استنفار دولي بعد اكتشاف متحور جديد لكورونا والصحة العالمية تحذر

أثار انتشار المتحوّر الجديد من فيروس كورونا والذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم “أوميكرون”، مخاوف العديد من الدول واستنفارها نحو اتخاذ إجراءات جديدة في محاولة منها لتفادي مخاطر تفشّيه.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن المتحور الجديد الذي رُصد أول مرة في جنوب إفريقيا أصبح مُقلقاً للغاية بسبب احتوائه على عدد كبير من الطفرات، محذرة أن هذه النسخة تحمل ضعف عدد التحورات في السلالة “دلتا”.

خطورته

كما يحتوي المتحوّر الجديد على “بروتين سبايك” المختلف كلياً عن البروتين الموجود في الفيروس التاجي الأصلي الذي صُممت لقاحات كوفيد-19 لمقاومته، ويحتوي على 32 طفرة، ما يجعل رؤيته صعبة لدى الخلايا المناعية ويمكنه بذلك تفادي المناعة البشرية بسهولة وبالتالي انتشاره بسرعة بين الناس.

من ناحيتها أعلنت مفوضية الصحة الأوروبية أمس أن خطر انتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا مرتفع جداً، مؤكدة أنه تم تسجيل أول إصابة بهذه السلالة في بوتسوانا لدى مواطن من جنوب إفريقيا، حيث تم رصد العدد الأكبر من المرضى بها ويبلغ نحو 80 مصاباً.

محاولات علاجه

يتوقع مسؤولو الصحة في بريطانيا أن الأمر سيستغرق عدة أسابيع قبل أن تكون هناك بيانات معملية جيدة حول كيفية مقاومة الاستجابة المناعية للفيروس، مضيفين أن هناك عدة أسابيع وربما أشهر قبل أن يتمكن العلماء من الحكم على آثاره على أرض الواقع.

متحورات سابقة 

وذكرت صحيفة التايمز أن العلماء اكتشفوا سلالة (دلتا) في بريطانيا مطلع العام الجاري، وفي أواخر آذار تم الكشف عن وجود سلالة جديدة من الفيروس في الهند وصفت بأنها “مزدوجة الطفرة” حيث أطلق عليها “دلتا بلاس” وتسبّبت في انتشار الفيروس بصورة أسرع بكثير، وأصبحت مسؤولة عن الموجات المتتالية من الوباء في الهند وأوروبا وحول العالم.

وبيّنت أن الطفرات المفاجئة التي حدثت للفيروسات تسمح لها بالتكيف وتجعلها أكثر فتكاً وقدرة على مراوغة المناعة الطبيعية واللقاحات، وبالتالي يعتقد الخبراء أن “أوميكرون” هي النسخة الأكثر شراسة من كورونا التي يجب مواجهتها الآن.

استنفار وقرارات حظر

وقررت عشرات الدول حظر الرحلات الجوية والبرية والبحرية من عدة دول إفريقية بينها جنوب إفريقيا على خلفية اكتشاف متحوّر أوميكرون، في حين قالت منظمة الصحة العالمية إنها لا تنصح الدول راهناً بفرض قيود على السفر بسبب المتحور الجديد لكورونا، في ظل غياب الفهم المحدد لمستوى انتقاله وشدة عدواه.

وعلقت أمريكا وأوروبا ودول عربية الرحلات إلى بلدان إفريقية شملت جنوب إفريقيا وناميبيا وزيمبابوي وبوتسوانا وليسوتو وإيسواتيني وموزمبيق، وسط انتقاد كبير من جنوب إفريقيا، حيث قال وزير صحتها إن قرارات الدول بفرض قيود على السفر إلى بلاده غير مبررة، مؤكداً أنها تناقض أعراف ومعايير منظمة الصحة العالمية. 

وكانت السلطات في جنوب إفريقيا أعلنت في 23 تشرين الثاني الحالي عثورها على عينات بها عدد كبير من الطفرات المقلقة من فيروس كورونا الجديد، معلنة حالة الاستنفار القصوى في البلاد.

وكالات

Exit mobile version