هو العالم الفقيه ذو الهمة والنجابة، صاحب الكرم والشجاعة والمهابة:
السالم بن عبد الرحمن بن أحمد فال بن محمد بن عبود بن الطالب سيد أحمد بن الطالب مختار بن سيد عبد الله …بن القاضي سيد أحمد أبي بكر بن أعمر بن أبابك. بن يعقوب بن اعل بن موسان بن جاكن الأبر.
ولد سنة 1302هـ الموافق 1885م لأبوين كريمين والده الفقيه عبد الرحمن بن عبود ووالدته اعجيبه بنت عبود والتي كانت تعيش مع والدتها فاطمة بنت كبادي ءال ألمين ولد سيد أحمد
توفي عنه والده وهو صغير جدا ، وتربى في بيت أخواله بيت العز والسؤدد معززا مكرما إلى أن ناهز البلوغ فانتبه
إلى أن تعليمه لم يكن كما ينبغي.
فقرر – دون مشاورة أحد بل وبدون علمه – أن يشد الرحل في طلب العلم، وكانت #ولاته هي وجهته حيث مكث فيها عشر سنين يواصل ليله بنهاره في تعلم العلم .
بينما كان أخواله أهل ألمين ولد سيد أحمد وخاصة خاله اندحمودي بن كبادي يواصلون اليل بالنهار للبحث عنه في كل الجهات إلا أنهم لم يعثروا له على خبر ؛ حتى كاد الظن بموته أن يستولي عليهم ، وبينما هم على تلك الحال وبعد مضي سبع سنوات ؛إذ وقع في آذانهم أنه #في_ولاته وأنه منشغل بالعلم ؛ فاستحال الحزن فرحا وفخرا
فرحا بحياته وفخرا بفعاله ، فلا شيء يبرر هذا الاختفاء
الممتد لسنوات إلا إذا كان لأجل العلم وللعلم فقط.
وكانت أولى المحاظر الولاتية التي أناخ بها راحلته وألقى فيها عصا التسيار
#محظرة_أهل_سيد_عثمان التي أتقن فيها القرآن حفظا ورسما وضبطا
وبعد الانتهاء من القرآن انتقل إلى دراسة الفقه على شيخها #العلامة :شيخنا محمدي بن سيد عثمان
#والعلامة: محمد عبد الله بن الخرشي العلوي
ثم قرأ النحو والأصول والقواعد على علامة ولاته وقاضيها تلك الأيام #الطالب_ببكر_بن_أحمد_المصطفى
كما سمع منه معظم الصحيحين حيث كان الشيخ يلقي درسا يوميا من أحد الصحيحين برواق المسجد الجامع بعد صلاة الظهر وهذا شبه عادة وتقليد عند أهل ولاته
ثم انتقل #إلى_أبناء العلامة محمد يحيى الولاتي
#العلامة_محمد_المختار_بن_محمد_يحيى
#وأخوه_العالم_الأديب_حسني_بن_محمد_يحيى
فقرأ عليهما بعض مؤلفات والدهما في الأصول والمقاصد .
ثم أخذ عن #العلامة محمد يحيى بن سيدي محمد بن سليمه اليونسي نظم السعادة الكبرى في فقه مالك
كما استفاد من غير ما ذكر من علماء تلك المدينة وهم يومئذ كثر.
وبعد مضي عشر سنوات من الدراسة المتواصلة #في_ولاته
قرر السفر منها للتجارة فمر بعدة دول وكان محظوظا فأتته الدنيا وهي راغمة
ثم عاد إلى أهله وعشيرته عالما فقيها ثريا ولما استقر بتكانت
كانت بعض أسر أهل عبود في آفطوط والبعض في اركيبه فحرص على أن يكون الجميع في تكانت وكان له ذلك .
ثم أنشأ واحات نخيل #في_أتيرت يضرب بها المثل لطيب ثمارها وعذوبة عيونها
وقد تُخِيرَ معظمها واستُجلِبَ من آدرار وهي الواحات الوحيدة المسورة بسور من الحجارة لا يزال شامخا إلى يومنا هذا
عرف -رحمه الله – بسخائه الشديد وكرمه الباذخ ، وكان حسن الخلقة ، جميل الطلعة قوي البنية ،فصيح الكلمة عظيم المهابة ،
غاية في الشجاعة ، قمة في الرحمة والحنان ، ذا خط حسن جميل صاحب أبهة يتضح تمدنه في سلوكه ونظافته ومظهره واهتمامه بهندامه واتخاذه لمرافق يخدمه في حله وسفره ،
راميا لا يخطئ الهدف يحب الصيد ويكثر قنصه وحيثما جلس فالسلاح إزاءه والكتاب بين يديه يطالعه شديد الشغف بالقراءة رحمه الله
ما مر -رحمه الله- على بلد أو قرية إلا وترك أثرا حسنا وذكرا كريما
كان كثير الأسفار له علاقات واسعة بالعلماء والشخصيات العامة من شرق البلاد وغربها
وقد وصفه ابن أخته فضيلة الشيخ الدكتور محمد الخضر بن الناجي بن ضيف الله -رحمه الله – بالعلم والفقه والذكاء وكان يتأسف أنه لم ينشئ محظرة
كما أخبرني أن شيخه العلامة :محمد يحيى بن الشيخ الحسين رحمه الله – قال له ذات مرة “إن خالك السالم بن عبود أعطي علما وذكاء ولو اتسع للتعليم لنفع الله به”
ثم قال لي هكذا كانت عبارة يحيانا -رحمه الله-
توفي رحمه الله سنة 1963 في آفطوط ودفن بمقبرة مدينة الغبرة
وترك بها مكتبة تحتوي على كثير من نفائس الكتب والمخطوطات إلا أنها لم تجد العناية والرعاية فضاع معظمها مع الأسف الشديد.