خاص الحروف الثائرة : أدى رئيس الجمهورية مابين 20 ـ 27 ابريل زيارة تفقد واطلاع لولايتي لعصابة وكوركول ، وقد شملت الزيارة تفقد منشآت وبنى تحتية قائمة ، كما شملت تدشين ووضع حجر الأساس لبنى تحتية أخرى بينها مدارس ومستشفيات وطرق ومنشآت عملاقة كمشروع آفطوط الشرقي بسد فم لكليته بولاية كوركول.
وكانت بداية الزيارة من ولاية لعصابة التي تشكل خارطة مصغرة للجمهورية الإسلامية الموريتانية كما يعرفها كثير من المتابعون والمهتمون بدرسات ديموغرافيا السكان.
كيفة : حشد للزيارة وفشل في التنظيم
بدأ الحشد والاصطفاف لزيارة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لولاية لعصابة في وقت ليس باليسير قبل الزيارة ويقول متابعون إن الحشد القبلي أثر بشكل كبير على الزيارة خاصة في يومها الأول الذي كان له ما بعده ، وقد كان كل شيء على ما يرام بيد أن لحظة وصول رئيس الجمهورية إلى مطار مدينة كيفة عاصمة الولاية والفوضى التي شهدها التنظيم أثرت بشكل كبير على الزيارة الرئاسية خاصة في يومها الأول وبالتحديد في مدينة كيفة.
كرو : تنظيم محكم وتجاوز للخلافات
في اليوم الثاني تحرك الموكب الرئاسي نحو مدينة كرو التي تناسى أهلها خلافاتهم كما يقول مراقبون وساهموا في إنجاح الزيارة ليس في مقاطعتهم فحسب وإنما في مقاطعات الولاية الأخرى ، كان التنظيم جيدا والصور المكبرة لرئيس الجمهورية مرفوعة عبر الشوارع كما كانت المطالب حاضرة ، خاصة عند المستشفى حيث انتقد سكان المدينة الطاقم المشرف على المستشفى وطريقة معاملته للسكان.
في باقي المحطات كان توفير المياه وفك العزلة الشعار الأبرز
الموكب الرئاسي تحرك إلى كامور حيث تفقد جسر كامور ومدى تقدم الأشغال فيه قبل أن يتوجه إلى الغايرة لتدشين طريق الغايرة ـ باركيول والتوجه إلى باركيول حيث كانت الإستقبال الشعبي والتنظيم قريبا منه في مقاطعة كرو وقد كانت محطة لعويسي هي الأخرى كباركيول وكانت مطالب السكان الملحة والبادية للعيان هي مشكلة ندرة المياه وشحها في بعض المناطق خاصة في فصل الصيف الذي تشتد وطأته حاليا ورفعت خلال الاستقبالات الجماهيرية لرئيس الجمهورية مطالب بتوفير المياه وفك العزلة وتوظيف الشباب ودعم التعاونيات الزراعية .
بعد ذلك حلق رئيس الجمهورية وحط رحاله في مدينة بوامديد أقصى الشمال من ولاية لعصابة وهي مدينة وادعة هادئة بين كثبان رملية وأودية مغبرة يصعب الوصول إليها وقد تفقد رئيس الجمهورية كما في محطاته السالفة واللاحقة لها كلا من المدرسة والمستشفى وبعدها توجه إلى منزل رفيق دربه وقائد جيوشه منزل ولد الغزواني الذي بات فيه تلك الليلة وصبيحة اليوم الموالي غادر بالهولكوبتر إلى سد الدحارة ومنه تفقد كذلك سد بروده وما ينتجه المزارعون هناك من حبوب.
بعد ذلك توجه رئيس الجمهورية إلى مركز هامد الإداري ومنه توجه إلى كنكوصة آخر محطة له في زيارته لولاية لعصابة ، كما كانت آخر محطة له في زيارته للحوضين ، وقد تفقد الطريق بينها وكيفة ، كما زار عددا من المشاريع والبنى التحتية المقامة بالمدينة.
بوابة كوركول ، كيهيدي استقبال كبير للرئيس وحضور باهت للأطر
صباح الجمعة 24 ابريل حطت الطائرة الرئاسية بمطار كيهيدي عاصمة ولاية كوركول وكان الإستقبال الشعبي كبيرا إلا أن متابعين لاحظوا حضورا باهتا لأطر الولاية وثمة نواب من الولاية حضروا إلى المطار بعد وصول رئيس الجمهورية ، وقد تجول الرئيس في معظم أرجاء المدينة وزار منشآت وبنى تحتية لم تكن مبرمجة أصلا في الزيارة كما قام بتدشين طرق وبنى تحتية بالمدينة بينها مدرسة تكوين المعلمين بالمدينة.
اليوم الموالي كان الموكب الرئاسي متوجه إلى توفندي سيفى حيث الوزيرة كمبا با وكان الإستقبال الشعبي كبيرا بالمدينة التي يطالب أهلها بفك العزلة ومساعدة المزارعين والتعاونيات الزراعية ومثلها في ذلك سكان مقامه .
مركز لكصيبة الإداري تمييز عرقي على شفا الإنفجار
في لكصيبة المحطة الثالثة من زيارة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لولاية كوركول تجول الرئيس بين المدرسة والإعدادية حديثة النشأ وكان لافتا حديث عدد من السكان عن التمييز الممارس ضدهم في المركز من لدن السلطات القائمة هناك حيث يمنعون الماء عن أحياء من المدينة ويحاصرون من يقوم بأعمال بناء بحجة أن المخطط العمراني للمدينة لا يسمح بذلك ، وقد استمع رئيس الجمهورية إلى ممثلين عن السكان الذين يصفون أنفسهم بالمضطهدين في أوطانهم ، كما زار المستشفى الذي يصفه السكان بالخرب.
قديما قيل : جاور الماء تعطشي وذلك شعار سكان فم لكليتة
المحطة الموالية من الزيارة الرئاسية كانت سد فم لكليتة الذي يوجد به مشروع آفطوط الشرقي العملاق لتزويد ولايتي كوركول ولعصابة وأجزاء من كيدي ماغا بالماء الشروب واللافت أن سكان القرى القريبة من السد كانوا يستقبلون رئيس الجمهورية بشعارات تطالب بتوفير الماء ورفع بعضهم براميل صغيرة فارغة دلالة على العطش ، وقد دشن رئيس الجمهورية مشروع آفطوط الشرقي ، كما زار في المنطقة ذاتها تجمعا حضريا قيد النشأ ومشروعا لإنتاج السكر وآخر للاستصلاح الزراعي قبل أن يتوجه إلى امبود التي استقبله أهلها بحفاوة ، وقد زار رئيس الجمهورية في مدينة امبود السد الرملي الذي تم بناؤه بعد فيضانات امبود السنة الماضية ، كما زار عددا من المنشآت بينها منشئة للصيد القاري.
وختم ولد عبد العزيز زيارته لغورغول من مونغل حيث تفقد عددا من المشاريع والبنى التحتية بالمدينة بينها مدارس ومستوصف وسدود.