هل هذه نصيحة ام طعن فى نسب القبائل الصنهاجية؟ / د. محمد سيدى محمد المهدى

لازلت اتعجب من استسهال كتابنا ومثقفينا الطعن فى نسب القبائل الصنهاجية الحميرية وإصرارهم على إضافتها للقبائل الأمازيغية البربرية الفاضلة.
ولوا كان الطعن آت من ابناء القبائل الحسانية التى تتعرض هي الأخرى لكثير من الطعن والتحامل – وكأن قدرها والصنهاجين هو توجيه الطعن والإهانة لهم من قبل مواطنيهم الذين تثاقفوا على حسابهم – لما تفاجأت كثيرا لأن ذلك قد يدخل فى باب الردود والدفاع عن العرض والنسب والحسب ، لكن ما أثار استغرابى ودهشتى هو ان جل الطاعنين إن لم يكن كلهم كانوا حتى وقت قريب جدا من احتلال البلاد من قبل الفرنسيين جزءا لايتجزأ من المكون الصنهاجى الزاوى بالذات إما نسبا اونشأة وتكوينا واحتماءاوجيرة اومصاهرة او…. قبل ان تفرقهم شجرات نسبهم الهاشمية او القرشية او الانصارية مع شجرات القبائل الصنهاجية الأم ( بالنسب او التبنى).
وكان على هؤلاء المثقفين المتخصصين فى علم الأنساب ان يأتوا بالأقوال التى تثبت عروبة صنهاجة اوتقول بها على الأقل من باب الإنصاف والأمانة العلمية ، لا ان يقتصروا على الأقوال التى تقول بأمازيغيتهم وكأنها وحى منزل من السماء لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وقبل ذلك كان ينبغى عليهم – إن كان الدافع حقا تحقيق النسب وتمجيد البربر على حساب حمير – ان يبدوأوا بأنفسهم وقبائلهم ويردوا فروعهم الى اصولها الصنهاجية ثم بعد ذلك يحكموا على الجميع بأنه امازيع ، حينذاك ربما يجدون آذانا صاغية لما يقولون وينصحون به لوجاهة ذلك ومنطقيته.
اما وقد تمسكوا بشجرات نسبهم الجديدة – والتى لانطعن فيها ولا نثبتها فى آن – فإن مطالبتهم لبقية قبائل صنهاجة التى ظلت متمسكة بصنهاجيتها وحميريتها بالتخلى عن نسبها العربى الحميري القحطانى اقل مايمكن ان يقال عنه إنه طلب غير منصف مهما مجدوا القبائل الأمازيغية التى نقدرها ونحترمها كثيرا ومهما أهانوا القبائل الحميرية وقللوا من شأنها وقيمتها وتاريخها …ويكفى القبائل الحميرية فخرا أولا أنها عربية لقوله صلى عليه وسلم : احب العرب لثلاث وذكر منها : لأنى عربي وثانيا لأنها انجبت لمتونة وتفريعاتها المختلفة فضلا عن مسوفة واكدالة.
كان على اولئك الأساتذة الأفاضل الأكارم احفاد العلماء النجباء الأكارم البدء بتصحيح ما يخصهم من النسب اولا ثم بعد ذلك المطالبة بتصحيح نسب إخوانهم الآخرين إن كانوا يرونهم منتحلين للنسب الحميرى القحطاني.
يقول الشاعر:
لاتنه عن خلق وتأتى مثله * عار عليك إذافعلت عظيم.

الدكتور محمد سيدى محمد المهدى.

Exit mobile version