أثار اعتقال الصحفية الفرنسية ” كاترين غارسييه” رفقة زميلها “اريك لوران” على خلفية الاشتباه في أنهما حاولا ابتزاز ملك المغرب محمد السادس، تساؤلات عديدة داخل الساحة الإعلامية في موريتانيا، حول ما إذا كان الفصل المخصص لبلادنا تحت عنوان: “يد خفية من نواكشوط” من كتاب ” بابا هولند في مالي” لمؤلفه الصحفي الفرنسي المثير للجدل” نيكولا بو”، والذي هاجم فيه رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، ومدح رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو الذي وصفه بـ”الموهوب”، هل كان هذا الفصل محاولة ابتزاز فاشلة بطلها “بو” الذي سبق وأن ألف مع المشتبه فيها “كاترين غارسييه” كتاب عن تونس في عهد” بن علي” تحت عنوان ” حاكمة قرطاج” تم نشره قبل اندلاع الثورة التونسية بـ 15 شهرا.
كما تساءل البعض حول ما إذا كان هدف الابتزاز الذي خضع له الرئيس يقتصر على تحصيل منافع مالية، أو فرض لشروط بوعمات على النظام.
وفي سياق متصل أثار ظهور المحامي الفرنسي” وليام بوردون” الى جانب المشتبه الأول في قضية الابتزاز” اريك لوران”، داخل ذات الأوساط الصحفية، سخرية كبيرة حول مدى جدية الرجل في مكافحة الرشوة في “الجنوب” حيث أنه يقود منظمة “شربا” التي تدعى لنفسها التخصص في هذا الميدان، كما سبق للمحامي أن أسس مع رفيق دربه رجل الأعمال بوعماتو قبل أسابيع هيئة لدعم الديمقراطية وتساوي الفرص في القارة الأفريقية، كانت مثار علامات استفهام كبيرة، خصوصا أن “بوعماتو” قد حامت شبهات كبيرة حول الثراء الفاحش الذي حققه تسعينيات القرن الماضي، وشغله لمنصب رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين خلال فترة يجمع الموريتانيون على أنها الأكثر فسادا على الإطلاق في موريتانيا، كما أن شهادة صديقه ” بو” ـ الذي ينظر القضاء الفرنسي اليوم الخميس في القضية التي رفعها عليه الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائري عمار سعداني بتهمة نشر معلومات مزورة حول ممتلكاته وحياته الخاصةـ بأنه “من ساعد ولد عبد العزيز في الاستيلاء على السلطة وذلك بفضل شبكة العلاقات التي يملك في فرنسا ومالي والسنغال” قد لا تساهم كثيرا في تبيض سجله في ميدان الدفاع وتكريس الديمقراطية في القارة الإفريقية.
وقد كان الصحافيان الفرنسيان اللذان ـ وكل احدهما المحامي وليام بوردون ـ و يشتبه بأنهما حاولا ابتزاز ملك المغرب ، قد نقضا أمام القضاء، أمس الأربعاء، صحة التسجيلات التي استخدمت لتوجيه التهمة إليهما، حسب ما نشرت وكالة “فرانس برس” نقلا عن مصادر مطلعة على الملف.
وقد اتهم اريك لوران وكاترين غراسييه بالابتزاز ووضعا قيد التحقيق، للاشتباه بأنهما فاوضا على التخلي عن كتاب، يعدانه حول العاهل المغربي، لقاء حصولهما على مبلغ ثلاثة ملايين يورو، قبلا لاحقا بتخفيضها إلى مليوني يورو.
وقد قبض على الصحافيين في 27 أغسطس وفي حوزتهما 80 ألف يورو نقدا لدى خروجهما من اجتماع مع موفد من المغرب المحامي هشام ناصري الذي سجل الحديث معهما من غير علمهما، كما تم قبل ذلك تسجيل لقاءين بين اريك لوران وناصري.