عودتنا بعض الجهات السياسية في المعارضة غير الديمقراطية على أن تصدر من حين لآخر ما يشبه البيانات الصحفية الخارجة عن السياق، والمفعمة بأساليب إنشائية تعج كلماتها بالادعاءات الكاذبة والشائعات المخيفة.
وعلى كل حال، فإن هذه الأساليب التي يدمن الإخوة في التكتل وغيره من معارضة “البيانات والتدوينات” على استغلالها للتشكيك في كل شيء من حولها لم تفلح، ولن تفلح في غير التأكيد على أنها غدت بينة العجز سياسيا وإعلاميا أكثر من أي وقت مضى، فضلا عن أن الرأي العام الوطني والدولي لم يعودا يقبلان بأقل من الحضور السياسي الفاعل والإيجابي، ولم تعد الشائعات والأقاويل تربكهما ولا تنطلي عليهما.
لكن بعضهم لا يستخلص الدروس والعبر من كبواته الكثيرة، فها هو “التكتل” مع إطلالة فصل الخريف المبارك، بكل ما يحمله من بشائر الغيث و الرخاء والتفاؤل يطالعنا ببيانه الشائعة، وبأسلوب يفتقد أدنى مستويات المصداقية، حيث يعلن عن ما سماه بـ”انتشار حمى قوية تعرف باسم “الضنك” في بعض أحياء العاصمة انواكشوط” بأسلوب تقريري لا يصمد أمام عجز البيان عن نسبة هذه “المعلومات” لجهات يعتد بها، ليعود بنا مرة أخرى إلى مصادره المبهمة، متحدثا عن شهادات صادرة “عن العديد من العاملين في المجال الصحي” حول الأسباب المفترضة لشائعة افتراضية مبهمة المرامي ومتهافتة الحبك، ليخلص إلى اعتراف بين بأنه ـ أي التكتل ـ لم يحصل على معلومات تؤكد فحوى بيانه، متهما “السلطات بالتكتم عليها” في بحث واضح عن مشجب يعلق عليه فشله في إثبات واقعية فصول قصته القصيرة التي أنتجها وحدد شخوصها على مقاس شائعة مكتملة الأركان.
ونحن في الاتحاد من أجل الجمهورية، إذ نندد ـ بدورنا ـ بإطلاق الشائعات ونشر البيانات التي تتسبب في تفشي الرعب بين المواطنين الآمنين، لنؤكد على:
1 ـ دعوة الأحزاب السياسية المعارضة ـ على شاكلة معارضة التكتل ـ إلى الكف عن نشر الشائعات والأقاويل المرعبة للمواطنين، وإلى السمو بمضامين بياناتها السياسية إلى المستوى اللائق بطبقة سياسية يفترض أنها تحترم نفسها على الأقل؛
2 ـ تذكير الرأي العام الوطني والدولي بأن الحكومة الموريتانية ـ ممثلة في وزارة الصحة ـ عودتنا خلال السنوات الماضية ـ كلما كان الأمر يستدعي ذلك ـ على الإعلان عن كل الحالات الصحية التي تشكل قلقا للمواطنين في الوقت المناسب، وعلى اتخاذ التدابير والاحتياطات الصحية اللازمة لتطويقها ومعالجتها دون عناء كبير؛
3 ـ لفت انتباه جميع سكان مدينة نواكشوط إلى أن شائعة انتشار “حمى الضنك” التي وردت في “بيان حزب التكتل الصادر بتاريخ الخميس 01 أغسطس 2015 ” قبل تساقط الأمطار المباركة التي عرفتها العاصمة مساء السبت 02 أغسطس 2015، لا تستند إلى معلومات صحية مؤكدة من لدن الجهات المختصة، وعليه فلا داعي لانتشار الرعب والخوف بسبب هذه الشائعات؛
نواكشوط: الأحد 17 شوال 1436/ 02 أغسطس 2015