قال رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني “حاتم” وقائد عدة محاولات انقلابية في موريتانيا صالح ولد حننا إن تواصل محمد ولد شيخنا مع مكحلة ولد محمد الشيخ عبر البريد الإلكتروني أفشل المحاولة الانقلابية 2004، كما قاد لاعتقال العشرات ممن كشفت أسماؤهم عبر رسائل ولد شيخنا.
وأكد ولد حننا خلال حديثه في الحلقة السابعة من برنامج “شاهد على العصر” أنهم في قيادة تنظيم فرسان التغيير اكتشفوا مبكرا تواصل ولد شيخنا مع مكحلة عبر البريد الإلكتروني حيث ناقشوا الأمر معه، واتفقوا على أن يتواصل معه أحد الضباط في الداخل، وأن يكون هذا الضابط هو محمد الأمين ولد الواعر.
وأبدى ولد حننا مفاجأته من عدم التزام ولد شيخنا بالاتفاق على قطع الاتصال بولد محمد الشيخ، حيث أدى استمرار هذا التواصل إلى كشف المحاولة الانقلابية، واعتقال العشرات من الضباط والجنود كان أغلبهم من أهالي المناطق الشرقية.
وأشار ولد حننا إلى ولد شيخنا نفى أولا أن يكون قد واصل مراسلة مكحله ولد محمد الشيخ غير أن الضابط في الاستخبارات العسكرية وعضو تنظيم الفرسان أحمد ولد امبارك أرسل لقيادة التنظيم كل المراسلات، وهو ما اعترف به ولد شيخنا، واصفا الاعتراف بأنه لم يترتب عليه أي شيء.
ووصف ولد حننا مراسلة ولد شيخنا مع مكحلة ولد محمد الشيخ عبر البريد الإلكتروني بالخطأ الفادح، مبديا استغرابه لاستمرار في مراسلته حتى بعد الاتفاق على توقيفها، واصفا الأمر بـ”المحير”.
وبرر ولد حننا عودته وولد ميني إلى انواكشوط بأنهم كانوا تحت ضغط هائل بسبب اعتقال العشرات من العسكريين المنتمين للتنظيم، وحتى بعض من وردت أسماؤهم في مراسلات ولد شيخنا وولد محمد الشيخ عبر البريد الإلكتروني، ممن لم تكن لهم علاقة بالتنظيم ليتم اعتقالهم.
وقال ولد حننا إنهم خلال كشف مراسلات ولد شيخنا وولد محمد الشيخ كان في العاصمة المالية باماكو، مردفا أنه عاد بسرعة إلى وغادوغو حيث أجروا تقييما سريعا للموضوع، معتبرا أنهم كانوا تحت ضغوط نفسية هائلة دفعتهم إلى ارتكاب ما وصفه بـ”الحماقة” الرابعة، قائلا: “لم يكن أمامنا إلا أن نقوم بآخر محاولة فتنجح، أو نحترق”.
وأكد ولد حننا أن مسؤول أمام الله، وأمام التاريخ عما قام به، وعما اتفق مع الآخرين على القيام به، مؤكدا أنه قادر على مواجهتهم في الدنيا وفي الآخرة، معتبرا أن من أسباب فشلهم المتكرر أنهم كانوا يشتركون كلهم في مستوى من الثقة شبه العمياء فيما بينهم، كما كانوا يتمتعون بحسن نية أكثر من اللازم، حيث لم يكونوا يلتزمون بالتراتبية الصارمة، والتي كانت ضرورية في هذا المجال.
وقال ولد حننا إنهم قرروا أن يعود هو وولد ميني إلى انواكشوط لترتيب الأوضاع في الداخل، ولملمة الملفات بعد اعتقال العديد من القيادات، وأخفوا الأمر عن عدد من القيادات في الخارج حتى لا يتسرب الخبر، متحدثا عن دور كبير قامت به الأجنحة المدنية للانقلاب، سواء المدربة منها عسكريا أو غيرها.
وأشار إلى أنهم سافروا برا وبوثائق مالية إلى السنغال، حيث عبروا النهر السنغالي بزورق صغير وفره أحد أفراد الجناح المدني، ودخلوا روصو حوالي التاسعة ليلا، وواصلوا سيرهم إلى انواكشوط، حيث كانوا ينزلون قبل الحواجز الأمنية ويتجاوزونها سيرا على الأقدام لتنتظرهم السيارة بعد تجاوزها للحاجز إلى أن وصلوا إلى انواكشوط نفس الليلة حوالي الثالثة فجرا.
وتحدث ولد حننا عن ترتيب الجناح المدني لكل وسائل الاستقبال والإقامة في انواكشوط حيث قاموا بكل لقاءاتهم لترتيب الأوضاع، وترميم التصدعات التي تركتها الاعتقالات التي سبقت ذلك.
وأشار ولد حننا إلى أنهم أثناء التحضير أجرى ولد ميني لقاء مع ضابط كان يعمل في ألاك، ويسمى أحمد ولد الدي، مشيرا إلى أن هذا اللقاء كان تحت أعين الأمن الموريتاني، إذ تبين لاحقا أنه ولد الدي كان على علاقة بالأمن، وقد أبلغهم ليراقبوا الاجتماع، ويتابعوا ولد ميني بعد مغادرته.
وقد تتبع الأمن – يقول ولد حننا – سيارة ولد ميني حيث مكان توقفها عند حارس غير بعيد من المنزل الذي كنا نقيم فيه، متحدثا عن تأخرهم عنه ما جعلهم يفشلون في تحديد المنزل بدقة، ليتم تطويق الحي ككل، وتفتيش المنازل، حيث وصلوا إلى المنزل الذي كان فيه قادة فرسان التغيير حوالي السابعة صباحا.
وأكد ولد حننا تمكنه هو ومولاي ولد إبراهيم من المغادرة عبر ممر صغير يفصل بين منزلهم والمنزل المجاور له، في حين لم يتمكن ولد ميني من ذلك، مشيرا إلى مغادرة ولد إبراهيم فورا من شارع خلفي لأنه لم يكن معروفا، وبقائه مختليا في مخزن في المنزل حتى حلول الظلام حيث غادر إلى مكان قريب وأجرى اتصالا مع أحد قادة الجناح المدني حيث جاءه في مكان غير بعيد وأقله في سيارته.
وقال ولد حننا إنهم قرروا خلال هذه الفترة إيصال رسالة لمدير الأمن السياسي دداهي ولد عبد الله، وتمثلت في إطلاق الرصاص على سيارته دون إصابته به، حيث أصدر أمرا بذلك لخلية من تنظيم ضمير ومقاومة اليساري كان من ضمن أعضائها سيدي ولد اليسع.
وأثنى ولد حننا على شجاعتهم، حيث تتبعوا سيارة مدير الأمن السياسي حتى توقفت أمام منزله، ثم أطلقوا عليها النار بشكل مباشر دون أن يصيبوه حيث أصيب بهلع جراء العملية، فيما تمكنت الخلية من الإفلات من الأمن وعادت إلى التنظيم في الخارج.
وأشار ولد حننا إلى أنهم قرروا الخروج من البلاد مجددا، وكان في صحبته ضابط الاستخبارات العسكرية أحمد ولد امبارك، والذي وصفه بأنه كان فائق الذكاء والشجاعة، حيث سلكوا طريق روصو انواكشوط، لكن السلطات كانت قد انتشرت عليه بشكل واسع، ومن كل الأجهزة الأمنية، والعسكرية وحتى المدنية.
وقال ولد حننا إنهم نجحوا في الوصول إلى روصو، حيث كانوا سيعبرون النهر، وقد اتفقوا من ضباط الزنوج على توفير من يعبر بهم النهر بقارب صغير، وقد اختاروا واحدا تبين لاحقا أنه كان على علاقة بالأمن، مردفا أن تبين لاحقا أن النهر كان مرصودا بشكل دقيق، وموزعا إلى مقاطع يتولى كل قطاع عسكري المسؤولية عن عدد منها، وهو ما جعل عملية الخروج مستحيلة.
الاخبار