تابعت مثل العديد من متابعي الشأن العام السياسي في موريتانيا ومحيطها الجغرافي حلقة البارحة من برنامج حوار فرانس France 24 ، والتي استضاف عبرها الصحفي القدير/ حكيم بالطيفه ، معالي وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان ، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الموريتانية، المبدع فكرياً والمفوه تعبيرا والمتمكن لغوياٍ، الدكتور/ المختار ولد داهي،
وقد اختار الصحفي حكيم مواضيع النقاش بعناية أقل صفة أصفها بها فرط حساسية المواضيع حيث شكلت الحلقة هاجساً لكل متابع يشبه (Dirty Swamp المستنقع القذر)،
وكم تمنيت شخصياً أن يستضاف معاليه في مواضيع بهذه الدرجة من الحساسية وإثارة الاهتمام العربي والعالمي، خصوصاً وهو على جناح سفر وليس مرد أمنيتي محبة التحدي ولا الإيمان بأن (من يتهيب صعود الجبال – يبقى مدى الدهر بين الحفر) بل قطع الشك في المقدرات والممكنات الشخصية لمعاليه باليقين، إذ أني موقن رغم ثقافة معالي الوزير الفرنسية وخلفيته الثقافية بحكم كون دراسته الجامعية والعليا كانت باللغة الفرنسية وبجامعات فرنسا، إلا أنه بكل إتقان وثقة برهن بجلاء على أن قول (أبي الطيب المتنبي)،
(أنامُ ملئ عيني عن شواردها – ويسهر القوم جرّاها ويختصمُ)
منطبق على معاليه في احتوائه الموضوع بشمولية وتحكمه في أبعاده الثلاثية وحلقاته المترابطة بكل راحة وإقناع فارضاً منطقه واحترامه على الصحفي ، تاركاً لسان حاله يقول: يا وزير (زدني من حديثك أنه حديث مقنع كله وعجيب، مكتفياً من الردود بابتسامة عريضة تدل على الرضا والتفهم، وهو خير العارفين بالموضوع،
وفي إطلالة واثقة بمافيها ومالديها، أجاب معاليه بإجابات المحنك المتمكن من ناصية الفكرة والمتسلح بطواعية العبارة، ومن يستمع ويستمتع برده في شأن قانون حماية الرموز الذى وصفه> أنه نزل ليحمي الحريات من شطط الحريات، ذكرنا بأدب الدكتور طه حسين رحمه الله ، في حديث الأربعاء، وفي قصص لأدب القديم بمن يستعيذ من ذات الشيئ بذاته،
وقول المحامي (جاك فيرجاس) إن العدالة أحياناً تبحث عن العدالة، وقول الدكتور أحمد البغدادي رحمه الله إن التطرف ظلم لكل منهج يبتلى به.
فكل الشكر لمعالي/ الوزير على تمثيلنا خير تمثيل، وكم نحن فخورين بقامة سياسية وثقافية مثل الوزير / المختار داهي،وأختم بقول الأعرابية لعمر بن الخطاب لأنت أحق بها من عمر.
د/السالم اتلاميد مقيم في ابوظبي