لماذا هذه الحملة المسعورة الموجهة ضد الناها بنت مكناس ؟

لاشك ان هذه المرأة النبيلة النظيفة الناه بنت حمدى ولد مكناس، التى لم تطالها سجلات محكمة الحسابات ، ولم تشملها ملفات العشرية ، ولم تخضع لاستجواب اللجنة البرلمانية، ولم تَمْثُل امام مفوضية مكافحة الفساد ، ولم تدخل بابا من ابواب النيابة العامة ولا ديوانا من دواوين قضاة التحقيق ، قد دفعت ثمن نزاهتها وعفَّتِها عن اكل المال العام ونجاحها غاليا.
إذ طالتها سهام الغدر والحسد والحقد والكراهية والغيرة التى اعمت بصائر العديد من رواد التواصل ومن يقفون وراءهم لتلطيخ سمعتها وتشويه صورتها سعيا منهم على مايبدو للتساوى فى الفضائح الناتجة عن اكل المال العام وسرقته والإثراء السريع على حساب ملايين الفقراء من المواطنين.
إن هذه المرأة التى تولت العديد من الوظائف الوزارية وخرجت منها بيضاء ناصعة – كما خرج اللبن ابيضا ناصعا من بين فرث لبنا خالصا صائغا للشاربين – مرفوعة الرأس نظيفة اليد سليمة العرض والجاه كخروجها نظيفة اليد من اكل المال العام فى السفارات التى تولت تمثيل بلادنا من خلالها ، لاتستحق هذه الحملة المسعورة التى وجهت لها ، وإنما تستحق ان تشجع على نزاهتها وعفتها وقناعتها لتشيع ثقافة النزاهة والإستقامة والموظف المثالى ووضع الشخص المناسب فى المكان المناسب ، بل إنها تستحق اكثر من ذلك وابعد رمزية ، وهو مطالبتها بالترشح فى الإنتخابات الرئاسية القادمة.
الم يكن شغلنا الشاغل هو البحث عن رئيس امين غير فاسد لايكون همه الإستحواذ على مقدرات الشعب وتحويلها لحسابه الخاص وماتبقى عنه يكون من نصيب افراد اسرته وقبيلته وزبانيته؟
الم تكن تجربة هذه السيدة الغنية بالنزاهة والقناعة والشهامة حافزا على التفكير – ولو من باب التمنى والترجى – بهكذا مشروع سياسيى؟
لماذا نطالب كل من اثبت جدارته ونزاهته وتعففه عن اكل المال العام والسرقة بالرحيل؟ ونطالب فى الوقت ذاته المفسدين بالبقاء ونبارك تدويرهم من وزارة الى اخرى؟ ومن إدارة الى اخرى ؟ وهم الذين عاثوا فى الأرض فسادا وتفوح منهم روائح نتنة مصدرها السمك والحديد والنحاس والذهب والفضة والسكر والملح والزراعة والأغذية البشرية والحيوانية والأدوية الفاسدة ، فضلا عن القبلية والمحسوبية والزبانية.
إنه الظلم بعينه والكيل بمكيالين الذَيْنِ لايستفيد منهما سوى اباطرة الفساد والمفسدين الذين افلسوا خزينة الدولة ووضعوا شعبها فى دوامة الفقر والجهل والبؤس والتخلف بسياساتهم الرعناء الفاسدة التى اتت على الأخضر واليابس رغم شعاراتهم الفارغة لمكافحة الفساد والمفسدين.
الدكتور محمد سيدى محمد المهدى.

Exit mobile version