السجال يحتدم بين الطاعنين والمتضررين / د. محمد سيدى محمد المهدى

يبدو ان اولئك الذين شغلوا انفسهم بالطعن فى انساب الآخرين قد اتسع الخرق عليهم مما افقدهم صوابهم بعد تزايد اعدائهم المتربصين بهم من كل حدب وصوب ، لكن المتابع لردود بعض المنتمين للقبائل المطعون فى نسبها قد يلاحظ دون كبير عناء انهم ليسوا أفضل حالا من الآخرين ، ذلك لأنهم فقدوا اعصابهم اكثر من اللازم وسلكوا فى ذلك طرائق شتى، منها التهديد بالحبس ورفع الدعاوى واصدار الفتاوى ومطالبة الحكومات التى يتواجد على اراضيها بعض الطاعنين -حسب المُتضَرِرين او المُصَحِّحِين حسب الطاعنين – اوتلك التى لهم ارتباطات بها قانونية بمحاسبتهم وكأنهم ارتدوا عن ملة الإسلام وكل ذلك تصعيد قدلايكون هو الطريق الأمثل اوالأصح لمعالجة الموضوع معالجة رزينة وهادئة.
ومع اننا لانشاطر الطاعنين نهجهم ولانرى فيه فائدة ذات مردودية تخدم بلدهم الذى هو بأمس الحاجة لمن يوحده اكثر من حاجته لمن يمزقه ، بل نراه نهجا جديدا وغريبا على ما الفه اهل هذه البلاد من الإبتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الحساسيات وتهييج النعرات ، الا أننا بالمقابل نرى ان التهديد باللجوء الى المحاكم واصدار الفتاوى بغض النظر عن تأسيسها على قاعدة فقهية صلبة من عدمه قد يصعد هو الآخر الأمور اكثر فأكثر ويعقدها ويجعلها تقترب من الخروج عن السيطرة اكثر من اقترابها من اسلوب الإقناع الهادئ الذى هو السبيل الوحيد للوصول الى نتيجة يتجلى من خلالها كذب وتزييف الطاعنين اوعلى العكس من ذلك صحة ماذهبوا اليه وجاهروا به.
فبدلا من هذه الإجراءات التصعيدية التى لاتخدمنا كجسم واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى علينا ان نرد على الطاعنين وبذات الوسيلة ونقارعهم الحجة بالحجة والمجتمع هو الحكم والفيصل فى ذلك كله وبخاصة أولئك الذين لهم دراية بالتاريخ والثقافة.
فالحجة التى نريد تقديمها للمحكمة علينا تقديمها للرأى العام التى زرعت فيه افكار ومعلومات تختلف جذريا عن الثوابت التى ظل يتمسك بها منذ قرون رغم ماشاب تلك الثوابت من البعد احيانا عن الحقيقة والواقع.
وثمة فرق شاسع بين ان يكون ماكشفه الطاعنون اوالمصححون على حدِّزعمهم يدخل ضمن دائرة المسكوت عنه وهو امر مستهجن ويعتبر مروقا على العادات والتقاليد ونهجا وسلوكا جديدا جريئا يمثل سوء أدب مع الآباء والأجداد الذين ظلوا يحافظون على طمس حقيقة ذاك المسكوت عنه وبين ان يكون ما قدمه الطاعنون مجرد تجن وكذب وتزييف للتاريخ والحقيقة ، فالمسألة الأولى مستهجنة كما بينا والثانية مدانة بأشد عبارات الإدانة ، لأنها تلفيق وتزير قصد به عن سبق اصرار وترصد جعل العديد من القبائل الرائدة فى هذا المجتمع ادعياء لنفيها عن نسبها المتمسكة به منذ قرون خلت.
وهنا ينبغى عدم خداع النفس والمجتمع بتقديم معلومات غير دقيقة ضررها على من يقدمها اكثر من نفعها له اوتقديم بيان إنشاء لايقدم ولا يؤخر، ولذا اقول إن بعض الردود كان على المستوى واكثرها طبع بالتحامل وعدم الدقة والتماسك .
فعدم دقة المعلومات المقدمة يستفيد منه الخصم اكثر ممايضره، اما الكلام السوقى الساقط فلانعتبره يساهم مساهمة فعالة وإيجابية فى اثبات اونفي هذا النسب اوذاك.
اخيرا اطالب الجميع الطاعنين والمتضررين ان يبتعدوا عن التنابز بالألقاب وان يديروا حوارهم بأسلوب مهذب ما امكنهم ذلك يركزون من خلاله على تقديم الأدلة المثبتة او النافية بطريقة متحضرة ومتمدنة كي يستفيد منها القارئ المثقف والسامع الاميى وتنفض الغبار عن المسكوت عنه من تاريخنا الذى لا تزال الخطوط الحمرتوضع فى طريق كل من يحاول اكتشافه.
وفقنى الله وإياكم لمايحبه ويرضاه.
( وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه إن أريد الا الإصلاح ما استطتُ وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيبُ).
الدكتور محمد سيدى محمد المهدى.

Exit mobile version