ايران .. انكشفت اللعبة

بوتين يطمئن نتنياهو على أمن الصهاينة .. والتنسيق بين الجانبين لاستباحة الأجواء السورية ..
تدريبات مشتركة بين القوات الإسرائيلية والروسية .. خط ساخن بين قيادات الجيشين .. الطيران الروسي يتسلم إحداثيات أهدافه في سوريا من الصهاينة .. الصواريخ الروسية بعيدة المدى تعبر أجواء العراق وإيران باتجاه سوريا من السفن البحرية فى بحر قزوين .
وعلى الأرض قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في سوريا لقيادة معركة برية تشترك فيها قوات إيرانية وميليشيا حزب الله وميليشيات عراقية و افغانية و باكستانية وغيرها .. غرفة عمليات مشتركة في بغداد لإدارة المعركة عسكريا واستخباراتيا تضم العراق-حليف آمريكا-وإيرن وسوريا”عدوتي”آمركا وروسيا الباحثة عن إيقاظ أمجاد الإتحاد السوفيتي من سباتها. هذه هي المعطيات العملية الموجودة على الأرض والتي لم تعد سرا ولا خافية بل هي بادية للعيان ولم تعد الأطراف المعنية بها تهتم بإخفائها .
كل القراآت الموضوعية تقود إلى نقطة محورية واحدة وهي أن هناك حلفا يضم روسيا و آمريكا وإيران وإسرائيل إضافة إلى اللاعبين الصغار في بغداد ودمشق ولبنان ” حزب الله ” وكان مقررا أن تنضم إليه اليمن لو تم احتلالها من قبل الحوثيين . ترى .. هل مازال هناك من يعتقد بأن إيران و أدواتها في المنطقة يدعمون المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل ؟.. وهل مازال هناك من يعتقد وجود “عداوة ” بين إيران وإسرائيل وآمريكا ؟؟.
إن العلاقات الأمريكية الإيرانية الإسرائيلية علاقات استراتيجية هدفها الرئيسي هو منع الوطن العربي من بناء قوة فاعلة تنموية وعسكرية ذاتية تمكنه من أن يشكل قوة إقليمية قوية يستطيع من خلالها أن يفرض نفسه أمرا واقعا وفاعلا قويا على الساحة الإقليمية والدولية تتحكم في قراره وتوجهاته المصالح الوطنية والقومية العربية. أطراف هذا الحلف الإستعماري بطبيعة الحال لا يريدون للعرب أن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم، ناهيك عن بناء قوة عسكرية تساهم فى استقلالية الفعل العربي والقرار العربي بعيدا عن التبعية للغير. المملكة العربية السعودية أدركت مايخطط له فى المنطقة ولمواجهته تحركت بصورة مفاجئة تقود تحالفا عربيا فاجأ الجميع بمن فيهم آمريكا وإيران و إسرائيل لكبح جماح الأطماع الفارسية التى تشكل جزءا من السناريوالمرسوم للسيطرة على المنطقة. ولولا هذا التحالف العربي وتدخله بقوة وفعالية في اليمن لأصبحت الجزيرة العربية بكل مداخلها البرية والبحرية رهينة تحت رحمة ملالي الفرس، وهو الهدف الذي ظلت الإمبراطورية الفارسية تحارب من أجله منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة وخاضت في سبيله أكثر من ألفين وخمسمائة حرب مع العرب . التحالف العربي حالة جديدة لم تكن متوقعة ووجوده بحد ذاته أزعج أطراف الحلف الاستعماري وأربك خططهم في المنطقة ’فليس من المعهود-بالنسبة لهم- إيجاد تحالف عربي بقيادة واحدة يدافع عن قضايا الأمة بالسلاح .. إنها وضعية جديدة فرضت نفسها تهدد المصالح المشتركة لأطراف الحلف الامريكي الاسرائيلي الايراني فى الصميم..هذا التحرك العربي المفاجئ بقيادة واحدة وبمشاركة- باستثناء تلك التى تحت السيطرة الإيرانية- أظهر المستور وفضح نيات كانت مخفية تقوم على اتفاق ضمني يقضي بتقاسم النفوذ : إيران التي سُمح لها بأن تصبح قوة نووية نصيبها نفوذ إقليمي يضع الجزيرة العربية تحت رحمتها بين كماشة العراق والشام من الشمال واليمن من الجنوب حيث خاصرة الجزيرة العربية الرخوة ويجعلها تتحكم في الملاحة الدولية في الخليج العربي والبحر الأحمر ومن ثم تسيطر على المقدسات الإسلامية وخاصة الحرمين الشريفين-وهو هدف استراتيجي بالنسبة لها- وبالتالي تتحكم في القرار العربي والإسلامي بوصفها القوة الإقليمية المهيمنة وشرطي الاستعمار في المنطقة . إسرائيل نصيبها الانفراد بفلسطين تعيث فسادا وتفعل ما تشاء بدون رادع وتقضم ما أرادت من أراضي سوريا ولبنان ليكتمل الحصار على منطقة المشرق العربي بكاملها . أما اللاعب الأمريكي فإنه يوفر الغطاء الشرعي الذي سيفرض هذا المخطط الجهنمي على العالم بوصفه أمرا واقعا يجب التعامل معه .. وبذلك تتحقق هيمنة الإمبراطورية الأمريكية على المشرق العربي بأدوات إسرائيلية-إيرانية .
روسيا دخلت على الخط للحفاظ على بقية نفوذ في المنطقة، لكنها دخلت عن طريق التعهد بحماية أمن إسرائيل، وما دام الأمر كذلك فلا غضاضة في أن تقتل وتشرد من شاءت من المواطنين السوريين .
يبقى سؤال ملح يطرح نفسه : هل انضمت إسرائيل إلى حلف المقاومة الفلسطينية، أم تخلت إيران وملحقاتها ” حزب الله ” مثلا عن المقاومة .. أم إن الأصح أن نقول إن الأمور ظهرت على حقيقتها واتضح أن إيران ومليشياتها لم تكن يوما داعمة للمقاومة بل تتخذها شعارا للوصول إلى أهدافها الإستراتيجية التوسعية المعروفة وظهرت جلية بعد أن بعثر التحالف العربي أوراق القوى الاستعمارية بإجهاضه محاولة إيران احتلال اليمن مما قلب الطاولة على رؤوس اللاعبين و أغرق أحلامهم في مياه الخليج العربي والبحر الأحمر.

دده محمد الامين السالك

Exit mobile version