تشهد مدينة انواذيبو منذ عدة أسابيع، انتشارا ملفتا لمعدات وآليات الأشغال العامة من أجل القيام ببعض الترميمات في الطرقات والأرصفة والإنارة، استعدادا لتخليد عيد الاستقلال الوطني والذي هو حدث تقليدي يتفق الجميع على أهميته، لكنه يخلد هذه السنة في ظروف وأوضاع صعبة لا يبدو أنها تثير قلق الجنرال محمد ولد عبد العزيز ونظامه الفاسد .
فبعد سنوات من الجفاف والمجاعة ونفوق الكثير من المواشي، تواجه موريتانيا أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية لا سابق لها، بفعل السياسة الارتجالية للجنرال وسوء تسيير عائدات قطاع المعادن، أدت إلى انهيار شركتي اسنيم و تازيازت، وتراجع عائدات قطاع الصيد الذي يعيش تحت وطأة أزمات متعددة ، كما أن انتشار حمى الضنك والوادي المتصدع، والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الاستهلاكية، وتفشي البطالة والانسداد السياسي، كلها ظواهر خطيرة أدخلت البلاد في نفق مظلم وغد مجهول. إن مدينة انواذيبو مسرح هذه الكرنفالات المشوبة بالبذخ والمغالاة، تعاني من العطش والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وانتشار القمامة في جميع مناطقها، والمجاعة في كل أحيائها، وفي تجاهل لهذه المأساة اليومية لهؤلاء المواطنين الضعفاء، يقوم النظام بإهدار وتبديد المليارات من المال العام أمام أعينهم في مشاريع وهمية يتم منحها في صفقات مشبوهة لمقربين منه، لا تحترم معايير الجودة المطلوبة ولا الاستمرارية اللازمة لمثل هذه الأشغال.
وأمام هذه الوضعية الخطيرة، فإن اتحادية تكل القوى الديمقراطية بانواذيبو، مع احترام روح الثامن والعشرين من نوفمبر والرمز الذي يمثله :
ـ تعتبر الاستخدام المفرط وغير المبرر للممتلكات العامة، في عمل مرتجل ولأيام معدودة، دون مراعاة للأولويات أو استشراف للمستقبل و لا تخطيط له، و في الظروف الحالية إنما هو استفزاز وعدم احترام للمحنة التي تعيشها مدينة انواذيبو وساكنتها؛
– تدين بشدة الفساد الفاحش وسوء التسيير والإهمال الذي يدير بها محمد ولد عبد العزيز البلد بأكمله، وتحمله المسؤولية الكاملة عن تبعات التفريط في حقوق المواطنين، وعجزه البيّن عن حل أبسط مشاكلهم.
نواذيبو، الإثنين 26 محرم 1437 / 9 نفمبر 2015
اتحادية حزب التكتل بنواذيبو