الهروب من السجون ، ليس فشلا أمنيا ، لا ذريعا و لا حتى بسيطا .
كل سجون العالم تشهد يوميا هروب سجناء و تمرد سجناء و حرائق تشبه الانتحار الجماعي على يد نزلائها ..
لقد أصبح كل شيء في بلدنا مضخما و مسيسا و مقطوعا من التجربة البشرية بسبب تهافت الجَهَلَة و تطاول العامية على قضايا الوطن الكبرى ..
ما يحدث اليوم هو ما حدث قبل سنين و ما سيحدث بعد أخرى ككل عمل بشري و كما يحدث يوميا في العالم أجمع .
الضرب كل يوم على رؤوس السجناء و تعذيبهم و ترويعهم و وضع القيود في أياديهم و أرجلهم ، يمكن أن يحد من فرص هروبهم أو تمردهم لكنه لا يمكن أن يُبرَّرَ بالخوف مما يمكن أن يفكروا فيه..
أي سجناء يعيشون في زنزانات على امتداد عشرات السنين ، لا بد يوما أن تتاح لهم فرصة ، من النادر أن لا ينتهزوها . و هذا يحدث في العالم أجمع.
السجانون لا يمكن أن يُتهَّموا بالتفريط في حياتهم و ليس من الأخلاق و لا من الإنصاف أن نقلل أو نَسخرَ من عدم نباهتهم أو حذرهم ؛ لقد استشهدوا أبطالا تفانيا في أداء مهمتهم و يستحقون علينا كل احترام و تقدير .
الأمن لا ينظر إلى الأمور من زاوية ما تتخبطون فيه من تهويل مستهتر : إذا قبض على المجرمين لا يعتبرها بطولة و إذا لم يقبض عليهم لا يعتبرها فشلا ..
هذا عمل ميداني مستمر بلا انقطاع يحدث فيه كل شيء و عكسه . و البطولة فيه هي عمل السجانين اليومي حين يدخلون عُزَّلا في كل لحظة على قتلة مجرمين ، يمكن في كل لحظة أن يحدث منهم أي تصرف طائش ، لم تستطع أي دولة في العالم تفاديه بأي معجزة ..
وحدهم السجانون هم من يعرفون ما في مهمتهم من مخاطر . و اتهامهم بالتهاون بهذا الاستهتار إهانة لأرواحهم الطاهرة ..
هذه المجموعة لم تخرج من نواكشوط حتى الآن في تقديري و على الأرجح أنها لا تخطط للخروج منه قريبا . و هناك الآن حتما من يأويها و يتستر عليها و سيخرجهم الأمن حتما من جحورهم بمهاراته المشهودة . و على الأمن أن يمنح من يوفر لهم هذا الغطاء ، 24 ساعة فقط للتبليغ عنهم (بإعفائه من أي عقوبة مع مبلغ مالي و التستر على اسمه ) ، تفاديا لأي صدام قد يتسبب في فقد أرواح بريئة أخرى.
– بعد ذلك يجب أن تُصدر وزارة الداخلية بيانا شديد اللهجة و بأعلى درجات الجدية ، يحذر كل من يتعاون معهم أو يأويهم أو يتستر عليهم بعقوبة الإعدام ، كما تفعل كل الدول.
– يجب أن يساهم الجميع في البحث عنهم لأن الجميع معرضون للمخاطر ما لم يتم القبض عليهم..
ذلك هو واجب الجميع المقدس و هو الضمان الأكيد لمحاصرة هذه المجموعة الباغية و منعها من أي فرصة إفلات ..
حفظ الله موريتانيا
و جنة الفردوس لشهدائها