لم ازعم يوما انني شيوعي او يساري…
ولا اعرف كيف يشعر اناس لا اعرفهم بالاحباط لانني لست كذلك ..؟
أكره شيء بالنسبة لي هو التخندق الايديولوجي والتحزب.. اذ اعتبر الاول مجرد اصطفاف متحجر.. والثاني ارتهان ابدي.. ويقتلان روح الاديب.
حين طلبت ملاطفا صديقي الدكتور حماه الله ان “يوخظ” تجكانت من تاريخه لم اقصد ابدا ان اقول.. ولا يمكن ان تفهم من فحوى التعليق, انهم فوق الناس او افضل منهم, وانما اردت ان ارسل له اشارة بتجنب مزالق لا فائدة فيها…
من المستحيل الخوض في هذا الصنف من الابحاث دون التعرض لها وعلى كل حال : لم يسجل على حماه الله ضرر او عيب في ذلك المضمار.
بالنسبة لكل مؤرخ محترف -وهذا حاله- فتجكانت بطن من لمتونة ولمتونة قبيلة من “ازناكة” او صنهاجة..
يختلف النسابون على شان لمتونة فعبد الرحمن بن خلدون اعتبرهم بربر او امازيغ يتحدثون بكلام ازناكة ويدينون بمعتقداتهم القديمة..
وبعض المؤرخين ربطهم -عبر هندسة جميلة ولطيفة- بقبائل حمير اليمانية.. وهو الوصف الذي يحبون ان يقال عنهم.. حتى ولو ثبت عند بعض اليمانية ان بعض التبابعة والاقيال -وليس كلهم- كانوا هودا اي من الذين اقتبسوا من دين الكليم تعبدهم ونجواهم.
الناس بموريتانيا لم يصلوا بعد لدرجة الانفصال المكتمل مع الماضي السحيق وكل اثارة للانساب وتعقيداتها تؤدي الى ضجيج.. واحيانا الى عداوة وعدوان.. لذلك ورغم انني لا راي عندي اقدمه في نسب تجكانت ولا اهتم به..
افضل عدم الخوض فيه لسببين :
تجكانت اليوم عرب ونقطة بنهاية السطر.. شأنهم في ذلك شأن مواطني كل الدول العربية وهم فخورون بهذه الهوية لدرجة عدم تقبل اي انتماء بيولوجي محتمل ووارد غير العروبة.
ان الخوض في قضايا الانساب مضيعة للوقت ..ولا اريد للبروفيسور حماه الله الذي بذل جهدا كبيرا في تدوين تاريخ هذه البلاد ان تشغله اهتمامات هامشية كهذه… ولقد كتبت له اكثر من مرة التمس منه ان يتوجه بجهده واهتمامه لدراسة تاريخ الساحل الموريتاني وعلاقاتنا بالبرتغال وسكان الكناري وماديرا وتاثير التجارة الثلاثية علينا وغير ذلك من المواضيع البكر التي لم تجد بعد الاهتمام المناسب لها.
في الختام لم اكن يوما من اليسار ولا من الشيوعية وان اهتز وجداني لبصيص انسانية لدي قيادات حمراء هناك..وهنا..
ومازلت امج ما لدى بعضهم من شعبوية وديماغوجية ومزايدة على خلق الله.
من صفحة محمد ولد امين على فيسبوك