سقطت عاصمة الخلافة الأموية دمشق فى يد الخونة والمجرمين تماما مثل ما سقطت منذو عقدين من الزمن عاصمة الخلافة العباسية بغداد في يد الخونة والمجرمين الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الغربية.
لقد سقطت للأسف الشديد عروس الشام دمشق عاصمة الخلافة الأموية ، الا ان ذلك لم يكن بتاريخ 8/12/2024 وإنما يعود ذاك التاريخ الى ليلة 1991/1/31/30/ حين وافق حاكمها آنذاك الرئيس الراحل حافظ الأسد على مشاركة قواته بما يسمى عاصفة الصحراء لإسقاط عاصمة الخلافة العباسية بغداد نبض العروبة والإسلام ، وها هي عاصفة الصحراء تعصف بحكم اسرته بعد مايزيد على عقدين من الزمن وبالخيانة ذاتها…..
يعتقد الكثيرون خطأ ان سوريا سقطت اليوم الأحد 2024/8/12، ولكن الحقيقة المرة التى لاتقل مرارتها عن مرارة المشاهد المؤلمة التى تابعناها بسقوط المدن السوريةالواحدة تلوى الأخرى تقول ان الشقيقة سوريا سقطت ليلة وافق حاكمها حافظ الأسد على ارسال 30000 الفا من جنودها المدججين بالسلاح جنبا الى جنب مع القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها من القوات التى دمرت العراق ولم ترع فيه الا ولا ذمة سنة سنة ١٩٩١ وماتلى ذلك من حصار وتجويع وترويع حتى تمكن العدو المشترك للأمتين العربية والإسلامية من اعادة الكرة مرة أخرى سنة ٢٠٠٣ وتمكن من احتلال بغداد عاصمة الخلافة العباسية تماما مثل ما تم احتلا دمشق اليوم من قبل عصابات تقف وراءها المخابرات الغربية وصفت من قبل المجتمع الدولى بأنها ارهابية وإن كانت تلتحف بالعباءة السورية.
صحيح ان بشار الأسد نأى بنفسه عن الدخول فى العدوان الأخير ٢٠٠٣ ضد العراق بل إنه حاول جاهدا تجنبه ، لكن الوقت قد فات فالجيش العراقى تم تدميره فى عاصفة الصحراء ومحاصر منذ ذلك التاريخ ولا تصله اسلحة او حتى مجرد قطع غيار لإصلاح ماتم اعطابه من اسلحته والدولة العراقية محاطة من الجهات بالأعداء.
والنتيجة التى حصل عليها العرب من تدمير العراق سياسيا واقتصاديا وعسكريا وتراجع دوره فى المحافل الدولية هي احتلال آبار نفطهم وغازهم والتحكم فى اقتصادهم وفى قرارهم السياسى إن كان… فضلا عن تساقط عواصمهم الواحدة تلوى الأخرى بدءا بالعراق مرورا بليبيا والسودان ولن ينتهى الأمر عند دمشق، بل إن الدور القادم ربما يكون على الشقية الجزائر
ولايعنى ذلك ان من يوالون امريكا ويعتقدون انهم حلفاء لها فى مأمن من عدوانها بعد ان حولت دولهم الى قواعد عسكرية لها اصبحوا خاضعين لقرارها بدلا من خضوعها لقراراتهم التى نشك كثيرا فى فاعليتها إن هي خرجت اصلا للنور.
فالعديد من الدول العربية تكتفى امريكا منها فى الوقت الراهن بتنفيذ الأدوار التى ترسمها لها بدقة متناهية وحين استنفاد تلك المهام او محاولة التلكؤ عنها فالقواعد الجوية والبحرية جاهزة لتلحقه بمصير من سبقوه من حكام العرب.
اذن ماحصل عليه العرب من تضحيتهم بصدام حسين وتدمير العراق وبيعه لإيران ماهو الا الهوان والإحتقار والإذلال…فلم يستطيعوا ملء فراغه ولا احلالهم محله…
خسروا قوتهم ومنعتهم وصار اليهود يسومونهم سوء العذاب لا رادع لهم لامن المطبعين جهارا نهارا ولا من المطبعين ليلا وظلاما.
الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.