طريق السقوط / د محمد الأمين شريف أحمد

خبر منسوب لموقع زهرة شنقيط
أكواخ محمولة لسلب القطع الخصوصية بتفرغ زينه (بعد حراس المنازل هل دخل الأئمة على خط “الكزرة” بتفرغ زينه؟)

تعليق:
إن طرق التحايل و الحصول على أراضي الدولة، تنوعت و تعددت، و إختلط فيها العامل الديني بالعامل الدنيوي… كل الوسائل حلال في سبيل الحصول على القطع الأرضية بطرق غير قانونية (الكزرة)، فهذا الحارس الذي من خلال منظره تدرك مدى الْعَوَزِ الذي هو فيه، إحتل ما شاء من المساحات العمومية، و إعتدى على القطع المملوك للخواص، و وزع فيها أَعْرِشَة و أكواخ بطريقة بدائية في مقاطعة تفرغ زينة و هي وَاسِطَةُ عقد عاصمتنا ( نواكشوط )، وهذا السمسار و ذاك التاجر و تلك السيدة… و كل من يملك ما يُمَكِّنه من بناء بيت أو نصف بيت، يعمد هو الآخر إلى أطراف العاصمة و خاصة حدود مقاطعة تفرغ زينة المفتوحة ( طريق نواذيبو مثلا )، و يبني ما إستطاع من بيوت و أنصاف البيوت و الحِيَّطِ، لا يهمه إحترام الملكية الخاصة و لا الملكية العامة، المهم أن يحتل ما أمكن، و يبدأ في تسويقه و الترويج له و بهذه الكزرة يدخل السوق العقاري و يحصل على المال و يمتهن هذه النشاط لما يدر من ثورة هائلة.
لم يسلم من هذه المِهنة التي توفر دخلا معتبرا دون مخاطرة كبيرة، من هُم غُدوتُنا و أَئِمَّتُنا، فقد ركبوا مطية الدين و بناء المساجد و المحاظر، لإحتلال الساحات العامومية في جميع مقاطعات البلد و بخاصة العاصمة نواكشوط.
شعب: فقيره يستخدم فقره وسيلة للكزرة، و جميع أفراده القادرين على بناء أي لَبٍنَةً يعمدون إلى نَصْبِها في أراضي عمومية أو خصوصية، و أئمته يتنافسون على أغتصاب هذه الأملاك العمومية أو الخصوصية، شعب هذه أفعاله أيمكن أن تكون له عاصمة بمواصفات عواصم العالم المتحضِّر؟؟؟

هذا طريق السقوط بحق، إن لم نتدارك الأمر، ونحن نعيش واقع تتجه فيه الأمم إلى ولوج المدن الذكية، التي تتمتع بكل مقومات الحياة الصحية و تحافظ على البيئة و تتمتع بجميع وسائل الراحة.
لا سبيل الإلتحاق بالركب الحضاري إلا من خلال:
١- قيام الحكومة بدورها كاملا، و المتمثل في إعتماد سياسة عقارية واضحة، من خلالها تحدد الطرق التي تُمكن المواطن من الحصول على مبتغاه من المجال العقاري، ومن ناحية أخرى تفعيل قوانين التزوير و الإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وعدم التساهل، حتى يعلم الجميع أن اللجوء إلى أساليب الكزرة والتزوير صاحبه محل متابعة قضائية، وسينال جزاءه؛
٢- العمل على توعية جميع طبقات المجتمع بأهمية القلوع عن أساليب التقري الفوضوي، و المتاجرة بعائد سرقة الأراضي العمومية؛
٣- الرجوع إلى المعاني الصادقة للإيمان، و الخوف من أن نكون مع الذين سعوا لبناء مساجد ضِرَارْ، أو أن نكون من الذين سيطوقون بسبع أراضين يوم القيامة؛
٤- أن يتصدر أئمتنا الورعين و علمائنا العاملين، بيان للناس معنى تعمير الأرض الذي أمر به ربنا، و ما يترتب من الثواب على القيام بهذا الأمر يوم العرض الأكبر.

د محمد الأمين شريف أحمد.

Exit mobile version