لم أكن أرغب في التعليق على تدشين فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لجسر التآزر، لأن الحدث في اعتقادي لا يحتاج إلى بهارات إعلامية وزخارف دعائية.
مختلف المحررين الذين تناولوا الخبر، حاولوا أن يرسموا صورة لفظية توصل إلى الأذهان أن الرئيس أعطى إشارة تشغيل أول جسر في العاصمة، وأن الجسر الذي أقيم وسط حي شعبي، يربط العاصمة بأحد عواصم ولاياتنا الداخلية التي لا يوجد بها مطار، وبعض بلدان الجوار التي نرتبط بها من خلال حركة تجارية نشطة؛ منهم من وفق في رسم الصورة، ومنهم من كسرت ريشة قلمه أمام عظمة الصورة؛ وآخرون دفعتهم النزوات إلى محاولة أشبه ما تكون بإطفاء النور بالريق!
لا يستحق من يسفه هذا المشهد الرد، ولا يستحق من يعتبر إقامة تحويلة طرقية في حي شعبي بمثابة رسم دائرة خضراء وسط خرقة حمراء التعليق، ولن أهدر بنت شفة للنقاش مع من يعتقدون أن حي هؤلاء لا يستحق التزين بهذا الجسر!
إن تسمية الجسر بالتآزر تكفي للإجابة على المشككين حول مسألة اختيار الموقع، وأنها لم تكن مدروسة، والتأكيد أيضا على أن صاحب الفخامة ماض في مؤازرة المحتاجين والمتعففين.
أما صورة الرئيس ومقارنتها بصورة لرئيس بلد صديق أثناء تدشينه لجسر، فهذا حديث ممجوج وإسراف في إلقاء الكلم.
المهم أن أول جسر في العاصمة دُشّن، وأن جسورا ستقام في هذا العهد الميمون؛ وليتجاسر من شاء.
رمضانكم مبارك.
محمد ولد سيدي عبد الله