزب آنذاك ـ إن صحت النيات وسلمت المقاصد ـ فحزب الاتحاد فضاء واسع ومكان رحب لتنوع الآراء ، كان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية يولي مكانة محترمة ولائقة لأصحاب المواهب وكان مؤسسة قانونية محترمة ومتميزة وكان وعاء مشتركا لمن يحمل الهم العام ، كما يولي حزب الاتحاد آنذاك عناية خاصة للهيئات الشبابية ، قصد ترقيتها معنويا وماديا بما يعهده إليها من تطلع وبناء فكان حقا آنذاك مشروعا صادقا للتغيير البناء .
إن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في ظل قيادته اليوم أصبح العجب العجاب ، ذلك أن قيادته اليوم لا تولي اهتماما لغيرها ، حيث الاستكبار والاستعلاء هما أسياد الموقف ، غير أن العجب أكذب ومعرفة المرء نفسه أصوب ، ما أحوجنا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية اليوم لرئيس للحزب مثل محمد محمود ولد محمد الأمين (شتان بين اليزيدين في الندى… ) ، هذا الرجل الذي صفرت أياديه من مال الحزب و لم يرح بدرهم منه ولا دينار ، عكس رئيسه الحالي الذي تصدى لما قرعت دونه أنوف سابقيه ، فكان مرسل الأيادي مستقل القواد والرواد ، يخال أنه المنفرد بالحال والمآل وأنه وحده المتأثر بالكمال ، يسابق الدولة في أكثر الأحيان ، يرى أنه يجب أن يكون فوق الكل فوق النظام فوق الحق يظن أنه كأنه التبع الحمري أو كسرى الفارسي أو القيصر الرومي أو النجاشي الحبشي
هذا هو رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية باختصار شديد وذلك هو حزب الاتحاد قبله الذي كان نورا ولا نرجو أن يذهب ذلك النور.
وشهد شاهد من ضحايا ممارسة ولد محم ومن يصدق فيه المثل الحساني (ال ما عند خو في الغز يبتط افلخيام).

باب ولد حدمين : ناشط سياسي بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية رئيس مصلحة الأشخاص سابقا.

Exit mobile version