روح المقاومة الأمير الشهيد بكار ولد اسويد أحمد / سيدي محمد ولد دباد

روح المقاومة الأمير الشهيد بكار ولد اسويد أحمد:
هو الأمير بكار ولد اسويد أحمد
أمه افيطمات بنت محمد ولد بكار ولد أعمر تأمر بعد أخيه محمد ولد اسويد أحمد سنة 1835 وكان حينها شابا يافعا، عُرف الأمير بكار بالحكمة ورجاحة العقل وسداد الرأي وقوة الشكيمة والصلابة والحزم كُتب عنه الكثير في الماضي ومازال حديث الساعة رغم مرور 116 عاما على استشهاده في مثل هذا اليوم 01/04/1905 وذلك لما يمتاز به الأمير اللمتوني حفيد إمارة لمتونة المرابطية التي يرجع أصلها إلى ملوك سبأ الحميريين وقد قدمت صنهاجة التي تنتمي لها قبيلة لمتونة إلى الصحراء الكبرى في هجرة أرّخ لها أكثر من مؤرخ وهي التي حكمت بلاد المرابطين ومايعرف بموريتانيا حديثا مئات السنين قبل الميلاد وتاريخهم يطول فيه الحديث ،،وبما أن إمارة لمتونة هي الإمارة التي سيطرت على الحيز الجغرافي لدول المغرب العربي حاليا ومايعرف بالجزيرة الابيرية أي: إسبانيا والبرتغال إضافة إلى جزء كبير من جنوب فرنسا وامتد نفوذها جنوبا إلى جميع دول غرب افريقيا ووسطها حتى وصلوا نهر الكونكو ،كانت هذه الإمارة بالمرصاد لكل من سولت له نفسه دخول أراضيها دون إذن أواتفاق على غرار جزية لمن هم خارج الملة وهذا ماحصل مع المستعمر الفرنسي في عهد الأمير محمد بن امحمد شين عندما كان الفرنسيون في الضفة الأخرى يعدون عدتهم لغزو الجانب الآخر اتضح لهم أن الأمر ليس هيننا وفرض عليهم الأمير جزية يدفعونها لإمارة إدوعيش للسماح لهم بالتبادل التجاري وكان ذلك سنة 07/04/1821 وقعها عن الفرنسين والي سينغال عالي دوكلى وفي عهد الامير
اسو يدحمد تعذر دفعها بسبب بعض القضايا داخل الإمارة..

وفي سنة 1857بعد استلام الأمير بكار للحكم طالب الفرنسين بما تم الإتفاق عليه مع جده الأمير محمد بن امحمد شين واستجابوا لذلك كرها وأصبحت ثلاثة مراكز تجارية تابعة للمستعمر تدفع الجزية للأمير بكار وهي: (كوري،، (وماتم)،، (وكيهيدي) ، وفي تلك الفترة انضم للإمارة كل من الملكين المجاهدين (كان عبدول ببكر )ملك الفوتا وعالى بورو انجاي ملك جلف وفي يوم 4اغشت 1891 استشهد (كان عبدول ببكر) ملك الفوتا في كيْفه قرب كرو بولاية لعصابة وبقي معهم الملك عالي بورو انجاي ملك جلف حتى هاجر إلى نجيريا بجيوشه سنة1894 .

كان انضمام الزعيمين للإمارة سببا في نقض الإتفاقية الأولى بعد ما طالب المستعمر بتسليمهما ورفض الأمير بكارذلك وحينها أغلقت إمارة إدوعيش جميع المنافذ المؤدية إلى المراكز التجارية المهمة سنة 1894وتم حصار المستعمر تجاريا من طرف اللمتونيين بصفة عامة وفي سنة 1895رضخ المستعمر لاتفاقية جديدة تم بموجبها إضافة إلى المراكز الثلاثة آنفة الذكر توسعة الغرامات المالية لتشمل منطقة (خاي) وجزءا آخر من مالي .
وفي سنة 1860 أرسل المستعمر مخبرين وهما الرحالة أجان ماج وهو ضابط في البحرية الفرنسية والرائد السينغالي عالي صال بدعوى أنهما يريدان الاطلاع على المدن الأثرية وجاءا للأمير بكار بغية السماح لهما بالتجوال في تلك المناطق وقد منعهما من ذلك ويرى الرحالة الفرنسي أن السبب في ذلك كان من تأثير الزوايا على بكار وهم الذين أشاروا عليه بمنعهما من زيارة تلك المدن وأضاف الرحالة الفرنسي أن الامير بكار يتأثر كثيرا بأهل مشورته من علماء الزوايا وينزل دائما عند رأيهم.

كان من ما يميز الأمير بكار – وهو كثير – كثرة الإنفاق وذكر القاضي العلوي سيدي ولد الزين وهو معاصر للأمير أن بكار ما انتفع قط من ثلاث مسائل:
– الأولى مايأخذ من النصارى كجزية وغيرها .
– الثانية مهور بناته
– الثالثة ذكور خيله.
فهذه المداخيل من نصيب الفقراء والمساكين ولا أحد يشاطرهم فيها ولو من أبنائه..!
و يؤثر عنه أيضا أنه قال: (ما اهنات عنا الصدقة الين ركتن) إشارة إلى أن الصدقة من أسباب طول العمر وقد بلغ من العمرعتا وذلك مما يؤثر على الزعماء المجاهدين،، ومن كلامه (راح ألا حد اغلبناه ،،أم حد اغلبن ماراح) ،،كانت استيراتجيته في الحروب طول النفس والمواصلة حتى النصر ..
وقد خاض كثيرا من المعارك ضد المستعمر نذكر منها: معركة (ألاك)،، ويوم (شكار) وقد ساندت إمارة لبراكنه إدوعيش في هاتين المعركتين بزعامة الأمير أحمدُّ ولد سيد اعل ..
وقد واجه إدوعيش بمفردهم المستعمر الفرنسي يوم( ميت) وكبدوه خسائر فادحة ودمروا ماقام به الفرنسيون من بنية تحتية سعيا منهم في انشاء مركز هناك،، ويوم (مال) ويوم (امبود ) سنة 1904 ويوم (كصاص) وفي بداية 1905 تجددت المعارك بين إدوعيش والمستعمر ومن أشهر تلك الأيام يوم (دركل) الذي تكبد فيه المستعمر أيضا هزيمة من أبشع هزائمه واستطاعت إدوعيش الإستلاء على معدات عسكرية حديثة في غاية اﻷهمية وبعد معركة دركل معركة (علب آدّار) ويوم (كنتاكش) ويوم (اتويزرزيت) ويوم (تنشيبه) وبعد تنشيبة انتقلت إدوعيش إلى منطقة (أفله) ونزلت الإمارة عند (بوكادوم) (أوراص الفيل) حيث استشهد أبو المقاومة وروحها بشهادة المستعمر يوم 1إبريل 1905وكان حينها شيخا كبيرا وقد نقل الشيخ سيديا (بابا) بن الشيخ سيديا في كتابه “إمارتا إدوعيش، ومشظوف،، عن المختار ولد اسويدأحمد وكور ولد التوتاي أن الأمير بكار قال لهما إنه كان لايتمنى شيئا سوى الشهادة في سبيل الله وقد رأى في منامه رؤيا اتضح له من خلالها أنه سيموت شهيدا وهذا ماحصل،،
نفع اضعيف المسقرب #اوجار لكريب الثقيل# والغلظ وامروت لعرب#ابكاو في اكف راص الفيل.

نرجو الله سبحانه وتعالى أن يتقبله من الشهداء الأحياء عند ربهم يرزقون إنه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على قائد المجاهدين وإمام المرسلين سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين.
سيدي محمد ولد دباد 01/04/2021

Exit mobile version