البعض يود لو يعمَّر بالمسؤولية ألف سنة ،ويرى أنها لاتصلح إلا له،ولايصلح إلا لها؛ وهي من طبيعتها متحركة،لاتدوم لأحد،”لودامت لغيرك لما وصلتك” ومع ذلك ترى العديد من هؤلاء يأخذون بتلابيبها بكل نظام دون أن يجد الناس ما يقنع بذلك “التمييز” لا في مجال الكفاءة،و لا في جعل اليد مغلولة إلى العنق عن المال العام،بل في بعض الحالات تُشاهَدُ مبسوطة كل البسط للعبث به ،و يظل هذا النوع من شتات مختلف الأنظمة يداوم بكل حكومة وإن سقط اسمه “سهوا”من التعيينات يقيم الدنيا،ولا يقعدها لتبادر الدولة برفع “الظلم” عنه بظلم من هو أجدر،وأكثر أحقية بالتعيين، وكان عليه،-من باب الإنصاف-التَّنَكُّب، لفسح المجال لمن ولدوا وهو في المسؤولية،وأن يأخذ بنصيحة الشاعر:
فلا تجزع لحالك بل تذكر..كم أمضيت في الخيرات عمرا.