كشفت وسائل إعلام بلجيكية عن أن السلطات تعرفت على هوية اثنين من منفذي الهجمات أمس، فيما تواصل الشرطة ملاحقتها لمشتبه فيه ثالث شوهد مع انتحارييْن محتملين قبل فترة وجيزة من استهداف مطار بروكسل.
وشنت شرطة بروكسل عملية في شمال المدينة وعثرت على قنبلة ومواد كيميائية تستخدم في صنع القنابل، فضلا عن علم لتنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات أمس، في شقة سكنية بحي سكاربيك.
وقالت وسائل إعلام بلجيكية إن السلطات الأمنية تمكنت من التعرف على هوية اثنين من منفذي التفجيرات التي أسفرت عن مقتل 34 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من مئتين، وهما الأخوين خالد وإبراهيم البكري، وهما من سكان بروكسل، وعلى صلة بمنفذي هجمات باريس عام 2015، حسب هذه الوسائل.
وكانت نفس الوسائل الإعلامي المحلية قالت إن السلطات اتبعت معلومة من سائق سيارة أجرة اعتقد أنه ربما قام بتوصيل المهاجمين إلى المطار.
وبحسب معلومات نقلتها صحيفة “لا ليبر” البلجيكية، فإن بعض منفذي تفجيري مطار بروكسل وصلوا إلى وجهتهم بركوب سيارة أجرة.
سيارة أجرة
وقال السائق الذي رأى الصور التي نشرتها المصالح الأمنية إنه أوصل المشتبه فيهم وأنزل معهم حقائب أكثر مما بدت في الصور، وهو ما استدعى القيام بتفتيش جديد في المطار للبحث عن الحقائب المفقودة، ومن ثم العثور على قنبلة ثالثة تمكن خبراء المتفجرات من تعطيلها.
كما زود سائق الأجرة المصالح الأمنية بالمنطقة التي أقلّ منها المشتبه فيهم، وعلى أثر ذلك تم تفتيش شارع ماكس روس حيث تمكّنت مصالح الأمن من العثور على مواد كيميائية وقنبلة تحتوي على مسامير.
صورة من كاميرات المراقبة بمطار بروكسل تظهر المشتبه في قيامهما بتفجيرات انتحارية وتبحث عن الثالث (يمين) (رويترز)
وأفاد السائق أيضا بأنه امتنع عن حمل حقائب أخرى بسبب ضيق المكان، وهو ما قاد المحققين إلى متابعة سيارتيْن (رونو كليو وأودي أس 4) يملكهما شخص عمره 22 عاما ومدرج منذ العام الماضي على لائحة الإرهابيين.
وقال محققون إنهم يركزون على رجل يرتدي قبعة ظهر في كاميرا مراقبة وهو يدفع عربة أمتعة في المطار مع اثنين آخرين يعتقدون أنهما مهاجمان.
اعتقال عبد السلام
ويعتقد خبراء أمنيون أن التفجيرات التي قتلت نحو عشرين شخصا في قطار مترو يمر بمنطقة بها مؤسسات الاتحاد الأوروبي ربما جرى الإعداد لها قبل اعتقال صلاح عبد السلام الذي يتهمه ممثلو الادعاء بالقيام بدور رئيسي في هجمات باريس يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
غير أن المدعي الاتحادي البلجيكي فريدريك فان ليو قال إن السلطات البلجيكية لا تزال تحقق فيما إذا كانت الهجمات لها علاقة باعتقال عبد السلام.
وأضاف فان ليو أن صورة نشرت لثلاثة رجال مشتبه فيهم بمطار “زافنتم”، يبدو أن اثنين منهم نفذا هجومين انتحاريين، بينما يتم البحث عن الثالث الذي يرتدي سترة بلون فاتح وقبعة، وشوهد وهو يركض بعيدا عن مبنى المطار.
وكان الرجلان بالملابس السود يرتديان قفازات في يديهما اليسرى فقط. وتكهن أحد الخبراء بأنهما كانا يخفيان أجهزة تفجير، ولم يكن الرجل الثالث يرتدي أي قفازات.
ونشرت الشرطة بلاغا عاما لملاحقة الرجل الثالث، وحضت المواطنين على الإدلاء بأي معلومات تتعلق به أو بالهجوم.
وتشير تقديرات إلى أن نحو ثلاثمئة بلجيكي قاتلوا مع تنظيم الدولة في سوريا، لتكون البلاد التي يقطنها 11 مليون نسمة المصدر الأوروبي الأبرز للمقاتلين الأجانب.
وكالات