مدير الحروف الشيخ التيجاني عبود يكتب: انصافا للفريق مسقارو

في أوقات الحزن الداكن و لحظات الأسى الكبير يتداعى الشرفاء للتوحد و الاصطفاف ضد الظلم مستلهمين قيم التسامح و التعاطف ، تحكمهم الموعظة و المرحمة و التحنن ، و يسودهم الانكسار و يقودهم الضمير الجمعي المرتوي من انهار القيم و بحار الأخلاق ، يأنفون عن ذواتهم و يتحررون من سلطة الغرائز . يعيشون في جو من التعاون و التوادد و الصدق و المحبة يخطون في حياتهم سلوكا ملاكيا رائعا إلى أن ينقضي الوصب و تنقشع غمته .

لكن مألوف الحقير ان لا يتألم في ظرف كهذا ، و كيفما كان حجم المصاب و مقدار الألم فإنه لا سبيل للوجع الى قلبه ، و لا طريق لصحوة ضميره ، تراه يمرح و يلهو و يمارس هواياته المعتادة و ألاعيبه القذرة و كأنه في جزيرة بعيدة لا تحس بحالة الصمت و الاكتئاب السائد .

يتسلل ذلك المنحط من جحره ، يترقب اقتناص الفرص و يتلمظ لامتطاء صهوة لم ينخها ، و لا تنمى اليه ، ينظم الكتائب و يحرك الفيالق للكيد بخصومه ، مستغلا اندفاع و حمية أصحاب النوايا الحسنة لتسديد ضرباته و نفث الفرية و البهتان الذي لا ينقطع اصلا عن نشره و ترويجه .

لو لم يكن الفريق مسقارو بن اقويزي ناجحا على المستويات المهنية و الاجتماعية و الاخلاقية لما استهدفه الميانون ببطيطهم السافر ، و لما تلهف الحساد و الأفاكون للاطاحة بسمعته العالية ، فتلك سنتهم و لن تجد لسنة الله تبديلا ، لكن أهل الإخلاص و أرباب الأمانة لا يهزهم الخطل و الهراء ، و جولة الباطل لن تدوم أمام صولات الحق ، فالحقيقة ساطعة في السماء تبدد بأشعتها الحارقة كل غيمة مزيفة يتم نصبها للدفع بذوي القلوب البيضاء في معركة لا تعنيهم ، أما تجار التحريف و مقاولات الإفك و التبشيع فإنهم لن يظفروا إلا بالخيبة و الخسران كما كانو دوما ، و استحضر في هذا المقام قول الأعشى :
يـا نـاطــح الجـبــلَ العــالـي ليـَكـْلِمــَه
أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبل
كـنـاطـحٍ صـخـــرةً يـومــاً ليـوهـنهــا
فـلـم يَـضـرْهـا وأوهى قــرنـَه الوعــِلُ
 

بقلم / الشيخ التيجاني عبود

Exit mobile version