ولد حننا يروي قصة مغادرته موريتانيا بعد فشل انقلاب 2003 واتصاله بولد الشافعي

روى قائد المحاولة الانقلابية ضد نظام الرئيس الأسبق العقيد معاوية ولد سيد أحمد الطائع في 2003، صالح ولد حننا، القصة الكاملة لانسحابه ثم خروج من موريتانيا، حيث خرج من كتيبة المدرعات في حدود الساعة الثالثة ظهرا يوم 8 يونيو وأصر جندي على مرافقته ودبر له زيا مدنيا أخذه من أحد المنازل القريبة من مبنى الكتيبة.

وقال ولد حننا الذي روى القصة الكاملة في الحلقة الخامسة من برنامج: “شاهد على عصر الانقلابات العسكرية في موريتانيا” على قناة الجزيرة، إنه أعطى الجندى مبلغا من المال ليسلمه تعويضا إلى ذوي المنزل ثمنا للدرعة.

وأضاف ولد حننا أنه وبعد أن ودع الجندي صادفه شاب يتوجه نحوه وعرفه بنفسه وأنه ضابط صف لم يكن مشاركا في المحاولة الانقلابية إلا أنه يعرض خدماته، فطلب منه أن يوصله إلى منزل قريب لأنه يريد أن ينام حيث أحضروا له شايا ثم صلى واتصل بزوجته ليطمئنها على سلامته قبل أن ينام في حدود الساعة الرابعة ظهرا.

وقال صالح ولد حننا إنه استيقظ في حدود الساعة الحادية عشر ليل ليبدأ في الاتصالات والتفكير في وجهته، مشيرا إلى أنه اتصل بأحد شباب الإسلاميين الذين كانت له علاقة بهم وهو مولاي ولد إبراهيم؛ حيث وصله بعد نصف ساعة وأوصله إلى منزل كان قد رتبه له ثم بدأت مدارسة التفكير في التأمين داخل العاصمة التي غير سكنه فيها ثلاث مرات، ثم تم الخروج منها.

وأكد ولد حننا أنه بعد تأمينه تم الاتصال بالرائد محمد ولد شيخنا من قبل الإسلاميين لتأمينه هو الآخر، مشيرا إلى أنه في مرحلة معينة كان الإثنان في منزل واحد؛ حيث بدآ التفكير في كيفية إيضاح الحقيقة للناس وإنارة الرأي العام، وتقرر تسجيل بيان والاحتفاظ به إلى ما بعد خروجهما من موريتانيا.

واعتبر صالح أن التواصل مع الإسلاميين تم عبر شخصيات وأصدقاء تربطهم علاقات سابقة بقادة الانقلاب ولم يتصلوا بالإسلاميين كتنظيم وجهة سياسية، مشيرا إلى أنهم اتصلوا أيضا بتنظيم “ضمير ومقاومة” اليساري.

وعن رحلة الخروج من نواكشوط قال ولد حننا إنه قد تم وضع خطة تقتضي وجود سيارتين أولاهما تتقدم وتعطي معلومات عن الطريق للسيارة الثانية التي يستغلها رفقة محمد ولد شيخنا وسائق، فيما كان الخروج من نواكشوط الساعة الثامنة بعد المغرب يوم 30 يونيو 2003.

وقال ولد حننا إن تعرضوا لعدة نقاط تفتيش بدءأ من الكلم 50 شرق نواكشوط حيث فرقة من الدرك، إلا أن السائق استطاع إقناعهم بأنهم متوجهون إلى قرية قريبة.

كما وصلتهم معلومات أنه لا يمكن عبور مقطع لحجار بفعل تشديد القبضة الأمنية فاضطروا للمرور بسيارتهم الصغيرة عبر طريق رملي غرقت فيه السيارة فاشتبه فيها الشرطة الذين وصلوها مباشرة بعد مغادرة ولد حننا وولد شيخنا قبيل الفجر؛ فساعدوا السائق ثم غادر أفراد الشرطة المكان.

أما في محطة جوك غربي كرو، التي مروا منها حوالي الساعة 9 صباحا فقد فاجأتهم نقطة تفتيش فانحرفوا إلى خيم قريبة أقنعهم صالح أنه يبحث عن شاة يشتريها بينما خرج ولد شيخنا نحو الكدى القريبة يتمشى ليوهم الدرك أنه أحد سكان المنطقة، أما السائق فقد عاد إلى نقطة التفتيش حيث حققوا معه قليلا قبل أن يسمحوا له بالمغادرة.

غير أن الدرك اشتبهوا في السيارة وركابها فقد وصلوا إلى الخيم التي وصلها صالح وهو لا يزال موجودا فيها، إلا أنهم عادوا أدراجهم، قبل أن يعودوا بعد مغادرته حيث توقع أن يكون أهل الخيم قد أخبروا الدرك أنه سيشتري منهم شاة وقد خرج على أن يعود بعد قليل.

ثم إن الدرك الذين اشتبهوا في السيارة أبلغوا نقطة التفتيش التي تليهم، غير أن سيارة قادة المحاولة الانقلابية تجاوزت نقطتي تفتيش للشرطة في مدخل كرو وكيفة دون أن تتوقف لهم قبل أن تصطدم بسيارة أخرى داخل كيفة ليستبدلوها بأخرى؛ وهو ما أنقذهم من الدرك الذين وصلوا إلى السيارة واقتادوا السائق للتحقيق قبل أن يفرجوا عنه بعد 24 ساعة حيث لم يتوصلوا إلى ما يدينه.

وقال ولد حننا إن مدينة كيفة أغلقت بعد الحادثة؛ حيث فوجئوا بمتاريس في الطريق والشرطة تمنعهم من الخروج قبل أن تسمح لهم فجأة بالخروج رغم عدم امتلاكهم لبطاقات التعريف التي طلبت منهم.

ولد حننا قال إن الخروج من نواكشوط تم بعد الاتصال مع المصطفى ولد الإمام الشافعي الذي طلب منهم الوصول إلى أي نقطة من أراضي الجمهورية المالية ليجدوا من يكون في استقبالهم ويوصلهم إليه في بوركينافاسو.

وأوضح أن الخطة كانت تقتضي بعد الوصول إلى الطينطان الخروج في سيارة رباعية الدفع عبر الرمال باتجاه حدود مالي التي تبعد حوالي 120 كلم؛ وهو ما تم بعد وصولهم الطينطان في حدود الساعة الرابعة ظهرا من يوم 01 يوليو.

Exit mobile version