فرضت جائحة “كوفيد-19” تحديات جمة على شركات الرعاية الصحية في جميع أنحاء المنطقة. فبينما تعمل المستشفيات بأقصى قدرتها لإدارة حالات فيروس “كورونا” وحالات الطوارئ في هذه الأوقات غير المسبوقة، تم إيقاف العلاج أو تقليصه خلال فترات الإغلاق العام في العديد من العيادات التخصصية، مثل الجراحة التجميلية، وطب الأسنان، والأمراض الجلدية التجميلية، وطب العيون، وهو ما تسبب في خسائر مالية لهذه الشركات وللعاملين في هذا القطاع بشكل عام.
ووفقاً لكاران ريخي، الرئيس التنفيذي لشركة فورتي للرعاية الصحية ، وهي شركة استشارية رائدة، فإن مجموعات الرعاية الصحية كانت أكثر مرونة للتعامل مع الوضع مقارنة من العيادات الصغيرة المستقلة بحد ذاتها، حيث استفادت مجموعات الرعاية الصحية المتوسطة والكبيرة الحجم من هيكلتها التنظيمية وتمكنت من خفض التكاليف لأنها كانت قادرة على استبدال موظفيها، والتناوب في العمل، وإجراء التغييرات المناسبة بسرعة داخل منشآتها لاستيعاب هذه التطورات، فيما أُجبرت كثير من العيادات المستقلة على إيقاف عملياتها بالكامل، مع استمرار بعضها في إدارة حالات الإصابة بالفيروس، تماشياً مع توجيهات السلطات الصحية.
وتقدم شركة فورتي العديد من الخدمات للراغبين بالاستثمار في قطاع الرعاية الصحية، وإنشاء شركة متخصصة في هذا المجال، بدءاً من أساسيات التخطيط الاستراتيجي للأعمال، وعمليات البحث والتملك، وإدارة العمليات، إلى الإجراءات المتعلّقة بالرعاية الصحية مثل تخطيط المعدات، وإدارة الرعاية الصحية، وإعدادات الأعمال. وتتوقع الشركة أن تشهد الأشهر الثمانية عشرة القادمة تحولات كبيرة في هذا المجال، ولذلك تنصح المستثمرين بضرورة التوجه نحو الشركات التي تمتلك فروعاً كثيرة كمجموعات الرعاية الصحية.
وعلى مدى عقدين من الزمن، قدمت فورتي للرعاية الصحية خدمات استشارية لأكثر من 116 شركة ناشئة.
وقال ريخي: “نظرًا للاستثمارات المالية الضخمة التي تمت قبل جائحة “كوفيد-19″، تراكمت فوائد القروض على العديد من عيادات الرعاية الصحية، ما تركها أمام خيارات قليلة لتعويض الخسائر. وكان الإغلاق العام الذي فرض في بداية انتشار الجائحة مؤلمًا للعديد من القطاعات، وكانت الرعاية الصحية بلا شك واحدة من القطاعات التي تعرضت إلى ضغوطات كبيرة، ولكن رغم ذلك، تمكنت شركات الرعاية الصحية من الانتعاش في بعض الجوانب، وكان هناك أيضًا العديد من اللاعبين الجدد في المستشفيات والعيادات، ومعظمهم من المستثمرين والمشغلين الدوليين”.
وأضاف: “شهدت المستشفيات المركزية وسلاسل الرعاية الصحية ارتفاعًا في كفاءة عملها وخدماتها وتحسناً في مواردها المالية، حيث أعادت الشركات تنظيم نفسها للتكيّف مع المتغيّرات. بالإضافة إلى ذلك، احتلت الاستشارات الصحية المقدمة عبر الهاتف والإنترنت مكان الصدارة في خدمات الرعاية الصحية، ما أفاد كلاً من المرضى والشركات”.
بعد فترة الإغلاق، عانت العيادات الخارجية من تراكم العمليات الجراحية اليومية المتأخرة. ولكن ريخي، وفريقه، متفائلون بأن خطط إحياء العيادات الصغيرة بعد انتهاء الجائحة ستنجح في تمكينها من العمل مجدداً. وأشار إلى ضرورة دمج العيادات الصغيرة وعيادات جراحات اليوم الواحد في مستشفيات أكبر، حيث ستسهم هذه الخطوة في تمكين شركات الرعاية الصحية الكبيرة من تحقيق داخل إضافي، فيما ستستفيد العيادات الصغيرة من التسهيلات التي توفرها هذه الشركات لتقديم خدماتها بشكل طبيعي، مضيفاً أن افتتاح المزيد من منشآت الرعاية الصحية الكبيرة، سيتسبب في خسائر سنوية للعيادة الصغيرة المستقلة إذا اختارت عدم الاندماج.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتنوع فيه خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء المنطقة على نطاق واسع، وفي حين أن بعض البلدان تستمتع بالمراكز والمرافق ذات المستوى العالمي، فإن البعض الآخر منها يفتقر إلى الرعاية الأساسية طويلة الأجل. ومن خلال الاستفادة من المواهب المهنية والخبرات التي لا غنى عنها، تهدف شركة فورتي إلى توحيد المشهد العالمي لصناعة الرعاية الصحية ككل، ما يسمح بنهج أكثر فاعلية وقوة للإدارة الصحية.