هل ستشهد موريتانيا وعد بلفورآخر تشرب بموجبه من الكأس التى شرب منها اشقاؤها فى فلسطين؟
إن الدلائل كل الدلائل تشير الى ان الأمور تتجه الى ذاك المنحى الخطير رغم نفي وزارة الداخلية لذلك ،
ذلك لأن رئيس الجمهورية وهو اكبر مسؤول فى الدولة صرح بوضوح بأن الأمر لم يعد عبورا للحدود وإنما اصبحت موريتانيا وجهة للمهاجرين، وهذا كلام واضح من رأس الهرم لايمكن نفيه الا من خلاله شخصيا وهذا مالم يحدث .
وما دام الشخص المسؤول عن حماية المواطنين وحماية الحوزة الترابية قد صرح بهذا نهارا جهارا فإن نفي اي جهة أخرى لا يعتد به مع احترامنا الكامل لها ما لم تثبت مغالطتها لنا.
إنه مما يبعث على الريبة والقلق الصمت المطبق من الرئيس الذى لم يكلف نفسه ان يوضح لمواطنيه ماعناه بقوله إن موريتانيا اصبحت وجهة للمهاجرين بدلا من انها كانت محطة عبور فقط رغم ما اثاره تصريحه ذاك من ضجة سياسية واعلامية واسعة النطاق عبر عنها بوضوح قادة احزاب عرفوا بوطنيتهم كما عبرت عن ذلك القلق وحذرت منه منظمات مجتمع مدنى واخرى حقوقية فضلا عن سياسيين ومثقفين مستقلين طالبوا بعدم التوقيع عليها بصيغتها الحالية محذرين من العواقب التى ستنجم عنها والتى تفوق كل فائدة متوخاة منها.
وقد زاد من رعب المواطنين ما تناقلته وسائل الإعلام الفرنسية من ان الإتفاقية تنص على توطين المهاجرين غير الشرعيين سواء القادمين من بلادهم او المهجرين من اروبا.
إننا نرى ان هذه الإتفاقية إن كانت تتضمن بندا للتوطين ستكون مقدمة لخلل التركيبة السكانية ستترتب عليه نفس الكارثة التى حلت بفلسطين التى جاءها اليهود كلاجئين – مثلا شمون بيريز رئيس وزراء الكيان السابق دخل فلسطين كعامل نظافة – ثم تحولوا الى عصابت قتل ونهب وتشريد بدعم نفس القوى الغربية التى تريدنا الآن ان نثق بها وتمنحنا فتاتا مقابل زرع قنبلة نووية موقوتة ستنفجر فينا فى اي لحظة ودون سابق إنذار.
إن الثقة برئيس الدولة وبالحكومة شيء والسكوت على كارثة محققة الوقوع شيء آخر…
إذا صح ان الإتفاقية تتضمن التوطين فإنها كارثة محققة، فإن كان الرئيس يدرك ذلك فتلك مصيبة وإن لم يكن يدركها فالمصيبة اعظم واشد واطم.
فى ضوء ما تقدم من اخطار تهدد كيان دولتنا وتهدد اركانها نظرا لهشاشتها وعدم قدرتها على استيعاب موجات المهاجرين الذين عجزت اروبا بخبراتها واجهزتها الأمنية وبأموالها الطائلة واراضيها الشاسعة ، فإننى اناشد رئيس الجمهورية ان لا يجعل من بلادنا فلسطين جديدة اوليبيريا أخرى.
كامل الإحترام والتقدير لرئيس الجمهورية…. وكامل الفزع والخوف
والقلق والحرص على ارضنا وكياننا ووحدتنا وحوزتنا الترابية.
مرة أخرى اناشد رئيسنا من باب الحرص على كياننا ان يتنبه جيدا للمخاطر التى ستترتب على توطين المهاجرين على اراضينا.
لا تغريكم الأموال التى ستكون سببا لإزالتكم اوازالة احفادكم من الوجود على اراضيكم، تلك الأراضى التى ضحى الأجداد من اجل تحريرها وبقائها حرة غير مدنسة.
إن هذه الإتفاقية اذا ماتم توقيعها بأي صيغة تتضمن بطريقة او بأخرى توطين الأمواج العاتية من المهاجرين ستكون طعنة فى الظهر لأولئك الذين ضحوا بانفسهم وجادوا بأرواحهم دفاعا عن هذا الوطن حتى تم تحريره ، كما انها ستكون خيانة للحاضرين والأكثر من ذلك خيانتها لأجيال المستقبل القادمين.
الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.