اتهم حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز شخصيا بالسعي إلى تفكيك الحزب .
وقال بيان للحزب إن قيادته سجلت استمرار الحملة الدائمة والمتجددة في المواسم، ضد حزب التكتل، والتي يقودها شخصيا محمد ولد عبد العزيز، ومخابراته ووسائله الإعلامية وأتباع نظامه، وذلك استمرارا لمحاولاته الرامية إلى إضعاف الحزب، وزحزحته عن موقفه الصامد والمبدئي، في وجه تدمير الدولة الموريتانية وفق تعبيره.
نص البيان:
“عقدت قيادة حزب تكتل القوى الديمقراطية مساء الأربعاء 16 سبتمبر 2015 اجتماعا موسعا برئاسة نائب رئيس الحزب محمد محمود ولد ودادي، شارك فيه أعضاء في المكتب التنفيذي، ورؤساء الأقسام، وقيادات الشباب والنساء وذلك بمقر الحزب المركزي.
وبحث الاجتماع جملة من القضايا تركزت على أربع نقاط، هي:
1. الحملة الوطنية للانتساب؛
2. الوضع العام للبلد في ظل التردي الشامل للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛
3. الملتقى المنظم من قبل النظام باسم “اللقاء التشاوري التمهيدي الموسع للحوار الوطني الشامل”؛
4. حملة الاستهداف الجديدة التي يقوم بها النظام، على المنتدى ومكوناته المختلفة، وبصورة خاصة على حزب التكتل.
بالنسبة للموضوع الأول استمع الحاضرون إلى عرض من رئيس لجنة الانتساب، محمد محمود ولد لمات، نائب رئيس الحزب، حيث أوضح أن الاستعدادات تجري على قدم وساق لهذا الحدث، الذي سيكون انطلاقة جديدة للحزب، ينتهي بتجديد هيآته القاعدية، ويحضّر لمؤتمره القادم،
فيما يتعلق بالموضوع الثاني، فقد جدد الحاضرون استنكارهم لسياسة النظام الممنهجة ضد الشعب الموريتاني، سواء :
في وحدته وتعايشه الضارب في أعماق التاريخ، وانسجامه الذي لم يعكره إلا سياسات النظام القائم وأسلافه الانقلابيين منذ 1978،
في قيّمه التليدة التي يشكل الدين الإسلامي منبعها وأساسها، والتي اخترقها النظام بسياساته الهوجاء، فأصبحت البلاد مسرحا لشتى أنواع الانحطاط الخلقي وهتك الأعراض وانتشار الجريمة، بعد أن أصبحت موريتانيا موطنا للمخدرات،
في ركائز مقوماته وضمان مستقبله، بتدمير الإدارة والتعليم، والمنظومة الثقافية والصحية وتدمير الزراعة والبيئة، وتعطيل المنظومة القضائية، ونهب خيراته سواء في باطن الأرض أو فوقها أوفي البحر، بالتعاون مع الشركات الأجنبية العابرة للقارات التي تعمل دون حسيب أو رقيب،
من خلال تحطيم المؤسسات الصناعية القليلة التي صمدت أمام عقود الأحكام الانقلابية، وخيرُ مثال على ذلك ما آلات إليه شركة سنيم، وهكذا أصبحت موريتانيا دولة مستوردة لكل شيء، رغم ما استثمر من أموال طائلة في الصناعة والزراعة، كما أصبحت موريتانيا الدولةَ الوحيدة في الإقليم التي لا توجد فيها استثمارات خصوصية داخلية أو أجنبية،
تجويع الشعب الموريتاني، بشتى الطرق، مثل رفض مؤازرته في محنة الجفاف التي مر بها في السنتين الماضيتين، أو استثمار الإمكانيات التي توفرها الأمطار التي حلت بالمناطق الزراعية، عبر سياسة جديدة لإدخال المكننة، حتى لا تيبس السدود دون زراعة، أو تستُغل بأدنى طاقة. بدل ذلك، واصل النظام سياسة تجويع الشعب الموريتاني تاركا إياه ضحية لارتفاع الأسعار الخيالي، الذي يعطي النظامُ القدوة فيه باستمرار ارتفاع المواد النفطية، وكان من نتائج هذه السياسة تحول أعداد كبيرة من المواطنين إلى متسولين، أو متشردين يبيتون في العراء وفي الطرقات.
يأتي وضع نواكشوط العاصمة الوطنية للبلاد، مثالا صارخا على الحرب على المواطنين، بتركهم يموتون بالمئات، كما في القرون الوسطى، جراء أمراض وأوبئة، في العراء أو المنازل، بعد أن فقدوا الأمل حتى في تشخيص أمراضهم، أحرى علاجها، وتركهم عرضة لنهش أسراب البعوض القاتل، بفعل انتشار أنواع من الحمى، منها حمى “الضنك” التي واجهها النظام بالنّكران والتّكتم بالرغم من تنبيه التكتل إلى خطورتها منذ أشهر، إضافة إلى انتشار المستنقعات الآسنة في أرجاء المدينة، التي أضرت كثيرا بممتلكات العديد من الأسر في نواكشوط، وما تزال تعيق ولوج الكثيرين إلى منازلهم.
أما عن الموضوع الثالث، فقد اعتبر الحاضرون أن لقاء قصر المؤتمرات لا يستحق النقاش، حيث لا يعني الحزب، ولا المنتدى، كما أُعلن من قبل، وهو ما أجمع عليه المراقبون ووسائل الإعلام، لأنه شأن داخلي بحت للنظام،
بالنسبة للموضوع الرابع، سجل الحاضرون استمرار الحملة الدائمة والمتجددة في المواسم، ضد حزب التكتل، والتي يقودها شخصيا السيد محمد ولد عبد العزيز، ومخابراته ووسائله الإعلامية وأتباع نظامه، وذلك استمرارا لمحاولاته الرامية إلى إضعاف الحزب، وزحزحته عن موقفه الصامد والمبدئي، في وجه تدمير الدولة الموريتانية؛ وقد ذكّر الحاضرون أن الحزب ألِفَ مثل هذه الممارسات في السابق، من طرف الأنظمة الانقلابية المتعاقبة، لكنها لم تجد نفعا، ولم تزد الحزب إلا مناعة وتصميما وثباتا على خطه، ومواصلة نضاله السلمي.
وفي الأخير ثمن الحزب موقف الصمود والتضامن الذي عبر عنه المنتدى ومكوناته، من هذه الهجمة، كما ثمن وعي الإعلاميين والمراقبين الذين لم تنطل عليهم الحملات الدعائية، فسموا الأشياء بأسمائها، ووضعوها في نصابها.”
الدائرة الإعلامية لحزب التكتل