لاشك ان الاسم المناسب والعادل والمنصف لهذا الجسرالرابط بين موريتانيا والسنغال هو تسميته على احد من زعماء اسرة الإمارة فى منطقة الترارزه.
ولاشك كذلك ان الأولى بهذه التسمية من بين هؤلاء الأمراء ، إما ان يكون الأمير او السلطان – كمانعته الشيخ سيديا فى احدى رسائله الموجهة اليه- محمد لحبيب الجد الأقرب للفرع الثانى من السلالة الشنظورية المسمى : أهل اعمر ولد المختار ولد الشرقى ولد اعل شنظوره بوصفه اول امير مغفرى يمد جسور المودٌة والمحبة والتآخى بين موريتانيا ممثلة فى إمارة الترارزه آنذاك ومملكة والو السنغالية ، وذلك بزواجه من الملكة ( جنبت) ملكة والو والتى انجبت له ولده الأمير ذائع الصيت كأبيه وأجداده ، الأمير اعل ولد محمد لحبيب.
ومعلوم أن هذا الزواج الذى عارضته السلطة الفرنسية بشدة ودخلت بموجبه إمارة الترارزه مبكرا فى حروب طاحنة مع الفرنسين اسفر عن حكم هذا الأمير لكل من إمارتي الترارزه ووالو موحدا بذلك لأول مرة فى التاريخ الحديث ضفتى نهر صنهاجة ( نهر السنغال) تحت حكم أمير موريتاني واحد هو الأمير محمد لحبيب.
ومن الإنصاف لهذا الأمير الذى مدٌ جسور التآخى والمحبة منذ قرون مع السنغاليين اصهاره ان يسمى هذا الجسر الجديد الذى نتمنى ان يكون جسر محبة وتآخى وتآزر باسمه ، جسر الأمير محمد الحبيب بن اعمر بن المختار( الأمير اعمر بوكعبه) .
وإما ان يسمى هذا الجسر باسم ولده الأمير اعل بن محمد الحبيب الذى حكم إمارتي الترارزه ووالو بصفته وارثا لعرش والدته السنغالية من جهة ومنتزعا لعرش والده بالقوة والقهر بعد معركة ( أيشايه) من جهة اخرى.
هذا فضلا عن الحق التاريخى لهؤلاء الإمراء فى هذه التسمية ( صالة اهل محمد لحبيب) والتى تعنى جسر اهل محمد لحبيب ، وهو إما ان يكون عين المكان اوقريبا منه.
لهذه الاسباب كلها نرى – بعيدا عن العاطفة التى لاننكرها – ان هذين الأميرين اجدر بهذه التسمية من غيرهما حتى من الأمراء العظام من الأسرة ذاتها ومن باب اولى الشخصيات الكبيرة والوازنة التى لاتمت بصلة لهذه الأسرة التى حافظت ولقرون عديدة على وحدة اراض هذه الإمارة وتقوية روابطها التاريخية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية مع جارتها الجنوبية والتى دفعت فى سبيل تحقيق ذلك الغالى والنفيس مما يجعل تسمية هذا الجسر على غير هذين الأميرين انكارا للجميل من جهة واستهدافا غير مبرر من جهة اخرى.
الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.