في الليلة قبل رحيله وكأنه يودعني، يعبر لي بإستحياء عن آثار الوعكة التي ألمت به والتي يختصرها في مجموعة من ( الحمم: حمة الضنك ، وحمة الملاريا، وحمة التهاب العمود الفقري) ،بأنه يجب على القائد أن يظل متسلحا بالمعنويات والهمة العالية إلى آخر اللحظات ،فيظل شامخا متماسكا كالنخلة، فالمعنويات هي العقيدة التي يجب أن يعيش بها ويرحل ، فكان ذلك آخر درس نتلقاه من محرابه الفياض الذي ألفته خمسة وثلاثون سنة في كل ساعة منها نحس بأنها ساعة البداية لقوة الرمزية والدلالة لجرعاتها .