الرباط المعاكس / بقلم محمد فال طالبنا

للرباط أثر كبير في وجدان ساكنة الصحراء خصوصا والغرب الإفريقي عمومًا ، لما تحفظه الذاكرة من آثار الفقيه المصلح عبد الله بن ياسين الجزولي
باعتباره المؤسس الثاني للحضارة الإسلامية ، والمجدد لما أندرس من قيمه وتعاليمه في منطقة الصحراء الكبرى وبلاد السودان.
من جزيرة تيدرة وعلى بعد 180كلم شمال أنواكشوط تنفس صبح الدعوة المرابطية ، وأقبل المؤمنون من كل حدب وصوب ملبين داعي الله ومعلنين بداية تكوين وتأسيس و بناء جيل جديد أقيم رباطه على شاطئ المحيط ليسقي بأمواج الدين الإسلامي الحنيف ظمأ الصحراء ويغرس في نفوس أهلها قيمه وتعاليمه السمحة .
وغير بعيد من أطلال “تيدرة” وبعد مايزيد على تسعة قرون من تأسيس رباط بن ياسين وفي ذكرى سقوط بغداد وذكرى مذبحة دير ياسين ، وبين دلالة المكان وإيحاءات التاريخ إنتهت رحلة بحث “عزيز”عن ” السعد ”
قرر الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز ، والدكتور السعد ولد لوليد ، أن يبدءا رباطهما عسى أن يكون الأول سعيدا بالثاني ويكون الثاني عزيزًا بالأول .
في محراب الرباط الجديد،يتعوذ الوافد من شر الملاحقة والمحاكمة ويبتهل المضيف خاشعا متضرعا عسى أن تناله من بركات الوافد جذوة ينير بها دروب الحزب المظلمة.
حين يعتلي رئيس حزب الرباط منبره ويتسلق مئذنته ويصيح بأعلى صوته أنا السعد أنا الملاذ هذي ملامح وجهي وهذا قناعي، أدرك حينها أن سبيل الموازنة بين المصالح والمفاسد في بلادي لايمكن إلا أن يكون في أغلب حالاته تكميلا لمصالح الساسة وتعطيلا لمصالح الشعب ، وأن جليد القناعات يذوب في لحظة أمام بريق الذهب والفضة وأن سلطان الجيوب أقوى من سلطان الشعوب .
من لم تجانسه فاحذر ان تجالسه””
ما ضر بالشمع الا صحبة الفتل.
هل قدر على هذا الشعب أن تتوالى عليه وجوه ضاعت هيبتها وذهب بريقها مدحا وثناءً لا لمصلحة عامة وإنما لأجل السيادة والصدارة!!
من يخبر قادة الرباط الجديد أن إرادة الحق لا يمكن أن تبقى معطلة وأن رياح العدل ستأتي بما تشتهي تطلعات هذه الأمة،وأن تراتيل أمجاد الرباط التليد أكثر عزة وشموخا من لغة الساسة الناهبة لكرامة الضعيف أمام شيطانه!!
ترى هل يدرك عزيز أن العزة ليست بالثروة وأن شرط الحفاظ عليها منوط بنقاء مصدرها ، وأن رباطا أسس على الخوف والطمع لن يكون ملاذا آمنا للمستجير ولاقبلة للداعمين !!
وقديمًا قيل كل ديك يظن أن الشمس تشرق بصياحه

Exit mobile version