تأبين للمرحوم محمد المصطفى القرشي
( من المومنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم
ولد المرحوم محمد المصطفى القرشي سنة 1960 فى مقاطعة بتلميت حيث نشأ وترعر في بئة اجتماعية تنتهج وتقدر التعليم المحظري وهو مادفع بالمرحوم إلي التوجه إلى هذا التعليم لينهل من معينه في بداية مشواره في الحياة فنمت اخلاقه وتربت من مزيج مأخوذ من مصدرين نقيين وهما تعليمه المحظري وتربية والده المرحوم سيد محمد القرشي الذي عرف بدماثة الخلق والكرم ونقاء المعتقد، فتولدت لدى المرحوم من هذا المزيج استقامة فطرية وكرم حاتمي وتعلق موروث بكل سبل الخير ، وبعد أن اشتد ساعده هاجر مبكرا فكانت أول وجهة له هي السنغال وليبيا ليستقر به المقام في المملكة المغربية وفيها مارس مهنة التجارة وأوجد لنفسه فيها موطأ قدم راسخة ويدا طولي ساهمت في علاج المرضى المحتاجين والطلاب المغتربين وكل عابرى السبيل،وظل على هذا الحال إلى أن تنقل إلى وطنه موريتانيا أواخر التسعينات . وكان فيها قبلة لكل محتاج فلم تشغله اعماله ولا استثماراته عن الاستثمار في اعمال البر والاحسان إلى الآخرين على اختلاف روابطه بهم ومن ذلك على سبيل المثال مساعدته للكثير من الأشخاص الذين أصيبوا بكوارث مالية مثل حرق حانوت أحدهم أو إصابته بإفلاس ففي مثل هذه الحالات تتدخل يد الإحسان للمرحوم محمد المصطفي وتقدم الدعم والقروض الميسرة إلى أن يتعافي الشخص المستهدف والشواهد على ذلك حية ،
كما عرف المرحوم بإحاطة كل أعمال البر التى يقوم بها بغطاء سميك من السرية ومما تم اكتشافه أنه كان يساهم بشكل دائم في التمويل السنوي لبعض معاهد تعليم القرآن الكريم وتمويل بعض المحاظر وإعانة طلابها وبعض أئمة المساجد في نواكشوط وخارجها ، كما أنه كان يخصص نسبة معينة من رأس ماله للصدقات بمختلف انواعها وعندما حضرته الوفاة أوصى ورثته بعدم توقيف تلك النسبة ، كما أنه كان حريصا كل الحرص على نقاء مملتكاته وعدم إشابتها بأي شائبة أوشبهة وهو مادفعه إلى عدم فتح أي حساب شخصي وعدم أخذه لأي قرض من طرف البنوك التجارية ، كل هذا من دون الامتيازات والفضائل التى كان يخص بها أرحامه من أيتام وأرامل ومحتاجين. وقد كان شديد الحرص على إخراج الزكاة فى وقتها وصرفها فورا لمستحقيها، وقد عرف الفقيد بتعلقه الشديد بالحرمين الشريفين منا دفعه للحصول على إقامة دائمة بالمملكة العربية السعودية بغية التمكن من القيام بفريضة الحج بشكل شبه سنوي.
رحم الله فقيد المودة والصدق وكل خصال الفضل وصدق القائل بأن الطيبون يرحلون بسرعة
والله الموفق للصواب