يحق لنا ان نفتخر بالقنصل العام فى جدة / مصطفي يحي بابه

في الحقيقة لم أكن لأكتب ولاقلمي كان سيطاوعني – لأنني ببساطة “أصلا مرزاح عن الكتابة بالعربية الفصحى أوْتگبظْ منِ ياسرْ منْ الوقْتْ ” لولا أنني استمعت الي تسجيلات صوتية مختلفة من افراد جاليتنا في السعودية تشيد في مجملها ، بالدور الاستثنائي الذي يقوم به سعادة القنصل ، في خدمة بلده ومواطنيه ، بشكل اثار غريزة الكتابة عندي ، واسال لعاب قلمي ، ووجهني رغما عني ( شعرن جلدي )
فهذه السيدة التي استمعت لها وهي تنشد – جدلا – هذه الابيات ، قد حلقت بي في سماء العز ، شامخ الانف رافع الرأس عاليا

وأن المقام اليوم إذ يستضيفكم &
لينشد اهلوه محبتكم لحنا. &
يحيون فيك الشهم والرجل الذي &
علي عهده أضحيي لدولتنا معني &
بأنك قربت الادارة منهم. &
وأصبحت منهم قاب قوسين أو ادنى &

لقد احسن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الاختيار ، بتعيين السياسي والنائب السابق لمقاطعة باركيول الاستاذ محمد ولد ببانة قنصلا عاما بجدة
وهو فعلا بهذه الخطوة قد اعطي القوس باريها ، واعطي اشارة الانطلاق ، لقبطان سفينة ماهر وعارف باتجاهات الريح ، وخبير في القيادة ، قد رضعها مهدا ، لا يغريه مد ولا يوقفه جزر ، يشخص الاوضاع بفكر السياسي المحنك ويفهمها انطلاقا من خلفية المحامي العارف ، اما تطبيقها فبنظرة الدبلوماسي المتمرس ، الذي يعرف تماما من اين وكيف تعالج الاوضاع ،وماهي الاوقات المناسبة لذالك ،،،!!
فقد نجح في مهمته نجاحا باهرا وقاد السفينة بامان ، وادي الامانة علي احسن وجه ، بشهادة الجميع .
منذ ان تولي سعادة القنصل العام الاستاذ محمد ولد ببانة التمثيل الدبلوماسي الموريتاني في المملكة العربية السعودية ، بدات اوضاع الموريتانيين تتغير الي الاحسن ، فقد اصبح للشناقطة وزن كبير ، وشان عظيم ، في البلد المضياف ، وتنفسو عبق الحرية والكرامة والكبرياء ، واصبحو محل احترام وتقدير ، وتبجيل واجلال واكبار ، من طرف الشعب وصناع القرار ، لايذل لهم جار ، ولايهان لديهم مستجير ، وازدهرت الدبلوماسية عموما واستعادت القها وقوتها ومكانتها المرموقة ، وما عاد بالمقدور تجاهلها ، ولامن الممكن ترك استشارتها ، وحجزت بالقطع مكانتها ، في المقاعد الامامية . واصبح الشنقيطي رقما صعبا في المعادلة الداخلية ، مرفوع الراس شامخ الانف يحترمه ويهابه الجميع .
واصبحت القنصلية ورشة عمل مفتوحة وخلية متواصلة تتابع بالتفصيل والتدقيق ، مشاكل ومعانات المواطنين ، وتبحث لها عن حلول لدي السلطات المعنية ، وفي سابقة من نوعها في تاريخ المملكة ، وجدت الفئات المهمشة والمحرومة والمرضي وكبار السن والضعفاء عناية خاصة وتم تشكيل لجان شبابية لمعرفة احوالهم وتوزيع مبالغ مالية دورية عليهم .
اما المجموعات الاخري الاكثر اهمية بالنسبة للقنصل والتي حظيت بالدعم الاهم والاكبر ، حيث يزورها القنصل علي الدوام ويلبي ما امكن من احتياجاتها ، واستفادت من كافة التسهيلات ، ومن انواع الدعم المختلفة ، بمافي ذالك توزيع المبالغ النقدية المباشرة فهي : مرضي الفشل الكلوي ، مرضي السكري ، مرضي السرطان ، مرضي الضغط ، هذا بالاضافة الي سياسة الباب المفتوح بالنسبة لجميع المواطنين التي انتهجها سعادته والاستماع والانصات للجميع بدون تمييز .
هذا بشهادة افراد الجالية هناك
وفي الاخير فقد لاحظ المراقبون والمتتتبعون للشان العام داخل الوطن وخارجه استراتيجية واضحة وديناميكية سريعة ، لاعادة بناء مجد الشناقطة وترميم ما افسدته السنوات الخوالي ، فقد قام سعادة القنصل بنسج علاقات متميزة وطيبة مع هيئات المجتمع المدني ، من مجموعات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وازنة وهامة ، علي مستوي المملكة ، ساهمت ايضا في التعريف ببلادنا بصورة ممتازة ، واعطاء الصورة اللائقة ببلد المليون شاعر ، بلد العلم والعلماء ، بلاد المنارة والرباط ، ولاشك ان السعوديون اعجبوا بادارة الرجل للملف ، وهو الشيء الذي يظهر بوضوح في الاستقبالات الجماهيرية والنخبوية التي نراها من حين لاخر ، كتعبير عن الثقة العالية والاحترام والتقدير ، لشخص القنصل ، وللشعب الموريتاني عموما ، لاول مرة في تاريخ البلد نري احتفالات بهذ الحجم كما وكيفا تنظم علي شرف رئيس بعثة دبلوماسية ، داخل الدولة المضيفة ، وقد شرفنا هذا كثيرا , خصوصا وان المستقبلين نخبة النخبة ،
يحق لنا كموريتانيين ان نفتخر بهذ التمثيل المشرف والاداء المتميز الذي قدمه القنصل العام ، وهو بالمناسبة ليس استثناء ، فأيام كان نائبا لمقاطعة باركيول شهدت نهضة شاملة ، وقفزة نوعية في مختلف المجالات ، الطرق ،،،،!! المياه ،،!! الكهرباء ،،!!! البني التحتية ،،،،!! المستشفيات ،،!! السدود ،،،!! المدارس والثانويات والا عداديات ، اصف الي ذالك المكانة المحترمة التي حظيت بها المقاطعة علي المستوي الوطني ، والتمثيل المشرف داخل قبة البرلمان ، والصورة النمطية الناصعة ، التي صارت لدي الدولة والمجتمع عن المقاطعة ، وكانت تلك الفترة فترة ذهبية ، علي الساكنة يتذكرونها باستمرار ، وبمرارة احيانا كلما أحسوا بتهميش ، أو إقصاء ، أو كلما لاحظو تقصيرا من الجهات المعنية ، أو تقاعسا عن أداء الواجب
وهم ينشدون :
سيذكرني قومي إذا جد جدهم &
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدور &
الزيارات العادية التي يقوم بها سعادة القنصل سنويا لموريتانيا ، فهي فرصة لسكان باركيول ، يحرصون فيها علي تجديد العهود وتوثيق الروابط مع من يرون فيه حاضرا ومستقبلا لمقاطعتهم ، والزيارة الاخيرة شاهد علي ذالك حيث عم الفرح ربوع المقاطعة ، واستقبله السكان استقبال الزعماء ، بالهتافات الداعمة ، والزغاريد والاهازيج والاناشيد وهم يرددون :

عهدناك تأتينا لتعرف حالنا &
وترشدنا مهما التقينا فأرشدنا &
وقدنا فإنا لانريد سياسة سوي &
ما ألفنا فيك من رشد قدنا &
فنحن الأولي كنا حمات عهودكم &
وعن ذالك النهج الذي كان ماحدنا

الايام الاخيرة كانت شاهدة علي بصمة مهمة ، من بصمات القنصل التي ستكون خالدة ، ومحفورة في الذاكرة الجماعية للسكان ، وستبقي عصية علي النسيان ، وهي انشاء جوائز للمتفوقين في الدراسة علي مستوي المقاطعة تشجيعا منه علي العلم والتعلم بوصفه الركيزة الاساسية ، والدافع الاهم ، لعجلة التنمية و التقدم والازهار

عاشت موريتانيا
عاش باني نهضة المقاطعة
باني مجدنا الحديث في بلاد الحرمين

بقلم: مصطفي يحي بابه

Exit mobile version