البحث عن الذهب في الشمال .. مغامرة الموريتانيين على أرضهم ..

شهدت الأسابيع الماضية عملية نزوح كبيرة لمئات الشباب الموريتاني والمغامرين، بحثاً عن الذهب في منطقة تازيازت شمال العاصمة الموريتانية، وسط محاولات الشرطة والدرك منع أعمال البحث العشوائي عن الذهب التي استقطبت أعدادا كبيرة من الموريتانيين.

البحث عن الذهب في المنطقة أصبح حديث الساعة في المجالس والمحلات والأسواق، وبادر كثير من التجار والمغامرين لترك محلاتهم والتوجه نحو “تازيازت”، فالحصول على المعدن النفيس لا يتطلب سوى سيارة وجهاز كشف عن الذهب متوفر في الأسواق بنحو ألفي دولار.

هجرة أعداد من التجار إلى مناطق “تازيازت” و”تجريت” والمناطق المحاذية لها جعل شركة “تازيازت موريتانيا”، المسؤولة عن التنقيب عن المعادن في المنطقة تستدعى قوات من الجيش والدرك لحماية المناطق التابعة لها من المنقبين الشعبيين.

إزاء هذا، أغلقت المنطقة فى وجه الباحثين عن الذهب، واعتقلت قوات الدرك عدداً من “المنقبين”، كما صادرت أجهزة الكشف عن الذهب، قبل أن تكتفي أخيرا بسحب الأجهزة بعد أن تزايد عددها.

وعن تقدير كمية الذهب التي يجمعها المنقبون، نقلت بعض المصادر الإعلامية عن بعض المشاركين في عمليات التنقيب قولهم إن بعض زملائه يعود بعد يومين بنحو 4 كيلوغرامات من الذهب من عيار 24، وأن آخرين يجمعون خلال أيام ما يزيد على 10 كيلوغرامات.

عملية البحث عن الذهب والكمية التي يحصل عليها المنقبون بوسائل بسيطة، سلطت الضوء على الكميات التي تحصل عليها شركة تازيازت موريتانيا المحدودة التابعة لشركة كينروس الكندية والتي تعمل منذ سنة 2010 على استخراج الذهب من منجم تازيازت الذي يبعد 350 كيلومترًا شمال العاصمة الموريتانية نواكشوط.

وأعلنت الشركة قبل أشهر عن تسريح عدد من العمال لأسباب اقتصادية، قبل أن تقوم بتوظيف المزيد بعد أن بدأ التنقيب الشعبي عن الذهب.

وطالب مدونون ونشطاء موريتانيون بطرد شركة “كينروس تازيات” لأن الدولة حسب قولهم لديها القدرة على استغلال وتأميم منجمي إكجوجت وتازيازت واستخراج الذهب والنحاس، فالمنجمان يعتبران مجهريين إذا ما قورنا بمناجم أسنيم العملاقة وقدرتها الإنتاجية”.

ويؤكد بعض الشباب الموريتاني أن سبب محاربة الدولة للباحثين عن الذهب هو نفوذ شركة “تازيازت”، معتبرين أن السلطات الحاكمة لا تبحث إلا عن رضا هذه الشركة.

منذ عدة عقود منحت السلطات الموريتانية رخص التنقيب في صحراء إينشيري لعدد من الشركات الأجنبية، ولا تكاد تمر فترة من الزمن حتى تمنح الحكومة الموريتانية رخصة جديدة للتنقيب عن أحد المعادن النفيسة في ركن من صحرائها مترامية الأطراف.

مواقع

Exit mobile version