تمكن مصور سعودي من رصد الطائر الجارح “العقاب النساري”، والمعروف باسم “صقر السمك”، وهو يمسك بين مخالبه فريسته من السمك البني، وذلك على سواحل جزيرة تاروت بمحافظة القطيف شرق السعودية، ليتم تداول الصور من قبل نشطاء التواصل الاجتماعي، وهي لقطات نادرة لهذا الطائر وخاصة بعد تراجع الغطاء النباتي في هذه المنطقة.
من صيد الطيور منذ صغره، مستخدماً الأدوات التقليدية من بيئة جزيرة تاروت، ومحافظاً على الموروث الشعبي، انتقل المصور الضوئي، مهدي الصغير، إلى رصد الطيور باستخدام العدسة والكاميرا الاحترافية، وهو عضو مؤسس لمجموعة رصد وحماية الطيور في شبه الجزيرة العربية.
الصورة الثانية التي تم رصدها للطائر الجارح
3 صور الصورة الثانية التي تم رصدها للطائر الجارح
وقال في حديثه لـ”العربية.نت”: لم تكن صورة صقر السمك المنتشرة هي الأولى لي مع هذا الطائر، فقد نشرت له صورا سابقة، وكنت أول من يرصد تواجده في جزيرة تاروت عام 2012″.
وعن لحظة رصد عدسته لهذا الطائر، علق: “من بيتنا الكائن في جزيرة تاروت انطلقت حتى منطقة المحيسنيات بالقرب من دارين على الضفة البحرية، والتي تبعد خمس دقائق، لم أظن أنني سأصادف هذا الطائر العملاق بعد أول رصد له في المنطقة عام 2012، وتفاجأت به مرتفعاً من على الأرض، ليقف على أحد الأغصان من بعيد، ظننته هو، وبعد تصويب العدسة وتقريبها اتضح لي أنه صقر السمك، لكنه طار بعكس اتجاهي، وفجأة استقام طيرانه وعاد باتجاهي ولم أسجل إلا ثلاث لقطات أفضلها الأقرب والتي تداولها المغردون”.
المصور أثناء رصد الطيور
3 صور المصور أثناء رصد الطيور
والمصور مهدي الصغير، متقاعد من شركة أرامكو السعودية، ومصاب في إحدى رجليه، ويستخدم العكاز حتى أثناء التصوير، اشتهر اسمه بعد رصد الطيور في جزيرة تاروت، ويسميه راصدو الطيور بـ”العمدة” في مجالهم، حيث يعد رائداً في هذا المجال على مستوى الخليج، وخبرته الطويلة التي امتدت طوال 13 عاماً في رصدها، وما سبقها من فنون الصيد، جعلته أحد المصادر عن طيور المنطقة.
أغرب الجوارح
ووصف المختص البيئي، محمد الزاير، رئيس مجموعة رصد وحماية الطيور في شبه الجزيرة، العقاب النساري بأنه من أغرب الجوارح الموجودة اليوم في العالم، موضحا أن “ذلك يعود لعدة أسباب من ضمنها أنه لا يوجد له قرناء أو أشباه، إضافة إلى انتشاره الواسع على المناطق الساحلية للعالم القديم، في أوروبا وآسيا وإفريقيا، فضلاً عن قدرته على التعايش والتكاثر في أكثر من بيئة، سواء المناطق الحارة أو الاستوائية أو حتى الباردة”.
وعن طبيعة ساحل جزيرة تاروت الجاذبة لمثل هذا الطائر الجارح في هذا الوقت من السنة، أضاف الزاير: “العقاب النساري من الطيور المهاجرة، يقضي الشتاء كاملاً على الساحل الشرقي من السعودية، ويعتمد في 90% من تغذيته على الأسماك، وتعتبر وفرة الأسماك والمياه الضحلة عوامل جذب للطائر وبيئة حاضنة له، وعادة ما يمتد مكوثه في خليج تاروت خلال الهجرة الشتوية بين شهر سبتمبر وحتى شهر أبريل”.
العربية نت