قراءة في الشراكة الموريتانية المغربية .. تجاوز التكتيكي إلى الإستراتيجي

يشهد التعاون بين موريتاتيا وجارتها الشمالية(المغرب) ، تطورا متصاعدا على مختلف الأصعدة الإجتماعية والإقتصادية والأمنية فى ظل علاقات دبلوماسية غاية فى القوة بلغت أوجها خلال الفترة الأخيرة .

لقد كشف اجتماع انواكشوط الأخير ، للجنة العسكرية المشتركة بين موريتانيا والمغرب ،رغبة قوية لدى الجارين في توسيع أفق التعاون الثنائي يتجاوز الجوانب التقليدية لمواجهة التحديات المعاصرة، مع التركيز بشكل خاص على مكافحة الإرهاب وأمن الحدود المشتركة.

تسريبات الإجتماع الذى شارك فيه كبار الضباط فى البلدين، أشارت إلى اتفاق الجانبين على ضرورة تعميق التعاون العسكري لمواجهة التحديات الأمنية بمنطقة الساحل التى تحولت خلال السنوات القليلة الماضية إلى رقعة شطرنج تُلعب عليها أطراف مختلفة ألعابا معقدة، إضافة إلى التهديدات العابرة للحدود الوطنية مثل الإرهاب وتهريب الأسلحة والجريمة المنظمة.

وحسب رأي بعض الخبراء المهتمين بالقضايا الأمنية فى منطقة الساحل وشمال وغرب أفريقيا ، فإن تجديد الشراكة التى يمكن وصفها الآن بالنسخة المطورة للتعاون بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية ، ليست مجرد اصطفاف تكتيكي بسيط، بل -حسب أولئك – نهج استراتيجي، يسعى إلى خلق مساحة من الاستقرار والتنمية في منطقة تقع على مفترق طرق بين اضطرابات منطقة الساحل. والآفاق الواعدة للمغرب العربي وشمال أفريقيا.

وتشكل استراتجية التعاون الأمني بين الجارتين فى رأي أولئك الخبراء، محورا أمنيا جديدا يمكن ان يكون ركيزة أساسية في البنية الأمنية الإقليمية.

Exit mobile version